اهم الاخبار
الجمعة 10 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أسوشيتدبرس: مبادرة سلام كبر للمنطقة.. وبايدن: نريد منع صراعات الشرق الأوسط

جو بايدن
جو بايدن

سيلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، في روما، اليوم الأحد، في الوقت الذي تتطلع فيه حكومة بايدن مع إسرائيل إلى طي صفحة الرئيس السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذي أدى تحالفهما الوثيق إلى تفاقم الانقسامات الحزبية داخل البلدين.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، يركز الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على اتباع طرق الدبلوماسية البراغماتية بدلاً من المبادرات الدرامية التي تثير المعارضة في الداخل أو تصرف الانتباه عن الأولويات الأخرى.
ويعني هذا السعي لتحقيق إنجازات أصغر، مثل دعم وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب الشهر الماضي مع حماس في قطاع غزة، وتجديد نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.

هذا وقد يؤدي محاولة إحياء عملية السلام الخاملة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى زعزعة التوازن.

وقال خبير أمن الشرق الأوسط في المركز غير الربحي الأمن الأمريكي الجديد، إيلان غولدنبرغ،: "لا أحد يعتقد أنها فكرة جيدة أن تبدأ في تنفيذ مبادرة سلام جديدة كبرى"، "ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها بهدوء على الأرض، لتحسين الوضع."

وقد تنجح هذه الطريقة - إدارة الصراع بدلاً من محاولة حله - في التغلب على الانقسامات الداخلية، ولكنها تبقي على الوضع الراهن الذي يجده الفلسطينيون قمعيًا، والذي تسبب في الكثير من الاضطرابات.

وسيحاول الأمريكيون والإسرائيليون حل الخلافات في هدوء، كما حدث عندما حث بايدن نتنياهو على إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس قبل الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 21 مايو الماضي.

ومن جانبه، قال خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي الأمريكي، مارك ميلمان: "إنهم يعرفون أن من الممكن أن تخوض معركة ضارية، أو تتعامل معها خلف أبواب مغلقة، وتحاول تغيير السياسة".

ستحاول الحكومتان الحفاظ على الائتلاف الحاكم الهش لإسرائيل، من خلال الحد من الاستفزازات التي لعبت دوراً في إشعال الحرب التي استمرت 11 يومًا والتي أسفرت عن استشهاد 254 فلسطينيًا على الأقل، ومقتل 13 شخصًا في إسرائيل.

ويتكون الائتلاف الحاكم في إسرائيل من ثمانية أحزاب، لكل منها حق النقض (الفيتو) على القرارات، لذا إذا انسحب أحد الأطراف، فستكون الحكومة الإسرائيلية مهددة بالانهيار، حيث ينتظر نتنياهو الفرصة ليعود إلى منصبه.

وسيقود لابيد، الذي يمثل التيار الوسطي في إسرائيل، المرحلة المقبلة نحو إصلاح العلاقة مع بايدن والديمقراطيين، الذين يسيطروا على مجلسي الكونجرس الأمريكي، لكنهم منقسمون بشكل كبير بشأن الصراع في الشرق الأوسط، حيث دعا الأعضاء التقدميون واشنطن إلى ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل.

وبدوره، قال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، مايكل أورين: " إن المرحلة الحالية تشهد إعادة بناء الثقة المتبادلة بين واشنطن وتل أبيب"، "أتوقع تغييرا في اللهجة وليس الجوهر ... ولكن هناك احتمال أن ينتج عنه شيء أفضل لإسرائيل."

وعلى رأس جدول الأعمال في كلا البلدين، محادثات فيينا بشأن إحياء اتفاق 2015 بين إيران والقوى العالمية للحد من قدرة طهران على تطوير أسلحة نووية، وقد انسحب ترامب، بدعم من نتنياهو، من الاتفاق في 2018 وفرض عقوبات على طهران، بينما يعمل بايدن على إعادة إحياء الاتفاقية وتوسيعها.

وعلى الرغم من معارضة إسرائيل لمحادثات فيينا، إلا أن الحكومة الجديدة تحاول التأثير على المحادثات بدلاً من إفشالها بالكامل، وقد أثار نتنياهو غضب العديد من الديمقراطيين عندما أدان الاتفاق النووي الايراني قبل جلسة مشتركة للكونجرس في عام 2015.

وفي المقابل، أعلن لابيد مؤخرًا عن أنه اتفق مع بلينكن على سياسة "عدم المفاجآت" في محاولة لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، ومن المتوقع أن يناقش الاثنان هذا الامر اليوم الأحد في روما.
كما خفف رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت ذو الميول اليمينية، من حدة الخطاب بشأن إيران.

وقال بينيت يوم الخميس الماضي : "سنواصل التشاور، والاقناع، والمناقشة، وتبادل المعلومات، والرؤى مع أصدقائنا من منطلق الاحترام المتبادل"، "لكن في نهاية المطاف، سنكون مسؤولين عن مصيرنا، لا أحد غيرنا."

وأكد المسؤولون على أن تهدئة التوترات هي الاستراتيجية الرئيسية المتبعة حاليا في إسرائيل، فعلى سبيل المثال، بينيت هو يميني يدعم التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، لكنه لن يخاطر بفقدان منصبه إذا اختلف مع شركائه في الائتلاف.

ويتوقع المسؤولون أنه سيكون هناك توسع طفيف في المستوطنات يتجاوز ما يسمى "النمو الطبيعي". 

وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية قدمت خططًا لـ 31 مشروعًا لبناء المستوطنات الأسبوع الماضي، بما في ذلك مركز تسوق ومدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة.

على الجانب الأمريكي، أكدت إدارة بايدن أنها تريد إخراج البلاد من الصراعات المستعصية في الشرق الأوسط والتركيز على التحديات الأخرى، مثل تغير المناخ والمنافسة مع الصين.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين، غدا الاثنين، واشنطن بدعوة من بايدن، كما يخطط مجموعة من النواب الديمقراطيين للقيام برحلة رسمية إلى إسرائيل بالتزامن مع عطلة الكونغرس في 4 يوليو.

وقال مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن هناك أخبار متداولة عن قيام لابيد وبينيت بزيارة إلى واشنطن بشكل منفصل أو معًا، في وقت لاحق من الصيف، وسيشغل بينيت منصب رئيس الوزراء في أول عامين من عمر الحكومة، يليه لابيد.

وأضاف المسؤولين أن الزيارة ستكون لمناقشة خطط الإدارة الجديدة، والتي لم يتم الانتهاء منها.

وبعد مرور أسبوعين على تشكيل الائتلاف الإسرائيلي، بدأت تلوح في الأفق تحديات كبيرة.
ويتبع بايدن نهج مخالف لسلفه ترامب والتي أدت إلى عزل الفلسطينيين، وقالت إدارة بايدن إن من الضروري أن يتمتع الإسرائيليون والفلسطينيون بحقوق متساوية من الأمن والازدهار.

ولم تعلن الولايات المتحدة بعد كيف تنوي تحقيق ذلك دون إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية على مدى نصف قرن، والحصار الذي تفرضه على غزة التي تحكمها حماس، والسياسات التمييزية في القدس التي أشعلت فتيل الاضطرابات.

وعلى الجانب الإسرائيلي، يبدو أن صنع السلام مع الديمقراطيين هو الأولوية الأكثر إلحاحًا.
وقال لابيد وهو يتولى رئاسة وزارة الخارجية الإسرائيلية: "إنهم غاضبون، نحن بحاجة إلى تغيير طريقة عملنا معهم."

اقرأ أيضا..