المسلسل التركي "السيدة فضيلة و بناتها" ... انتقادات واسعة رغم النجاح المذهل

  كتبت داليا محمد علي انتهت حلقات المسلسل التركي "السيدة فضيلة و بناتها" من العرض في تركيا الأسبوع الماضي، حيث وصلت حلقاته إلى 50 حلقة، و بالرغم من النجاح الساحق الذي حققه هناك من حيث حصوله على أعلى نسب المشاهدة خاصة مع عرض حلقاته الأولى التي كانت بالفعل شيقة و مثيرة و تبتعد بشكل كبير عن الرومانسية و تقدم دراما اجتماعية بحتة، فقد تصدر المراكز الأولى لعدة اسابيع في الرايتنج بتركيا لدرجة أنه أزاح مسلسل "انت وطني" من المركز الأول في كثير من الأسابيع، ما اضطر المخرج أن يقدم من العمل موسم ثاني، لكن هذا لم يمنع المسلسل من الحصول على انتقادات لاذعة. ففور انتهاء حلقات العمل أبدى الكثير من النقاد التركيين استيائهم من المط و التطويل في الأحداث الزائدان عن الحد، كذلك عدم منطقية الأحداث في كثير من الأحيان، فتدور أحداث العمل حول السيدة فضيلة التي لا تمتلك من الدنيا إلا ضيق الحال و بناتها الجميلات للغاية و دائماً ما تطمح أن يكون جمال ابنتيها هو سبب وصولها إلى عالم الأغنياء، فكل يوم تأخذ ابنتها الصغيرة "ايجه" و تمر بها على جميع وكالات الاعلانات لربما تصبح نجمة بجمالها الخارق، و لكن الشقيقة الكبرى "هازان" دائماً ما تهمل في جمالها فكانت العقبة الكبرى أمام تحقيق والدتها حلمها بالثراء، حيث كانت تتعامل مع الآخرين مثل الرجال و تعمل في صالة رياضية ما يجعلها لا تستطيع لفت انتباه الرجل الذي وقعت في غرامه "سنان" و تدور الأحداث في هذا الاطار فتحاول "هازان" جاهدة أن تلفت نظر حبيبها لها و بعدما يحدث ذلك على مدار 35 حلقة، فجأة و بدون مقدمات أو أسباب تتغير مشاعرها لتحب شقيق حبيبها "ياغيز" الذي كان يعشقها منذ اللحظة الأولى التي رأها فيها و لكنه قاوم مشاعره حتى لا يجرح أخيه و بررت حبها الأول بأنه كان مجرد انبهار و اعجاب ليس إلا. و بعد العديد من الصراعات و مواجهة هذا الحب الذي يُعد ممنوعاً تتزوج "هازان" في النهاية من "ياغيز" و تتحسن علاقتها بأمها فضيلة بعد أن فهمت سر طمعها و جشعها هذا لتكون النهاية السعيدة التي توقعها الجمهور. فقد اضاعت الكاتبة 35 حلقة في علاقة وهمية فبعدما ظن الجميع أن "هازان" و "سنان" هما الثنائي الرومانسي الأساسي تنقلب الموازين فجأة دون أي مبرر منطقي، كما يُعد هذا تصرف أهوج من البطلة التي من المفترض أنها تقدم دور الفتاة العاقلة صاحبة المباديء و القيم، فدائما ما كانت توبخ والدتها على تصرفاتها التي تراها غير لائقة، كما أن قصة المسلسل ليس بها أي جديد خاصة جزءه الثاني الذي دار حول ثالوث الحب الشهير من حيث المرأة التي يعشقها رجلين تجمعهما علاقة أسرية فتحب أحدهم و تخون الآخر معه، فتلك الفكرة قُدمت أكثر من مرة خاصة في الدراما التركية ابرزها مسلسلات "العشق الممنوع" و "ملكة الليل" و "حب أعمى"، ما جعل العمل مملاً في أخر حلقاته و تراجع بشكل ملحوظ إلى المركز الخامس ثم السابع من حيث نسب المشاهدة. يُذكر أنه تم دبلجة الجزء الأول من مسلسل "السيدة فضيلة و بناتها" و سيتم دبلجة الجزء الثاني في أقرب وقت ممكن لعرضه على القنوات العربية.