اهم الاخبار
الأحد 22 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

منال زقزوق خلال ندوة رسالة السلام : الطلاق لم يعد ظاهرة فردية بل أزمة مجتمعية

وثيقة الزواج التي دعا إليها علي الشرفاء حماية استباقية للأسرة والأبناء .. وتحفظ حقوق الزوجين

الوكالة نيوز

أكدت الدكتورة منال زقزوق، مدير مركز الأسرة للاستشارات والتدريب وعضو النقابة العامة للتنمية البشرية، أن قضية الطلاق لم تعد مجرد حالة فردية أو استثناءً نادرًا، بل تحوّلت إلى ظاهرة جماعية تهدد كيان الأسرة واستقرار المجتمع، مشددة على أن وثيقة الزواج “الموحد” التي دعا إلى تبنيها المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي ، تمثل خطوة عملية واستباقية لحماية الأسرة وحفظ حقوق الزوجين والأبناء .

جاء ذلك خلال الندوة الفكرية التي نظمتها مؤسسة رسالة السلام بـ القاهرة لـ مناقشة كتاب " الطلاق يهدد أمن المجتمع " للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، وذلك بـ حضور عدد من قيادات وأعضاء المؤسسة، وعدد من الخبراء والمتخصصين في قضايا الأسرة والعلاقات الإنسانية .

الندوة عقدت برئاسة الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي الأمين العام للمؤسسة علي مستوي العالم وإدار الندوة الكاتب الصحفي الدكتور معتز صلاح الدين رئيس مجلس أمناء مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة وتحدث خلالها عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة آمال نمر عضو المجلس القومي للمرأة بـ القاهرة ومدربة المشورة الأسرية، والدكتورة منال زقزوق مديرة مركز الأسرة للاستشارات والتدريب وعضو النقابة العامة للتنمية البشرية، إلى جانب الأستاذة أميمة رمضان، استشارية قضايا الطفولة والمراهقة ، واستعرضت المتحدثات أبرز فصول الكتاب وانعكاساتها الإيجابية على قضايا التماسك الأسري وبناء مجتمع متوازن قائم على الاحترام المتبادل والتربية السليمة .

وتابعت “زقزوق” خلال كلمتها في الندوة إن نسبة الطلاق بلغت نحو 25% من إجمالي حالات الزواج، بما يعادل حالة طلاق كل دقيقتين تقريبًا، وهو مؤشر بالغ الخطورة يكشف عن خلل عميق في منظومة العلاقات الزوجية، يستوجب التدخل والتوعية والتقنين.

وأوضحت أن الزواج في جوهره رباط مقدس، ومشروع طويل الأمد يحتاج إلى تأسيس سليم، وتخطيط مشترك، ودعائم من التفاهم والتواصل والتقدير المتبادل، لا مجرد عاطفة عابرة أو اندفاع غير محسوب.

وأضافت: “الزواج من آيات الله الكبرى، وقد جعله الله سكنًا ومودة ورحمة. لكنه أيضًا عرضة للضغوط الحياتية، والصدمات النفسية، واختلافات التفكير والثقافة، مما يخلق تحديات كبيرة قد تودي إلى الطلاق إذا غابت أدوات الاحتواء والمعالجة”.

وأشارت إلى أن أبرز أسباب الطلاق اليوم ترجع إلى عدة عوامل، منها:

• الاختيار غير السليم للشريك

• رغبة بعض الفتيات في الخروج من سلطة الأسرة دون وعي كامل بالمسؤولية

• الفجوة الثقافية والتعليمية والاجتماعية بين الطرفين

• اعتقاد خاطئ بإمكانية “تغيير الطرف الآخر” بعد الزواج

• غياب التواصل الإيجابي وتضخم المشكلات اليومية

• تدخل الأهل والأصدقاء بشكل سلبي في الحياة الزوجية

كما لفتت إلى أن من الأسباب المتفاقمة حاليًا: الخيانة الزوجية التي تسهّلها تطبيقات التواصل الاجتماعي، والعنف اللفظي والجسدي، وما يسببه من آثار كارثية على الأبناء، من اضطرابات سلوكية، وتربية غير متوازنة، ونشأة قائمة على الخوف أو الانحراف، مما يسهم لاحقًا في ارتفاع نسب الجريمة وتعاطي الإدمان.

وأشادت “زقزوق” بوثيقة الزواج “الموعد” التي قدمها علي الشرفاء، ووصفتها بأنها وثيقة وعي ومسؤولية، تستبق المشكلات وتُحكِم العلاقة من البداية، عبر توضيح الحقوق والواجبات، وتنظيم النفقة، وحماية الأطفال، ومنع التعسف في استخدام الطلاق، وخاصة عدم الاعتداد بالطلاق الشفهي الغاضب.

وأضافت: “نحن بحاجة ماسة إلى هذه الوثيقة في مجتمعاتنا العربية، لأنها تضع الطرفين أمام صورة واضحة من البداية، وتمنع المفاجآت، وتعزز التفاهم بدلاً من الوقوع في صراعات لا نهاية لها”

وشددت على أهمية أن يكون الزواج مبنيًا على تفاهم عميق، لا على مشاعر مؤقتة، وأن يكون قرار الارتباط قائمًا على العقل والتخطيط وليس فقط على العاطفة.

كما دعت المؤسسات الدينية إلى تأدية دورها في التوعية بأهمية التواصل والحوار بين الزوجين، بدلاً من التركيز فقط على الجوانب الشكلية للزواج، وأكدت أن المدارس والجامعات مطالبة بإعداد جيل يفهم معنى الشراكة والاحترام الأسري.

واختتمت “زقزوق” تصريحها بالتأكيد على ضرورة أن يضطلع الإعلام العربي بدوره الحيوي في تقديم محتوى يُعزز من حماية الأسرة، ويغرس ثقافة الحوار، ويقدم نماذج واقعية لحياة زوجية متوازنة.

وقالت: “الطلاق ليس نهاية حتمية، بل يمكن منعه إذا خُطط للزواج منذ البداية بشكل واعٍ ومسؤول، بما يحفظ كرامة الطرفين ويصون حقوق الأطفال الذين لا ذنب لهم في خلافات الكبار. فالزواج الحقيقي يقوم على التشاور، والمودة، والرحمة، لا على التحدي والندية والصراع”