اهم الاخبار
الخميس 28 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

شايع الوقيان يكتب : اتهموني بالخيانة عندما مدحت الملك عبد الله .. هل بعت قلمك يا شايع ؟!

الوكالة نيوز

منذ اشترعتُ في كتابة النصوص للصحف لم أمدح أحداً إلا ما ندر، ولاسيما الساسة ، فقد كنتُ أخاف على نفسي من مدح السياسي لأنني تعلمتُ – كمثقف عربي- أن مدح الحاكم خيانة ! ، بعدما شببتُ عن الطوق، وعدتُ إلى ذاتي، عرفتُ أن أساطير المثقفين ليست سوى حيل سياسية روج لها اليسار واليمين .

 أساطير المؤدلجين

‏لاحقا، وبعد أن تحررت من أساطير المؤدلجين، عرفتُ أن هناك سعة في الثناء لمن يستحق الثناء حتى لو كان سياسياً، وأن السياسي قد يكون أرحم للناس من أهل الفكر والعقائد والأيديولوجيات ، كتبت على خجل مقالاً في مدح الملك عبد الله رحمه الله ، فاتصل بي المثقفون غاضبين : هل بعتَ قلمك يا شايع ؟ ، ولماذا ؟ قلتُ مستهجناً قال : أنت فيلسوف وتمتدح الحكّام ، أشهد أنك فيلسوف مزور ! ، قلت: لستُ فيلسوفاً  والعياذ لله ( إن كنت ترى الفليسوف بهذا الرأي ) ، أما مدح الحكام فلم أفعل سوى أن مدحت الإصلاحات الجبارة التي قام بها الملك عبد الله ، فإذا لم نمدحه فمن نمدح ؟ ، تلعثم بغباء بارد ولم يرد . 

بيع شرف القلم

اليوم .. ومع مجيء رائد الرؤية والنهضة، لم أعد أخجل كالسابق من الثناء على أهل السياسة متى ما كانوا ذوي حكمة وروية وكياسة ، فلم أترك مجالاً إلا وباركت فيه كل جهود الرؤية التي قادها محمد بن سلمان ، ومنذها ومثقفو البلادة يتلعثمون جانبي ، ويتهمونني ببيع شرف القلم.. وكأن لهم شرفاً في الأساس .

استغلال القيم

وفي النهاية تبقي كلمة خارج السياق  : أعتقد أن التعريف الصحيح للعلمانية اليوم هو الفصل بين السياسة والأيديولوجيا عموما ، فالمؤدلج يستثمر كل ما يقدسه الناس لكي يسيطر عليهم " دين، علم، فن، قيم، إلخ ، ولم يحارب المؤدلجون العلمانيةَ إلا لأنهم عرفوا معناها الحق ، فالعلمانية الحقة هي قطع الطريق على السياسي وغيره لاستغلال القيم كالدين .

السيطرة على الواقع السياسي الاجتماعي

والأيديولوجيا لها معان شتى ، لكن المعنى المستقر اليوم ذو دلالة سلبية ، ويراد به كل استغلالٍ للقيم الرفيعة عند البشر من أجل السيطرة على الواقع السياسي الاجتماعي فالقيم الرفيعة الدين والفن والأخلاق والعلم والفكر الفلسفي والتربية والقيم الاجتماعية الموروثة كالقبيلة .

 الوجود كوجود غير موجود 

الوجود في ذاته يسمى عند العرب واجب الوجود وهو الله تعالى ، لكن المشكلة برأيي أن الوجود في ذاته لا يمكن أن يكون موجوداً ، لأن الموجود متعين في زمان ومكان، وبالتالي يطرأ عليه الكون والفساد، وبعبارة لاهوتية (= مخلوق ) ، لنتذكر : الوجود كوجود غير موجود ، أي غير متعيّن ولا قابل للتعيّن.


كاتب المقال : كاتب وفيلسوف سعودي له العديد من مقالات الرأي في صحيفة عكاظ السعودية