حكاية "جدول الضرب" من مسلسل "نصيبي و قسمتك 2" ... أفضل حكاية اجتماعية حتى الآن ... و تدخل قائمة الفيديوهات الأعلى مشاهدة في مصر

كتبت : داليا محمد

يعرض حالياً مسلسل “نصيبي وقسمتك” الجزء الثانى على قناة "السي بي سي"و هو عبارة عن حلقات منفصلة متصلة أي 9 حكايات مختلفة و ابطالها مختلفين على عكس الجزء الأول الذي كان هاني سلامة فيه هو بطل جميع الحكايات مع تغيير البطلة في كل حكاية جديدة التي يكون عدد حلقاتها 3 حلقات فقط بينما الجزء الثاني يختلف في كونه مخصص لمشاكل المرأة و قضاياها و يعرض حكاية أسبوعياً من السبت حتى الأربعاء من كل أسبوع أى 5 حلقات لكل حكاية، و استحوذ الجزء الثاني من مسلسل "نصيبي و قسمتك" على المشاهدين بشكل كبير جداً و حازت جميع حكاياته على اعجاب الجمهور و أصبح في أيام قليلة حديث الشارع المصري و سيطرت أحداثه على رواد مواقع التواصل الاجتماعي محققاً نجاحاً كبيراً يفوق نجاح الجزء الأول، خصوصاً حكاية "جدول الضرب" التى اثارت الجدل و البلبلة بين المشاهدين و متابعي المسلسل، لما ناقشته الحكاية من قهر المرأة و تعرضها للضرب و الاهانة، حيث تمكنت الحكاية من التعمق والتأثير على عواطف الجماهير حتى ان البعض اصبح لديه رهبة من الزواج خاصةً من الاناث، و أصبحت حكاية “جدول الضرب” أحد أكثر المسلسلات مشاهدة و حقق أكثر من مليون مشاهدة خلال 4 أيام فقط منذ عرض الحلقة الأولى على موقع الفيديوهات الأشهر “يوتيوب”.

كما حصلت حكاية “جدول الضرب” على المركز الـ27، من أصل 50 مركز، لتدخل بذلك قائمة الفيديوهات الأعلى مشاهدة في مصر.

فمنذ المشهد الأول للحكاية الذي اصاب المشاهدين بصدمة من جراء فعل الضرب و الاهانة،  فنرى بالمشهد الأول من الحكاية طفل يبكي فى حين يصرخ الزوج على زوجته التى أغلقت الباب على نفسها خوفاً من أن يؤذيها فيقوم الزوج بكسر الباب و خلع حزامه لينهال عليها بالضرب ومع إفتتاحية المشهد شعر المشاهدين بغصة فى قلوبهم من وحشية هذا الزوج الذى يمثل عدد كبير من قضايا العنف الاسرى التى نسمع بها حالياً.

ثم تبدأ مريم الزوجة المهانة أو (مريم حسن) في سرد قصتها للمشاهدين و تعود الأحداث للوراء عندما تعرفت على آدم الشاعر الرومانسي و وقعا في حب بعضهما فتتسرع مريم في الارتباط به و لا تنتبه إلى كلام أهلها الذين حذورها من هذا الزواج غير المتكافيء.

و بعد الزواج و اصرارها عليه دون الانتباه إلى اختلاف الثقافتين، تكتشف مريم أنها وقعت فى فخ الحب، فيوم بعد يوم يظهر آدم أو (أحمد مجدي) على حقيقته و الوجه الآخر الذى فضل أن يخفيه حتى يتأكد من حصوله عليها، ليتحول حبه إلى حب التحكم و رغبة في التملك و يفرض آراءه عليها دون حتى اللجوء إلى النقاش، فيطلب منها أن تترك العمل رغم علمه أنها كانت تعمل قبل الزواج و كذلك يفرض عليها الحجاب دون محاولة اقناعها بطريقة سليمة ومحببة و تركها لتتخذ هي الخطوة في الوقت المناسب لها، ثم  يمنعها عن أهلها و إذا بدت اعتراضها على أي شيء يكشر لها عن انيابه و ينهال عليها ضرباً ثم يطلب منها العفو و السماح و يتذلل أمامها معللاً تصرفه بأنها من استفزته و اجبرته على فعل ذلك، فتسامحه من شدة حبها له، و الغريب انه ليس متديناً فهو لا يصلى  ويحتسي الخمر بل و يتزوج عليها سراً من راقصة و يقف خلفها في الكباريه يصفق لها و هي ترقص و ينظر لها ألف رجل و رجل.

