اهم الاخبار
الإثنين 13 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

الموت حكم إلهي الشماته فيه تطرف يشعل نيران حقد وكراهية.. رسالة تنوير من علي الشرفاء الحمادي| فيديو

مفكر العرب: الشامتون في الميتين.. قوم آثمين يزعمون أمتلاك مفاتيح الجنة والنار.. وما يكتبونه مغموس في حبر المعصية

الوكالة نيوز

يبقي الموت هو الحقيقة المطلقة في تلك الدنيا الفانية، وتبقي الحياة مجرد حلم طويل يوقظنا منه “عزرائيل” ملك الموت، عندما يخرج السر الإلهي وتصعد الروح الي بارئها “سبحانه وتعالي له ملكوت كل شئ”.

من هنا نستغرب كثير من الشماته في الموت رغم انه كأس سيتجرع منه الشامت والمشموت فيه، الدنيا دوارة اليوم معم وغداً عليك، فليس هناك اقبح من هؤلاء الشامتين في الموت.

فكر متطرف ونيران حقد وتشفي

وبدا مشهد الشماتة في وفاة نجل الفنان القدير حسن يوسف غرقاً من قبل بعض مدعي التدين كاشفاً لحقيقة فئة من المتمسحين بالدين، مشهداً  يزيح الستار عن قلوب سوداء لا تعرف قيمة طيب الكلام، ولا معني سماحة الإسلام.

الأمر الذي جعلنا نري نيران الحقد والتشفي مجسدة أمامنا بقسوة من قبل دعاة فكر متطرف ، فكر يوجه ضربات سوداء ضد أرواح بشرية بريئة صعدت إلى بارئها وفق سنة كونية “الموت والحياة”.

مفاتيح الجنة والنار

وطفا علي السطح  نفر من الناس منحوا أنفسهم مفاتيح “الجنة والنار” وبدت كتاباتهم مغموسة بحبر المعصية والكراهية والشماتة في أموات رحلوا عن دنيانا، معتبرين ان موتهم بمثابة عقاب مستحق من الله عز وجل علي القوم الآثمين.

وفي تلك الاجواء الملبدة بغيوم الكراهية جراء الابتعاد عن كلام الله ومنهاجه الإلهي يبرز مقال مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي ليوضح كثير من حقائق يقينية غابت عن أذهان تلك الفئة المتمسحة بالدين، فئة تشمت في موت هذا وتتشفي في مرض ذاك.

قلوب قاسية تتكبر علي آيات الله

ولا ندري هنا كيف يسوق لنا هؤلاء تلك الترهات ، فكل كائن حي ماضٍ في طريقه إلى نهايته المحتومة " الموت " .. الموت ، في ساعة لا يعلمها سوي عالم الغيب والشهادة.

يبدو أنها قلوب سوداء، قلوب تتكبر على آيات الله ولا تطيع رسوله الكريم فيما بلغ به من هدي ورشاد يقود إلى طريق الحق القويم، قلوب أتبعت الشيطان ونسيت رسالة خالق الكون قلوب أرتكبت معاصي ما أنزل بها الله من سلطان.

كلنا راحلون الموت حكم الهي

ان الموت حكم إلهي، حكم أبدي على الناس جميعا، هكذا يكتب علي الشرفاء الحمادي في مقاله التحليلي الذي حمل عنوان: "الشامتون في الميتين"، حكم لا شماتة فيه، حكم سيصيب كل إنسان موجود علي وجه الخليقة.

فكلنا راحلون، وكل منا له ما له وعليه ما عليه، سبحانه وتعالي وحده فقط سيحاسبنا عندما تجتمع الخصوم في ساحة القصاص الإلهي يوم الحشر العظيم.

جلال الموت ورهبته

ويستفيض علي الشرفاء الحمادي في الحديث عن جلال الموت ورهبته مطالباً الإنسان بضرورة تذكر قضاء الله وقدره وأن لكل أجل كتاب.

مطالباً الأنسان بأن يجهز نفسه بالعمل الصالح ليوم الحشر العظيم واتباع آيات الله البينات وما فيها من شريعة ربانية ومنهاج إلهي ينير به الدروب المظلمة.

