اهم الاخبار
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الريم الفلاسي توقد شعلة الوعي والهوية بفاعليات ملهمة في معرض ابوظبي للكتاب .. تعليم بلا تلقين | صور

الشيخة روضة اثناء
الشيخة روضة اثناء جلسة الطبخ

حين تتحوّل الوصفات إلى رسائل .. والمطبخ إلى منصة لتوريث الهوية .. تولد لحظة فارقة تُعلّم الطفل الإماراتي أن الانتماء ليس درسًا يُلقى .. بل نكهة تُعاش .. وفي ركن " أطباق وثقافات " أعدّت الشيخة روضة بنت نهيان طبخة وطن .. وأشعلت الريم الفلاسي شعلة الوعي بالهوية من جديد .

.. ففي مشهدٍ مشبعٍ بعبق التراث ونكهة الهوية .. تحوّل ركن " أطباق وثقافات " .. في معرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى ساحة ملهمة تعيد صياغة الذاكرة الجمعية للأجيال الجديدة .. حيث قدمت الشيخة روضة بنت نهيان أطباقاً إماراتية أصيلة .. ليست مجرد وجبات .. بل رسائل تربوية تنبض بحب الوطن .. ودرس حيّ في الثقافة والانتماء عنوانه : " الهوية تُورث بالملاعق كما تُكتب بالكتب " .

المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بقيادة سعادة الريم الفلاسي الامين العام للمجلس .. لم يترك زاوية في المعرض دون أن يغرس فيها بذور الهوية الإماراتية .. فجاءت هذه المبادرة التفاعلية ضمن سلسلة من الفعاليات المبتكرة والملهمة .. التي تهدف إلى تعزيز الحق في الهوية والثقافة الوطنية لدى الأطفال .. من خلال ربطهم عملياً وبحواسهم الخمس بالتراث المحلي والإرث الوطني .
إنه تعليم بلا تلقين .. وانتماء يُغرس عبر الروائح والنكهات .. لترسخ في عقول الصغار قبل كتب المناهج أن الهوية ليست شعاراً .. بل مذاقاً وشعوراً  وأسلوب حياة.

.. و في هذا السياق .. تألقت الشيخة روضة بـ طبخة " المجبوس " .. تلك الأكلة الإماراتية التي تجسد تاريخ الخليج في طبق .. بنكهاتها الغنية وتوابلها المشتعلة .. بدءاً من الهال والمسمار .. وصولاً إلى اللومي المجفف والبهارات العربية .. طبقٌ لا يكتفي بإشباع المعدة .. بل يغذي الروح بتاريخٍ من الكرم والجود.

أما مفاجأة الركن فكانت طبق " المجيجة " .. ذلك الاسم الشعبي المأخوذ من فعل " مَجّ " .. أي مزج وقطع .. وهو وصف دقيق لهذا الطبق العريق الذي يعتمد على أوراق الغاف .. أحد رموز البيئة الإماراتية ممزوجة بالأرز والسمن والمرق .. في خلطة تراثية غنية بالقيمة الغذائية والدلالات الوطنية .

الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة .. تؤكد بهذه الفعاليات أن قضية الطفل الإماراتي ليست فقط في التعليم والرعاية .. بل في الحفاظ على هويته من الطفولة المبكرة .. عبر مبادرات حية تُشعره بأنه ابن بيئةٍ عظيمة وتاريخٍ لا يُنسى .

من الطناجر إلى الكتب .. ومن روائح الهيل إلى صفحات التراث .. تثبت الإمارات أن حماية الطفل تبدأ من جذوره .. وأن لكل وصفة حكاية .. ولكل نكهة رسالة .. وأن الثقافة الوطنية يمكن أن تُقدَّم ساخنة .. وبكل الحب .

وهكذا .. لم تكن الأطباق مجرد طعام .. بل كانت جسوراً تربط الماضي بالحاضر .. وتغرس في قلوب الأطفال بذور الانتماء .. بين نكهة المجبوس وعبق المجيجة .. تكتب الإمارات درساً جديداً في التربية بالتراث .. وهذه الرسالة الملهمة تؤكدها دائماً سعادة الريم الفلاسي : " الهوية تُبنى بكل الحواس وتُورث بمحبة الوطن " .