اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أخبار عاجلة

باحث سياسي: حركة النهضة تنحني أمام العاصفة

عبيد الخليفي كاتب
عبيد الخليفي كاتب ومحلل سياسي

قال عبيد الخليفي، الكاتب والمحلل السياسي، إن الاجتماع الأخير الذي أُجري بين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الكبري عبّر عن تخوفه من إمكانية تجاوز القانون خلال محاسبة الفاسدين أو إمكانية التضييق علي الحريات.

وتابع أنه يبدو أن هذه الرسالة قد توقفها الرئيس قيس سعيد بسرعة، ولذلك في الثلاث خطابات الأخيرة  كان يؤكد في كل مرة علي أنه سوف يحترم مجال الحريات وأنه سيحترم حرية التعبير،  وأنه سيحاسب الفاسدين بسلطة القانون، متابعا أننا فعليا لم نري بعد عملية التصحيح يوم 25 يوليو أي قوات أمنية تداهم منازل الفاسدين لتعتقلهم خارج إطار القانون او غير ذلك.

وأردف الخليفي أن هناك ملفات لدي السلطة القضائية بصدد التجهيز وبصدد الدراسة وكل ما حذر شخصية مشبوهة بالفساد أو بالارهاب سيتم تطبيق القانون عليها، لذلك نعتقد أن هذه المنظمات عندما ترفع شعار المحافظة علي الحريات وسلطة القانون فإنها في نهاية الأمر ستمثل قوة مراقبة وضغط من أجل أن تحدث هذه التغيرات أو الحركة التصحيحية التي يريدها قيس سعيد ضمن شروط القانون وضمن شروط احترام المؤسسات القضائية.

فشل حركة النهضة

وفي نفس السياق قال أبو بكر الصغير، الباحث السياسي، إن حركة النهضة عندما فشلت في استقواب الشارع والمجتمع المدني والمنظمات والهيئات وأحزاب، وأن توفر جبهة رافضة لهذه الحركة "25 يوليو" فالتجأت إلي أهم حلقة في أي مشروع ديمقراطي وهو الإعلام،  كما نري أن هناك مؤامرتين خطيرتين قد دبرت من قِبل حركة النهضة في هذا الجانب.

والمؤامرة الأولي تكمن فيما يتعلق بمكتب الجزيرة بتونس، وذلك عندما توصلت أجهزة استخبارات الأمنية التونسية إلي أن أمر ما يدبر من خلال هذا المكتب بالاتصال برئيس الحكومة  هشام المشيشي الذي تم تنحيته وربطه ربط مباشر علي التلفزيون وتوجه بنداء إلي الوزارة بأن حكومته لا تزال قائمة وأنه يواصل مباشرة مهامه وأن لا شئ حدث، ولذا تدخلت الأجهزة الأمنية وقامت بواجبها في حماية هذا المسار وهذه الحركة.

والأمر الثاني وهو الأخطر حيث ما حدث في التلفزيون التونسي عندما رفض مدير عام التليفزيون الذي تم تنحيته حضور أهم شخصيتن في المجتمع المدني وهم مساعدة نقيب الصحفيين وكذلك نائب رئيس ربط التونسية اللذين كانوا سيحضرون منتدي حوار داخل التلفزيون ورفض دخولهم ومشاركتهم ف الحوار، ولكن الأخطر هو الأمر الذي استعمله عندها قال أن هناك عميد من الجيش اتصل به وطلب منه منع دخول هؤلاء، ونحن نعلم ماذا يعني بالنسبة للغرب عندما يتدخل الجيش في الإعلام في حرية التعبير فهذا أمر خطير جدا، فتبين فيما بعد أن الأمر هو كذلك مؤامرة مدبرة بشكل خسيس وبشكل دنئ للإساءة بصورة هذه الحركة الذي دفع بها رئيس الدولة.

وتابع الصغير أنه  كما يشير الخبير الاستراتيجي هناك حلقات فيما يتعلق بتوفير أوسع ما يمكن من نطاق المشروعية، وما نلاحظه أن  مع مرور الساعات  واليوم مشروعية الرئيس قيس سعيد والدعم الداخلي والخارجي يتوسع بشكل كبير وبشكل مفاجئ في بعض الأحيان في حين أن الأمر يفيق بشكل كبير وهام جدا علي حركة النهضة داخليا وخارجيا.  

وأضاف الباحث السياسي أننا رأينا كيف تخلي اتباعه عنها منذ اللحظة الأولي منذ تلك التدوينة بعد ساعات من حركة 25 يوليو، ف التجأ  إلى أساليب  دنيئة بشراء زمم فاسدين وبلطجية ليكررون سيناريو رابع واتجهوا إلي أساليب أخري بأن يهددوا.

وأضاف عبيد الخليفي أن مسألة الثلاثين يوم المحددة لخارطة الطريق لا يجب أن نفكر فيها لأنه سيكون هناك تمديد، كما  يعتقد أن 30 يوم لن تفعل شئ فيما يتعلق بمحاربة الفساد وكشف ملفات الإرهاب وقضايا الاغتيال السياسية.

