اهم الاخبار
السبت 27 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. قصة أخطر ضابط صاعقة في تاريخ مصر.. وكيف تم اصطياده

كل ما تريد معرفته عن الإرهابى هشام عشماوي

الوكالة نيوز

هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم ولد في عام 1979 في القاهرة بمنطقة مدينة نصر ووالده كان يعمل تاجراً ووالدتة هي السيدة غالية عبد الحميد وكانت تعمل معلمة وكان يعشق ممارسة رياضة كرة القدم وهو مازال صغيراً، كانت شخصية هشام عشماوي يحوم حولها الغموض والسرية وكانت من أهم صفاتة حسب شهادة جيرانه الهدوء وعدم التحدث كثيراً والإلتزام بصفة عامة .

مهارة فائقة في فنون القتال

ألتحق هشام عشماوي بمدرسة نجيب محفوظ وكانت من أهم هواياته عشق الموسيقي ولأنه كان يعشق الرياضة فقد تخرج من الثانوية العامة وقرر أن يلتحق بالكلية الحربية عام 1996 وظل يدرس بها إلي أن تخرج منها أواخر عام 1999 وقد ألتحق عقب تخرجه بسلاح المشاة ومع الوقت وبسبب التدريب الجيد وبرامج التأهيل التي وفرتها له القوات المسلحة حقق التفوق الرياضي والجسماني واكتسب مهارة فائقة في سلاح المشاة تم التحق بسلاح الصاعقة المصرية وقد استقر في منطقة أنشاص العسكرية مقر الصاعقة المصرية بمحافظة الشرقية لمدة سنوات عديدة .

كان جميع زملاء هشام عشماوي في سلاح الصاعقة يدركون مدى قوته الفعلية ومدى مهارته الفائقة في فنون القتال وتوقعوا له مستقبلاً باهراً وأن يتم نقله إلي الأماكن المشتعلة على الحدود المصرية وهذا ما حدث بالفعل عندما تم استدعاءه للخدمة في سيناء وقام بحفظ كافة تفاصيل الصحراء هناك وأصبح متمرسا في معرفة دروب وممرات التهريب في سيناء لدرجة أن أحد مشايخ سيوة المشهود لهم قال عنه أنه أصبح الضابط الأكثر معرفة وخبرة بدروب سيناء وقد كان يخشاه جميع المهربين.

محاربة الجماعات المتشددة

ومن عجائب المفارقات والاقدار أن هشام عشماوي قام بمحاربة الجماعات المتشددة والمتطرفة والإرهابية في سيناء بكل شراسة في بداية الأمر خاصة خلال تفجيرات شرم الشيخ في عام 2005 وتفجيرات منطقة دهب في عام 2006 قبل أن يتحول إلي النقيض تماماً وسبحان مغير الاحوال حيث بدأ يعتنق الافكار المتطرفة ولتي سكنت عقله واثرت علي افكاره وسلوكه وبدأ يتحول فكرياً نحو النهج التكفيري شيئاً فشيئا. 
وبحسب شهادة جيران هشام عشماوي في منطقتة السكنية في مدينة نصر كان هشام شخصاً انطوائيا فعندما يعود من الجيش في الاجازة كان ينزل إلي المسجد بمفرده لممارسة فريضة الصلاة دون أن يتحدث إلي أي شخص ثم يعود إلي منزله من جديد لكن مع مرور الوقت تعرف على مجموعة من الأشخاص المتشددين الذين استطاعوا السيطرة على أفكاره فلم يكن يصلي إلا في مسجد الأنوار بمنطقة المطرية وهناك تعرف على جماعة من الشيوخ أصحاب الأفكار الأصولية الذين أثروا عليه وجعلوه ناقما على المجتمع بكل أطيافه.

وخلال وجوده في مسجد كتيبته دخل هشام عشماوي في مشاجرة حامية الوطيس مع أحد الجنود بسبب قراءته للقرآن بصورة غير صحيحة خلال الصلاة وبدلاً من الدعوة الي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة استخدم اسلوب الترهيب والتعنيف بغلظة وقساوة في التنفيذ والدعوة حيث كان يقوم بإيقاظ الجنود بالتعنيف والسباب لأداء فريضة صلاة الفجر  وبدأ في توزيع بعض الكتيبات الدينية التي تحمل أفكار متشددة .

تغيرات جذرية

لاحظت المخابرات الحربية مدى التغيرات الجذرية في شخصية هشام عشماوي وبدأت في مراقبة تصرفاته بصورة منتظمة ودورية طوال اليوم وتم التحقيق معه أكثر من مرة وبالفعل تم تحويله إلي وظيفة إدارية داخل القوات المسلحة.

