اهم الاخبار
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

كنز الجد حمدان .. ليس مجرد كتاب بل سردية وطنية تُعيد رسم الملامح الأصيلة لـ الإمارات | صور

أمسية ثقافية لـ الشيخة روضة تروي فيها ما لا تقوله كتب التاريخ .. كتابها مرآة وطن ووصية أجداد

الشيخة روضة آل نهيان
الشيخة روضة آل نهيان عقب مناقشاتها حول كتاب كنز الجد حمدان

في أمسية ثقافية نابضة بأجمل المعاني العميقة المستوحاة من التراث .. اجتمع فيها لفيف من الأطفال والمثقفين والمهتمين بالتراث الإماراتي .. جلسة قراءة حوارية تناولت بإعجاب واهتمام كتاب " كنز الجد حمدان " للشيخة روضة بنت نهيان بن زايد آل نهيان .

نظم المجلس الاعلي للأمومة والطفولة بقيادة سعادة الريم الفلاسي الامين العام للمجلس بالتعاون مع وزارة الثقافة الإماراتية جلسة في مقر جناحها بـ معرض أبوظبي الدولي للكتاب .. وذلك في اطار يوم الطفل الإماراتي والذي اطلقه المجلس هذا العام تحت شعار " الحق في الهوية والثقافة الوطنية " .

ولم تكن الجلسة مجرد قراءة في الكتاب .. بل تحوّلت إلى عبور وجداني إلى عبق التاريخ حيث عصور الأجداد .. عصور كانت البساطة فيها شرف والصبر فيها فلسفة حياة .. والكرم نهج لا يعرف التكلّف ولا التزيد .

كتاب الشيخة روضة بنت نهيان يُعتبر الي حد كبير بمثابة "منجماً "  للذاكرة الحيّة .. كتاب لا يوثق أحداثاً بقدر ما يوقظ أرواحاً .. ويعيد رسم ملامح الزمن الجميل من خلال سرديات تحمل عبق الأرض وروح الناس الذين صنعوا المجد بصمت وتفاني .

وخلال كلمتها في الجلسة عبّرت الشيخة روضة عن جوهر رسالتها قائلة : هذا الكتاب وُلد من وجداني .. لا من الحبر وحده .. أردته أن يكون جسراً بين الماضي والغد .. ليدرك الأبناء أن الهوية تُصنع بالعرق .. وتُروى بالحب .. وتُصان بالحكمة .

دار النقاش حول القيم التي استلهمها كتاب " كنز الجد حمدان " من حياة الأجداد .. أولئك الذين عاشوا في قلب الصعاب .. وجعلوا من الصبر زاداً .. ومن التضامن خريطة للنجاة .. كيف كانت الأيام شحيحة لكن القلوب عامرة .. تُعطي دون انتظار .. وتتآزر دون طلب .

وشدّد أحد المشاركين على أن شخصية الجد حمدان ليست مجرد رمز عائلي .. بل تجسيد حيّ لروح الإمارات القديمة قائلا : إنه تجسيد للبساطة التي لا تُنسى .. وللحكمة التي تُورّث .. وللشخصيات التي تُشكّل هوية وطن بأكمله قبل أن تكتمل ملامح العمران .

واتفقت الآراء على أن كتاب كنز الجد حمدان ليس مجرد عمل أدبي .. بل هو وثيقة وطنية تُعيد وصل الأجيال بجذورهم .. بأسلوب سردي دافئ .. يمزج العاطفة بالمسؤولية .. ويحوّل الحكايات العائلية إلى دروس في الوطنية والانتماء .

لم يكن العنوان مجازاً .. فالكتاب فعلاً كنز لا من ذهب بل من معاني باقية .. تؤكّد أن الوطن لا يقوم فقط على ناطحات السحاب والمشاريع العملاقة .. بل على ذاكرة من حفظوا الأرض .. وبنوا مجدها بالأخلاق .. والتضحيات .. والحكايات التي لا تموت أبداً .

الجدير بالذكر ان مثل هذه الفاعليات الثقافية تأتي احتفالًا بالرسالة العميقة التي تنبض بها روح الإمارات .. فلم تكن تلك الفعاليات الثقافية والأدبية التي نُظّمت من جلسات قراءة واهتمام باللغة العربية إلى تسليط الضوء على التراث من خلال كتبٍ مثل كتاب" كنز الجد حمدان " مجرد أنشطة منفصلة .. بل امتدادًا حي ليوم الطفل الإماراتي وشعاره الحي والنبيل الذي اطلقة المجلس الاعلي للأمومة والطفولة  .. " الحق في الهوية والثقافة الوطنية " .. فكل كتاب قُرئ وكل قصة رُويت .. هدفها أعاد الطفل الإماراتي إلى جذوره .. في اطار ترجمةً صادقة لمضمون هذا اليوم .. بما يؤكد حق الطفل ليس فقط في التعليم والمعرفة .. بل في أن يعرف من هو .. وإلى أي أرض ينتمي .. وبأي لغة يتحدث .. وتحت أي سماء يفتخر بثقافته .