اهم الاخبار
الأربعاء 08 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

ناجي أبو مغنم يكتب: خناقة الثالثة فجرًا في «العشرين»

ناجي  أبو مغنم
ناجي أبو مغنم

بينما الناس نيام في غسق الليل إلا من استيقظ لقرآن الفجر أو عاد لتوه من عمله، أو غاص في بحر همومه فحرمته لذة النوم.

وفجأة تنفجر أصوات السباب والشتائم وأصوات العصا الخشبية والأحزمة الجلدية تلدغ الأجساد العارية إلا من شورت يستر العورة بالكاد.

وفجأة اندفع الأهالي رجالهم ونسائهم كبيرهم وصغيرهم قاصدين شرفات منازلهم وبلكوناتها وكلهم بملابس النوم، ليعرفوا ما حرب الشوارع المندلعة أسفل مساكنهم، هم الشباب بالنزول لأرض المعمعة وبقيت النساء ترتجف خوفا وتصرخ فزعا بين من تناجي ربها وتستغفره وبين من تنادي على من تعرفه وتطالبه بالصعود.

لم يراع الأوغاد حرمات البيوت، أو أن قبح ألسنتهم يسرى في سكون الليل ليزور المنازل البعيدة عنهم.

تمادوا في شجارهم وازداد عدد المشاركين حتى لامس الخمسين، فقد تجمع أقارب الطرفين والمجاملون لهم، وتوسعت رقعة المعركة وامتدت لشوارع أخرى، وما كادت تنتهي حتى هدى الله لبعض المتفرجين صندوقين من زجاجات السفن اب والمريندا الفارغة كانوا أمام أحد المحلات، واخذوا يشوحونها يمينا ويسارا فكان لها عظيم الاثر في تفريق البلطجية وتشتيت شملهم، ساعدتهم النساء بجرادل المياه الباردة وبدأ الجميع يجري لينفد من الزجاج المتناثر في كل مكان أو يجفف منابع الدم التي انفجرت في أنحاء جسده .

هكذا كان الحال، فلا نخوة ولا شهامة ولا غيرة على أهل البيوت، وحرماتها، كان منظرًا مسيئًا لما آل إليه الحال، وهنا وجب السؤال أين مؤسسات التنشئة مما يحدث في كثير من حوارينا وشوارعنا، أين اختفى التقدير والحرص على الجيران، ما الذي أذهب العقول لهذا الحد، كلها أسئلة تبحث عن إجابة لتصلح من الأمر شيئًا قبل فوات الأوان .