واستكمل الكاتب والمحلل السياسي عبر مداخلة له غلى شاشة الغد أنه بالنسبة للأزمة الآن فهى انتقلت من البلاد إلي داخل حركة النهضة، والتي اجتمع مكتبها التنفيذي يوم الخميس وعجز عن إصدار بيان لهذا المكتب و لم يصدر إلا اليوم صباحا في حدود الساعة العاشرة، وكان هذا البيان متناقضا ويحمل جميع التناقضات في توصيف ما حدث بالانقلاب وغير الانقلاب وإجراءات أخرى، متابعا "يبدو أن هذا البيان يكشف حجم الانشقاق داخل هذه الحركة، فاليوم تجتمع حركة النهضة فى أكبر تمثلية لها فيما يتعلق بمجلس الشوري ويبدو أن هذا المجلس سيكون صامدا وفيه كثير من الخلافات والصراعات ستكون مواجهه شرسة بين شق الغنوشي والشق المعارض له، حتي اللذين كانوا يتبعون الغنوشي اليوم رفعوا أيديهم عنه وبالتالي الزمن السياسي للغنوشي قد انتهي".


هل الأزمة تكمن في الغنوشي أم أعضاء الحركة

أردف الخليفي أنه من يقرأ التاريخ يعرف أن الأمر لا يتعلق بالأشخاص، بل يذهب الغنوشي ويأتي غيره ولكن الرأي العميق للاسلام السياسي لا تتبدل رؤيتهم للمجتمع في علاقتهم بالدولة ضمن مقولات التمكين وجعل الناس أشبه بالخدم للجماعة، وأنهم تُبع سواء بحلقة أولي أو ثانية أو ثالثة، و هذا الحزب الذي تحدث في يوم من الأيام عن فضل بين الدعوي والسياسية هي كلها مسرحيات ما يسمي بالمراجعات،  ولم يحدث الإسلام السياسي أية مراجعات سياسية منذ تأسيسة .

وتابع الصغير أن الاستراتيجية التي تقوم بها حركة النهضة هي الإنحناء أمام العاصفة وعودة للبناء، ولكن اعتقد اليوم أن تجربة الحكم كما يقال في تونس  تنهك وتغرق هذا الحزب، بعد 10 سنوات فقدت هذه الحركة من مليون ونص إلي مليون إلي أربعة مائة ألف، اليوم سارت الحركة عاجزة علي تنظيم اعتصام شعبي بعشرات من الشعب،  وبالتالي هنالك تحول ستشهده تونس وستشهده المنطقة العربية ككل بأن النموذج الإسلامي في تونس ذلك الذي قدم  علي أنه ديمقراطي وتقدمي كلها اشبه بالبروبكاندا التي أردات أن تسوق لها دول اقليمة من أجل الحفاظ علي آخر قلاع الإسلام السياسي .

واستكمل خلال مداخلة له علي شاشة الغد أنه هنالك رفض شعبي لهذه الحركة ورفض إقليمي و دولي وبالتالي ستشهد هذه الحركة إنسحابا في الأيام القادمة،  أما عن مستقبلها فإن النموذج التركي هو حاضر في اذهانها، وتفكر ربما في حل هذا الحزب لأنه ينتظرها قضايا قد تقتضي حل هذا الحزب، كما تفكر في إعادة البناء بشكل آخر أو بحزب آخر تحت اسم لا علاقة لهه بالتوجهات الإسلامية وخير مثال ما وقع في تركيا.
وذكر أنه  هناك خطوط تتعلق  بشخصيات معينة تقدم نفسها علي أنها متفتحة  ربما تفكر في تأسيس أحزاب أخري منفصلة عن مسار التاريخ الإسلامي السياسي في تونس.

مصير حركة النهضة

وأضاف الصغير  أن حركة النهضة أجهل ما تكون أن تقرأ ما يحدث علي المستوي الاستراتيجي من تغيرات وقد لخص ذلك ما صدر قبل ثلاثة أيام في الواشنطن  أن آخر فصل من فصول الربيع العربي أغلق بتونس، وكان التقرير السنوي للاستخبرات الأمريكية حول حالة العالم  مستقبلا يشير أن إلى الإسلام السياسي مال إلي النهاية كما حدث مع الشيوعية وأن الأمر قد يكون في ظرف سنة أو سنتين.

متابعا "اعتقد أن حركة النهضة لم تدرك أن هذه المتغيرات الإقليمية والدولية  ليست في صالحها ولها أخطاء قاتلة بم أنها بقيت في المربع الأول الذي تعتقد فيه أن الإسلام هو لحل مشاكل الشعب،  وأن الإسلام السياسي  يسير ويقود دول وشعب، وبالتالي اعتقد أن النهضة أعجز أن تكون حتي أن توفر رؤية واضحة بالنسبة لما ينتظرها مستقبلا، وعندما نتابع باهتمام هذه التصريحات من قبل القيادات الأولي فى الصف الأولي للحركة نجد تباينات وتناقضات واضحة بشكل كبير و كان هنالك اعتقد انهم أنفسهم أعجز ما يقومون أن يوفروا مخرج لهذا المأذق اللذين يتحملون مسؤوليتهم فيه".