طالبة بضرورة الاستجابة لعظات مالك الملك وتعاليمه وأتباع هدي نبيه الكريم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم حتى لا يندم يوم القيامة، في يوم لا ينفع فيه الندم.

يوم مهيب لا ينفع مال ولا بنون

يوم يقف فيه المخلوق أمام الخالق، يقف أمام صاحب الملكوت محشوراً، متمنياً ان تعود عجلة الزمان إلى الوراء، راجياً الرجوع إلى الحياة الدنيا ليعمل فيها صالحاً ويصحح فيها أخطاء ارتكبها في حق الله وفي حق الناس.. لكنها ستكون عندئذ اضغاث أحلام فقد قضي الأمر وحان وقت الحساب.

انه يوم مهيب.. يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

 فئة باغية انغمست في الشهوات

ويسوق علي الشرفاء الحمادي في مقاله التنويري آيات من الذكر الحكيم تتحدث عن فئة باغية فاتها قطار الدنيا  والأخرة ، و انغمسوا في شهوات ومعاصي حتي جاءهم الموت بغته وقال فيهم المولي سبحانه وتعالي: "حَتَّى إِذَا جاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قائلها وَمِن ورائهم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يتساءلون* فَمَن ثَقُلَتْ موازينه فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ موازينه فأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* " صدق الله العظيم .

الإخلال بشروط الإسلام

لقد كان  الأولى بالمسلمين وفق رؤية علي الشرفاء الحمادي في مقاله التحليلي أن ترتقي أخلاقهم وتعاملاتهم مع كل الناس بالقول الحسن والابتعاد عن الكلمة الجارحة.

أولي ان يكون تعامل بعضهم البعض بالحب والكلمة الطيبة يطيعون ويتبعون سيرة رسوله الكريم في تعامله مع الناس بالحسنى والإحسان.

إختصار رسالة السماء في 5 عبادات

ولكن المسلمين للأسف الشديد أخلوا بشروط الإسلام المنزلة من السماء، أخلوا بالقرآن الكريم ، وتم التعتيم على آيات الذكر الحكيم والأسس التي ينبغي أن يتبعها المسلم ليستحق أن يكون من العباد الصالحين المقربين، بتطبيق شرع الله ومنهاجه الإلهي في الحياة الدنيا.

واستطاع الأشرار وأتباع الشيطان أن يكتموا ما أنزله الله في قرآنه الكريم على الرسول، لصياغة شخصية الإنسان ليكون من المؤمنين واختصروا رسالة الإسلام في خمسة عناصر تتعلق بالعبادات فقط.

قسوة القلوب وتوحش النفوس

فضاع المسلمون وراحوا يتخبطون في ظلام الروايات وتحولوا إلى خفافيش متعطشة للدماء، وقتل الأبرياء وابتعدوا عن دين الله وهجروا الذكر الحكيم، فقست القلوب وتوحشت النفوس يسوقهم الشياطين إلى غضب الله وعذابه يوم الحساب.

هكذا إنصرف المسلمون عن الأخلاق والقيم النبيلة في التعامل بينهم بالكلمة الطيبة مخالفين أمر الله لهم، بأنه من الإسلام التعامل بالكلمة الطيبة التي تقرب بين القلوب وتهزم الشيطان وأتباعه، من إنتشار الفتن بين الناس فتختل علاقاتهم، وتعلو صيحاتهم وتتحول إلى صراع وقتال.

الموت أعظم إبتلاء

إن الشماتة بالمَصائب تتنافَى مع الرحمة التي يُفترض أنّها تسودَ بين المسلمين وليعلم كلُّ إنسان أن التشفِّيَ بالموت ليس خُلقا إنسانيًّا ولا دينيًّا، فكما مات غيره سيموت هو فالموت أعظم إبتلاء يصيب الإنسان وينبغي ان يدفعنا نحو الاعتبار و الاتعاظ . 
فـ الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال الله فيهم: "إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسَؤُهُمْ وإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وإِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا “صدق الله العظيم”.

وليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيّام دُول حيث يقول الشاعر الحكيم: فقُلْ للشَّامِتينَ بِنَا أَفِيقُوا.. سَيَلْقَى الشّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا.