اهم الاخبار
الخميس 02 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

إبراهيم الغربي إمبراطور تجــارة الدعــارة الذي تحــالف مع الشيــطان

رحلته من الثراء الفاحــش لنهاية مــأســاوية لا تُصدق

الوكالة نيوز

ذهب في رحلة إلى أقاصي السودان استغرقت ستة أشهر فعاد منها فاسقا بعدما كان تقيا.. إبراهيم الغربي تحالف مع الشيطان ولُقب بإمبراطور الجنس.. وكان ولا زال من أكبر وأشهر تجار الجنس في التاريخ البشري.. لبس زي النساء وكان خلخاله من الماس والذهب وقدر بأكثر من ألف جنيه مصري في الوقت الذي كان فيه الجنيه المصري أغلى من الجنيه الذهب.. لن تصدق كيف أوقعت به الحكومة.. ولماذا رفض مشايخ الحسين الصلاة عليه وألقى المصريون على نعشه البيض والطماطم أثناء الجنازة؟

رحلة غامضة

عام 1850 ولد إبراهيم في أسوان بجنوب مصر لعائلة ثرية وكان والده من كبار تجار الرقيق.. وكان شابا تقيا.. لكنه ذهب في رحلة غامضة إلى أقاصي السودان عاد بعدها فاجرا.. فتبرأ منه والده وعائلته فهاجر من أسوان إلى قنا بصعيد مصر وهناك فتح أول بيت لممارسة الفسوق المرخص.. وكان هناك حامية عسكرية تتردد على بيت إبراهيم الغربي وهو ما أقلق قائد الحامية فطرده من المدينة ليهاجر الغربي إلى القاهرة 1890 ويبدأ رحلة جديدة في حياته المقرفة..

نزل الغربي في شارع وابور المية.. بمنطقة بولاق الدكرور في القاهرة وأقام هناك بيتا للرزيلة التجارية.. فصار اليه الناس باحثين عن إرضاء شهواتهم.. ولم يمض عام حتى قام إبراهيم الغربي بشراء البيت بالكامل وابتياع اثاث فاخر له وادخار 5000 الاف جنيها.. وزاد من ثراءه تركة والده الذي تبرأ منه مسبقا.. فورث ما يقرب العشرة الاف جنيه وثمانية افدنة فتوسع إبراهيم الغربي في أعماله.. فاستأجر بيتا كبيرا في باب الشعرية وعرف ذلك البيت بانه من أفخم بيوت الجنس التجاري في مصر حينها وبالإضافة الى البيت قام بشراء حانة للرقص وقيل ان إبراهيم الغربي كان يفتتح العرض كل ليلة برقصة يؤديها بنفسه عرفت “برقصة البطن”.. وارتدى إبراهيم الغربي ملابس النساء ووضع مساحيق التجميل وتحلى بجواهر واساور وخلاخيل فضية وذهبيه.. وكان يسير في الشوارع مرتديا العباءة اللف المشهورة للنساء في ذلك الوقت..

تطهير المدينة من “بائعات الهوى”

وفي 1912 كان إبراهيم الغربي يملك حوالي 15 بيتا للجنس التجاري وعدد غير معروف من الحانات وحوالي 150 عامل وعاملة بالجنس التجاري تحت إمرته ولكن السلطات بدأت في ملاحظة نشاطه حتى قامت باعتقاله للمرة الأولى في العام 1916.. حيث شعر هارفي باشا الانجليزي حكمدار القاهرة.. على جنوده الذين كانوا مدمنين على بيوت إبراهيم الغربي.. فقبض عليه ووجهت اليه تهمة افساد الأخلاق واتخذ هارفي باشا إجراءات لتطهير المدينة من “بائعات الهوى” غير المرخصات والغلمان الذين خرجوا خارج أحياء البغاء المرخصة.. ولكن لم يبق إبراهيم الغربي معتقلا لفترة طويلة حيث بقي لمدة عام ثم خرج معلنا انه انتصر على الحكومة.. وعند خروجه استقبله زملاء الكار استقبالا حافلا وأطلقوا عليه لقب الامبراطور وألبسوه تاجا من الياقوت والماس.. إذ كان إبراهيم الغربي امبراطور بمعنى الكلمة فقام بشراء ممثلي الدولة من رجال القانون ووضعهم في جيبه.. وأنشأ امبراطورية مترامية الأطراف وصلت الى خمسة واربعين بيتا للمارسة التجارية.. وعين نفسه فيها القاضي والضابط والسجان وخلق عالما موازيا للدولة.. ففي اللحظة التي تدخل فيها بيتا من بيوت إبراهيم فأنت خرجت خارج إطار قانون الدولة ودخلت الدولة الأخرى التي ليس بها قانون غير قانون إبراهيم الغربي.. لكن مع ذلك كانت نهايته مؤلمة..

ففي 1922وصل لقسم السيدة زينب بلاغ من فتاة “قاصر”، كانت خرجت من منزل أهلها دون علمهم وأغرتها احدى العاملات لدى الغربي بتزويجها بابنها واصطحبتها إلى منزل في منطقة زينهم، حيث تم تخديرها وهتك عرضها.. وأدى هذا البلاغ إلى بالغ آخر لفتاة تبلغ 14 عاما اكتشفت الحكومة أن الغربي باعها لأحد أثرياء الصعيد بمبلغ 100 جنيه.. 

وبعد تفتيش منزل الغربي تم العثور على كميات كبيرة من الذهب وأوراق مالية وكمبيالات كان يقبضها على النساء والفتيات المُغرَّر بهن، وتبين أن الغربي كان يدير 52 بيتا للرذيلة وبلغ عدد المتهمين في القضية 21 متهما ومتهمة، وجهت إليهم النيابة العامة ثماني تهم مختلفة وانتهى التحقيق بثبوت جريمة الخطف وهتك العرض والتزوير في حق الغربي.

 رشوة الموظفين

وأحيل الغربي الى محكمة جنايات مصر لمحاكمته، فوقف في المحكمة يوزع اتهاماته على كل من كان يشهد ضده.. ويعلن علي كل من قدم له رشوة من الموظفين العمومين ورجال القانون من الساعات الذهبية وغيرها من الهدايا وتم التحقيق في تلك المزاعم لاحقا وعصفت بكثيرين، بما فيهم “سنتى” و”فليبس” المسئولين عن مكتب الآداب وإصدار تراخيص تلك المهنة التي جرمت فيما بعد.. وقضت المحكمة بسجنه لمدة عشر سنوات مع الاشغال الشاقة..

وأودع إبراهيم الغربي في البداية بسجن مصر بجوار القلعة لكن المساجين هناك تعرضوا عليه وادعوا الفضيلة وقالوا “اننا وقتلة ولصوص ولكننا لسنا قوادين أو مخنثين” فقامت السلطات بنقله الى أجد سجون الوجه القبلي ولكن لم يحتمل وطأة السجن وبعد عام مات الغربي في 15 أكتوبر 1926.
ولم يمش في جنازته سوى قليل من اتباعه المخلصين ويحكى ان عامة الشعب قاموا بقذف نعشه بالبيض والطماطم وان مشايخ مسجد الحسين رفضوا أن يصلوا عليه.. ولم يكن لدى إبراهيم أي من الأبناء حيث كان لواطيا.. ولم يتزوج ولكن قرر ان يتبنى اثنين من الأبناء وهم الولدين (محمد وإسماعيل) فعلمهما وأغدق عليهما الأموال.. وترك تركة مهولة آلت لشقيقه.. بعد موته.