مذاق من الذاكرة .. الشيخة روضة تطبخ المجبوس والمجيجة وتعيد طفل الإمارات إلى الجذور | صور
- المجلس الأعلي للأمومة والطفولة ينظم فاعلية ملهمة .. على مائدة الأجداد الأطفال يتذوقون التاريخ

في أجواء نابضة بالفخر والانتماء .. وبحضور ورعاية سعادة الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلي للأمومة والطفولة .. نظم المجلس جلسة طبخ علي هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب والتي شهدت حضوراً لافتاً .. وكانت بطلتها الشيخة روضة بنت نهيان بن زايد آل نهيان .. حيث أعدّت بنفسها أطباقاً مميزة من التراث الإماراتي العريق .. أبرزها : " طبق المجبوس .. وطبق المجيجة " .. المشهد تجاوز حدود الطهي التقليدي .. ليصبح بمثابة احتفاء حي بالهوية الوطنية الاماراتية وعودة ذكية إلى الجذور .

ولم تكن الجلسة مجرد فعالية طهي .. بل كانت منصة رمزية حملت نداء صادق للأجيال الجديدة كي يتمسكوا بماضيهم وهويتهم وتراثهم .. فكل نكهة تحمل تاريخ .. وكل وصفة تحكي سيرة أجداد صنعوا من البساطة مجداً .. ومن الأرض كرامة .

فالشيخة روضة لم تطهي الطعام فقط .. بل أعدّت مائدة من الذكريات .. دعت من خلالها الأطفال والضيوف لتذوق معاني الانتماء والاعتزاز بالتراث .. ممثلاً في أكلات إماراتية كان يصنعها الأجداد .

فالمجيجة والمجبوس ليستا طبقين عاديين .. بل مرآة لزمن كانت فيه شجرة الغاف تفيض بالعطاء .. حيث تُستخدم أوراقها كمكوّن أساسي .. شاهدة على علاقة فريدة بين الإنسان والطبيعة .. إنها دروس في الصبر والبساطة والعمل .. تعلّمتها الأجيال القديمة وتُنقل اليوم على مائدة الأجيال الجديدة.

وتوجّهت الفعالية برسالة قوية مفادها أن الحفاظ على العادات والتقاليد هو حجر الأساس في بناء الوعي الوطني .. بأن يعرف الطفل مذاق طعام أجداده .. وأن يعرف ذاته .. وأن يضع قدميه بثبات في طريق المستقبل دون أن ينسى أين بدأت الرحلة.

ووسط تفاعل بهيج .. قدّمت الشيخة روضة الأطباق للأطفال والمشاركين .. الذين استمتعوا بالمذاق الغني وروح الأصالة .. في تجربة جمعت بين الحنين والتعلّم .. وبين دفء الهوية وحب الوطن .. الفعالية نكهاتها تراث ورسالتها أمل وطموحها جيل يعرف من أين أتى .. ليعرف إلى أين يذهب .

الجدير بالذكر ان مثل هذه الفاعليات الثقافية تأتي احتفالًا بالرسالة العميقة التي تنبض بها روح الإمارات .. فلم تكن تلك الفعاليات الثقافية والأدبية التي نُظّمت من جلسات طبخ و قراءة واهتمام باللغة العربية إلى تسليط الضوء على التراث مجرد أنشطة منفصلة .. بل امتدادًا حي ليوم الطفل الإماراتي وشعاره الحي والنبيل الذي اطلقة المجلس الاعلي للأمومة والطفولة .. " الحق في الهوية والثقافة الوطنية " .

فكل كتاب قُرئ وكل قصة رُويت .. هدفها أعاد الطفل الإماراتي إلى جذوره .. في اطار ترجمةً صادقة لمضمون هذا اليوم .. بما يؤكد حق الطفل ليس فقط في التعليم والمعرفة .. بل في أن يعرف من هو .. وإلى أي أرض ينتمي .. وبأي لغة يتحدث .. وتحت أي سماء يفتخر بثقافته .