في عام 2010 رحل والد هشام عشماوي عن الحياة ومنذ تلك اللحظة حدث التحول الجذري في حياة هشام وقرر عدم الإستمرار في صفوف الجيش وذلك بحسب ما قالته زوجته وذلك خلافاً لما تم اشاعته عن استغناء القوات المسلحة عن خدماته واحالته للتقاعد فهذا غير صحيح.

التحايل على استمراره بالخدمة العسكرية

مع الوقت استطاع هشام عشماوي التحايل على استمراره بالخدمة العسكرية عن طريق الخروج من الخدمة لأسباب طبية حيث خرج على المعاش برتبة رائد بالقوات المسلحة عقب ثورة يناير والذي لا يعلمه الكثير من الأشخاص أن هشام عشماوي كان متزوجاً من سيدة تدعى نسرين سيد علي وهي دكتورة بكلية البنات بجامعة عين شمس وقد أجبرها على ارتداء النقاب وأنجب منها طفلين وقد أكدت السيدة نسرين أن هشام عشماوي قد عمل بمهنة الاستيراد والتصدير عقب تركه للخدمة في صفوف القوات المسلحة .

التكفير والتطرف

كانت عقيدة هشام الفكرية والدينية تميل الي التكفير والتطرف واحياناً الميل الي السلفية وضد حكم جماعة الإخوان وكان يرى في حازم صلاح ابو اسماعيل رمز ومثله الأعلى الذي سيحرر مصر من كل مشاكلها وكان يتهم الإخوان المسلمين بأنها جماعة برجماتية وأصحاب مصالح نفعية وليس لديهم مبدأ لكن عندما قامت ثورة 30 يونيو وحدث إعتصام رابعة ذهب الإرهابي توفيق فريج لمقابلته في منزله كي يستعين بخبرات هشام عشماوي في تطوير عملياتهم الإرهابية بعد زوال حكم الإخوان في مصر وانكشاف الغطاء السياسي والامني الذي كانت توفره الجماعة لكافة الأطياف الإرهابية والأصولية المتشددة في مصر.

تم تجنيد هشام عشماوي سريعاً عن طريق الضابط المفصول عماد عبد الحميد وبالفعل عقب فض إعتصام رابعة العدوية بدأت العمليات الإرهابية تنتشر في ربوع مصر وفي كل مكان وكان العقل المدبر الأول لها هو ضابط الصاعقه المتقاعد هشام عشماوي وكانت من أهم وأشهر عمليات هشام هو تفجير مديرية أمن الدقهلية التي راح ضحيتها 14 فرد وكذلك مذبحة كمين الفرافرة التي راح ضحيتها 28 جندي مصري هذا بخلاف محاولة إغتيال وزير الداخلية واتهامه باغتيال المدعي العام هشام بركات.

عندما تم القبض على هشام عشماوي نفى مسؤوليته عن المشاركة في قتل النائب العام المستشار هشام بركات واعترف بباقي الجرائم.

تنظيم المرابطون

وعقب كافة جرائمه ضد مصر تمت إصابته في إحدى العمليات في قدمه ولكنه استطاع الإفلات والهروب إلي ليبيا وقام بتأسيس تنظيم المرابطون هناك بعد انشقاقه عن تنظيم داعش وأعلن خلال إحدى التسجيلات الصوتية أنه سيصبح تابع لتنظيم القاعدة وأطلق على نفسه إسم أبو عمر المهاجر وبدأت عملياته النوعية من مدينة درنة الليبية .

وبفضل جهود اجهزة المعلومات المصرية وبتوجيهات من القيادة السياسية بضرورة القبض عليه حي ووضع نهاية لـ ضابط خان قسم الولاء للوطن وانحرف عن المسار وارتكب افظع الجرائم الارهابية ضد الشعب المصري وضد جنود وضباط الجيش والشرطة وبالفعل وفي عام 2018 تم القبض على هشام عشماوي حي بواسطة الجيش الليبي وكان بصحبته إمرأة تدعى شهد فاضل محمد من مواليد عام 1993 وهي عراقية الجنسية وقال إنها زوجته وكان بصحبته زوجة الإرهابي عمر رفاعي سرور الذي تم القضاء عليه في ليبيا .

تم ترحيل هشام عشماوي إلي القاهرة وسط حراسة مشددة من رجال القوات الخاصة المصرية وبعدها جرت أحداث محاكمته في عام 2019 وتم تنفيذ حكم القضاء على حياته في يوم 4 مارس عام 2020 لتغلق بذلك صفحة الضابط الذي خان وطنه وقتل إخوانه بدم بارد .