اهم الاخبار
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

حكاية عيشها بفرحة..نمطية الأحداث تفقدك احساسك بالتعاطف مع القصة

حكاية عيشها بفرحة
حكاية عيشها بفرحة

 

 

 

 

 

 

 

 

حكاية عيشها بفرحة ..حكاية جديدة من حكايات مسلسل "55 مشكلة حب"  بدأ  عرضها يوم الأحد الماضي و هي حكاية "عيشها بفرحة" بطولة هبة مجدي و هاني عادل، و هذا هو التعاون الثاني بينهما بعد حكاية "براد شاي".

 

و شهدت أحداث الثلاث حلقات الأولى حبكة درامية غير مبررة الأحداث و تشهد الكثير من الثغرات التي جعلت الجمهور يفقد تعاطفه مع القصة رغم أنها حكاية انسانية تناقش فكرة مهمة و هي ركض الجميع خلف المظاهر و  تجاهلهم لأشياء أكثر أهمية و هي روح الاصرار و العزيمة  و الرضا النفسي و السلام الداخلي و هي أشياء أكثر قيمة بكثير من الجمال الخارجي.

حكاية عيشها بفرحة :

 

و لكن النمطية الشديدة في الأحداث و تكرار الفكرة التي وردت من قبل في أكثر من عمل سينمائي أجنبي جعلوا من القصة مهلهلة و غير مقنعة، فلماذا دائماً يكون الخطيب الأول في أحداث أي قصة شبيهة هو رمز الندالة و التخلي عن حبيبته بعد هذا التغير المفاجيء في حياتها، حيث تكررت الفكرة ذاتها في مسلسل "حلاوة الدنيا" بعدما تخلي عمر الذي جسد شخصيته هاني عادل عن أمينة / هند صبري بعد اصابتها بمرض السرطان،  في حين أن وجدت في شريكها الثاني الحب الحقيقي الذي كانت تبحث عنه، كذلك تكررت القصة في مسلسل "آدم و جميلة" مع شخصية ايمان/ ميار الغيطي و التي تركها خطيبها الأول بعد قصة حب كبيرة عقب فقدانها البصر في حادث سير لتجد العوض في حبيبها الثاني شريف، القصة نفسها تكررت في المسلسل التركي "فاطمة" بعدما تخلى مصطفى عن خطيبته فاطمة اثر معرفته بحادث الاعتداء الذي تعرضت له.

حكاية عيشها بفرحة :

و لنجد عامل مشترك وحيد بين الابطال الثلاثة الذي قبلوا أن يكونوا شركاء حياة لانسانة بائسة تعرضت لمصاب أليم غير حياتها، و هذا العامل إما الشعور بالذنب بسبب المشاركة في هذا الحادث، مثلما حدث في مسلسل "آدم و جميلة"، حيث كان شريف هو الرجل الذي أصاب ايمان و هرب من فعلته، أو كريم في مسلسل "فاطمة" الذي كان مشاركاً في حادث الاعتداء الذي تعرضت له فاطمة، الأمر ذاته حدث في حكاية "لازم أعيش" بطولة جميلة عوض بعد أن تخلى عنها خطيبها الاول عقب معرفته بمرضها المزمن البهاق.

أو أن يكون هو الآخر مريض مثلما حدث مع سليم الذي تزوج من أمينة في مسلسل "حلاوة الدنيا"،  و لكن لا يمكن أن  تتجسد الرحمة و الانسانية في رجل كان هو الحبيب الأول لفتاة تعرضت لأي شيء أثر على حياتها، في حين أننا نتحدث عن قصة انسانية في الأساس و عن الصفات الانسانية في البشر التي تجعلهم يكبرون في عيون الآخرين و يرتقون لأعلى الدرجات في نظر المحطين بهم، لنجد أن الجميع بلا انسانية، حتى البطلة ذاتها التي وافقت على الاستمرار في علاقة مع زميلها المطلق و كأنها بلهاء ساذجة لا تفهم كونه يتهرب من الزواج بها و أنه يعتبرها مجرد تسلية في حياته، بل أنها أخفت ذلك عن خطيبها هشام، ما يجعل المشاهد يفقد تعاطفه معها.

حكاية عيشها بفرحة :

كذلك اصرار صناع هذه الحكايات و القائمين عليها بعرض الطبقة الثرية فقط و تصديرها في جميع الحكايات للمشاهدين، فدائماً أبطال هذه الحكايات من طبقة الأثرياء، حيث غادرت يسر إلى لندن بعد اصابتها بالشلل و تخلي خطيبها عنها، ثم تدرس الاخراج و تعود إلى مصر لتعمل كمساعدة مخرج، لا يوجد تعب أو كفاح او نضال في أي شيء، بل أن كل مشكلتها في الحياة هو عدم الحصول على شريك حياة يقبلها كما هي، و لكن ماذا إذا كانت هذه الفتاة فقيرة؟ و ماذا إلا لم تستطع دراسة فن الاخراج في لندن لتعمل مشاعدة مخرج في مصر فيما بعد، ماذا إذا لم تكن بطلة الحكاية تستطيع الحصول على شيء في الوقت الذي تريده و لم تحظى بالرعاية اللازمة ؟ كل هذا تجاهلته الحكاية و  كأن الأثرياء فقط هم من يصابون في صحتهم، و كأن لا يوجد آلاف الفقراء الذي لا يجدون ثمن العلاج و لا يوظفهم أحد و لا يجدون من يرعاهم.

حكاية عيشها بفرحة :

فتكرار استعراض ذات الكبقة الثرية في كل الأعمال الدرامية بالفترة الأخيرة و التعمد في اغفال وجود ذوي الطبقة المتوسطة و البسيطة، أصبح في حد ذاته امر شديد النمطية ينفر المشاهدين من المتابعة و يشعرهم بالمبالغة في كل شيء ما يصعب عليهم الاحساس بمصداقية أي شيء يتم استعراضه على الشاشة.

 

  حتى أن الحكاية لم تركز على تفاصيل الحالة النفسية المنهارة ليسر عقب اصابتها بالحادث، و تجاوزت القصة هذه التفاصيل في نظرة احباط واحدة، ثم انتقلت سريعاً إلى شخصية  يسر المتقبلة لوضعها و الراضية عن حالها، و لكن لا يوجد انسان طبيعي يمكنه تقبل هذا الوضع بهذه السرعة، دون المرور بمراحل نفسية محددة منها الصدمة و الانهيار و الاكتئاب و الحزن و البحث عن الحلول و الانعزال و الانطواء ثم أخيراً التعود و التقبل و الاعتياد على الحياة الجديدة، كل هذه المشاعر لا يمكن وصفها أو شرحها في كلمات و لكن لابد من تجسيدها على الشاشة كي يتفاعل المشاهد مع القضية و يتوحد مع معاناة البطلة، و هذا ما يعتبر عدم استغلال لقدرات هبة مجدي الفنية، و هي من الممثلات الموهوبات التي كان لابد من استغلالها قدراتها عل  الشاشة بشكل أكبر من ذلك.

لا نعرف بالطبع كيف ستنتهي الحكاية و لكننا نستعرض معكم مشكلات ظهرت في الحلقات الأولى منها، و التي احبطت الجمهور الذي كان ينتظر من هبة مجدي المشاركة في قصة مميزة أكثر من ذلك.