و حين تعرف مريم بذلك و تطلب منه الطلاق يرفض و ينهال عليها ضرباً كعادته بل و يحبسها في منزله لتتصل بأهلها و يكسرون عليها الباب و ترفع عليه دعوة خلع فيطلبها في بيت الطاعة لتعرف مريم كم هي كانت مخدوعة و تندم على اختيارها لذلك الرجل الذي تظاهر بالرجولة و الحنان  و هو في الحقيقة وحش و ندل لا يمت للرجولة بصلة.

تعرف مريم من المحامي انه يجب أن تأتي بشهود على واقعة الضرب و تقوم بعمل محضر له في القسم تثبت فيه حالة الضرب لتكسب دعوة الخلع و توقف انذار الطاعة، فتذهب إليه و توهمه انها عادت إلى منزلها و تترك باب الشقة مفتوحاً، و حين تقوله له أنها تحملت ضربه لها و اهانتها، يرد عليها في منتهى البرود قائلاً : "ما امي كانت بتضرب هو انتي احسن منها"، تلك الجملة هي التي لخصت الخمس حلقات كاملة فبذكاء "عمرو محمود ياسين" يخبرنا بجملة واحدة و بدون تفاصيل السبب في عنف آدم مع مريم ألا و هو تربيته و نشأته فهو ايضاً كان يشاهد والده يضرب أمه ما تسبب له في عقدة نفسية و أزمة ستظل ترافقه طوال حياته لنكتشف أن أدم ايضاً ضحية لأب همجي و أم ضعيفة استهانت بحقها ظناً منها بأنها تحافظ على بيتها و ابنائها و هي في الحقيقة تدمرهم نفسياً، ثم تبدأ مريم في استفزاز أدم ليضربها كعادته و تنجح في ذلك و يدخل الجيران ليخلصوها من بين يديه، و كانت هذه هي المرة الاولى التي شعرت فيها مريم بالاستمتاع و هو يضربها لأنها على حد تعبيرها "علقة الخلاص"، ما ينم عن ذكاء المرأة و قوتها و انتصارها في النهاية اذا أحبت ذلك و أن صمتها و تحملها لم يكن ضعفاً و انما حباً، و انها كانت باستطاعتها تحمل ذلك طوال العمر و ظهر هذا في جملتها بإحدى الحلقات حين قالت "حفظت جدول الضرب بتاعي"، و لكن في مقابل اخلاصه لها أما مع الخيانة فلا يمكن التحمل.

فلامست حكاية "جدول الضرب" قلوب المشاهدين و ناقشت العديد من القضايا بواقعيتها و إحتكاكها مع أحداث حقيقية تحدث فى البيوت العربية، و من أهم القضايا التي ناقشتها الحكاية هي الحب الاعمى و سيطرة المشاعر التى تجعل المرء لا يرى كل الإختلافات و كل القيود و الإشارات التى تدل على وجود خطأ فى تلك العلاقة، و رغم ذلك يستمر ليثبت لنفسه و للجميع أنه على حق  ويعتقد أن الحب سيصلح من عيوب الشخص الآخر لكنه يكتشف في النهاية أنه الخاسر الوحيد و انه اضاع عمره هدراً لان من كبر على شيء شاب عليه، كذلك التسرع في الزواج دون السؤال عن الرجل المتقدم للزواج جيداً و عدم الاستماع لنصائح الأهل، و ان ضعف المرأة هو الذي يعطي للرجل القوى للتمادي، فا لزواج لن يكون مصدر السعادة ؛ إذا لم يقم على الحب والاحترام المتبادل.

 حكاية جدول الضرب من بطولة الفنان احمد مجدى ،مريم حسن،أميرة الشريف وهالة فاخر و من تأليف عمرو محمود ياسين.