اهم الاخبار
الثلاثاء 30 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. الشاهدة الشجاعة التي تسببت في بكاء صدام حسين.. ظن الجميع أنها ستشهد ضده

فعلت ما لا يُصدق وأدهشت جميع من بقاعة المحكمة!؟

الوكالة نيوز

بدأت القصة في عام 2006 أثناء محاكمة صدام حسين. إذ طلبت إحدى النساء من هيئة المحكمة أن تُدلي بشهادتها في صدام حسين، فاستجابت المحكمة للطلب. وبالفعل جاءت السيدة إلى المحكمة في إحدى الجلسات لتُدلي بشهادتها. كان البعض يتوقع أن تذكر موقفًا يُثبت ظلم صدام لها أو شيء من هذا القبيل، لكنها ذكرت موقفًا تسبب في دهشة الجميع.. لكن أغرب شيء قالته هو جملتها الأخيرة التي أدت إلى فوضى كبيرة بداخل المحكمة.

في البداية دخلت السيدة إلى القاعة دون أن يراها أحد، ووقفت خلف الساتر الذي وضعه المسؤولون عن المحكمة ليحجبها عن الرؤية. إذ تم وضع هذا الساتر خصيصًا لحماية الشهود، حتى لا يتعرف أحد على هويتهم ومن ثم ينتقم منهم فيما بعد إن كانت الشهادة غير مرضية له.

طلب القاضي من السيدة أن تقسم بالله على أنها ستقول الحقيقة، فأقسمت الشاهدة على ذلك. وبعد القسم سمح لها بأن تُدلي بشهادتها. في تلك اللحظات كان المدعى العام يجلس على مقعده ومتحفِّزًا لسماع ما يُدين صدام، بينما كان صدام يجلس على مقعده في هدوء وقد أدرك أن الجميع تقريبًا في هذه القاعة ضده.. فهل ستكون هذه السيدة معه؟

بدأت السيدة بالصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، ثم طلبت من القاضي أن تلقي السلام على الرئيس. فانزعج القاضي من أنها لم تزل تنعت صدام بالرئيس، لكنها أصرت على ذلك.  

 

ثم قالت إنها تعرضت لمشكلة كبيرة أثناء حكم صدام حسين، ووقع عليها الظلم.. تحديدًا من سكرتير يعمل عند أحد أبناء صدام حسين، وذكرت أن المشكلة كانت مالية واجتماعية ولم يكن بيدها أي حيلة وقتها لمواجهة الظلم الذي وقع عليها. فلو أن الظلم وقع عليها من أي مسؤول عادي كان بإمكانها أن تشكوه، لكن الظلم الذي وقع عليها من رجل يُعتبر الذراع الأيمن لابن رئيس البلاد.. فضاقت الدنيا بتلك السيدة ولم تعرف ماذا تفعل.

في تلك الأثناء قال لها أحد الرجال إنه بإمكانك أن تذهبي إلى الديوان الرئاسي وتُقدمي شكوى. رأت السيدة أن هذا تضييع للوقت ليس أكثر، وربما تأتي الشكوى بنتائج عكسية ويزداد الظلم الواقع عليها. لكن الرجل أصر على أن تذهب إلى الديوان وتطلب منهم أن تُقابل صدام حسين.

مقابلة صدام حسين

استمعت السيدة إلى نصيحة ذلك الرجل وذهبت إلى الديوان الرئاسي، وهناك قدمت الأوراق الخاصة بشكواها وطلبت أن تقابل صدام حسين شخصيًّا. لم تتوقع تلك السيدة أن طلبها سيتم الاستجابة له. لكنها تفاجأت بأن صدام حسين موافق على أن يقابلها.

رغم الموافقة على طلبها إلا أنها كانت قلقة من أن يكون ذلك مجرد فخ، فلا يُعقل أن صدام سينتصر لها على ابنه والسكرتير الذي يعمل معه. مع ذلك فقد ذهبت إلى المقابلة في الميعاد المُحدد لها، ووقفت أمام صدام.. الذي رحب بها على عكس ما توقعت، وطلب منها أن تذكر مظلمتها.

أوضحت السيدة لصدام طبيعة الظلم الذي وقع عليها من سكرتير ابنه، فاستدعى صدام حسين ابنه والسكرتير الخاص به لمواجهتهما بكلام السيدة. من المؤكد أن السكرتير حاول الدفاع عن نفسه والادعاء بأن السيدة تتجنى عليه، لكن السيدة كانت لديها أدلة على أنها ظُلمت.

فوضي

وقد قالت صراحة في المحكمة إن الرئيس صدام رفع الظلم عنها وعاقب ذلك السكرتير، بل وعاقب ابنه أيضًا لأنه سمح بأن تُظلم تلك السيدة. وأكدت السيدة في قاعة المحكمة أن صدام كان يقيم الحدود حتى على أولاده. وبالطبع فإن شهادتها هذه لاقت استنكارًا من القاضي ومن المدعي العام، لكن أغرب ما قالته هو الجملة الأخيرة.. التي استفزت القاضي ونشرت الفوضى في قاعة المحكمة. إذ قالت السيدة هذا الكلام بالنص: "أبو عُدي ما يحكم عليه اللي جاي من إيران، ولا اللي رضع من صدر عجمية.. هذا ابن العراق، هذا صدام ابن حسين".

أظهرت الكاميرا في تلك اللحظة وجه صدام وهو يبتسم ابتسامة تُعبر عن امتنان كبير لهذه السيدة الشجاعة، وربما هي أقرب لقطة كان فيها صدام على وشك البكاء من فرط التأثر بما سمع. فطوال حياته كان يستمع إلى المديح وهو في موقع قوة، أما الآن فهو يستمع إلى المديح وهو في محنة.. وهنا فقط يكون للمديح أثر كبير في نفس من يسمعه. وأيًا يكن موقفك من صدام ومما قالته هذه السيدة، فلا شك أنها قدمت درسًا في الوفاء والشجاعة. فليس من السهل أن تُدلي بشهادة مثل هذه أمام محكمة كتلك المحكمة، بل وتنتقد سياسات المحكمة هكذا بكل جرأة وشجاعة دون أن تخاف من أي عقاب.

فما تعليقك على ما فعلته هذه السيدة الوفية؟