من القاهرة إلى العالم | نداء سلام من أجل المرأة والأسرة والطفل .. الطلاق يهدد أمن المجتمع
رسالة السلام تدق ناقوس الخطر .. وعلي الشرفاء يهز الوعي المجتمعي بـ ميثاق قرآني ينقذ الأسرة من التفكك

نظمت مؤسسة رسالة السلام بـ القاهرة ندوة فكرية موسعة لـ مناقشة كتاب " الطلاق يهدد أمن المجتمع " للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، وذلك بـ حضور عدد من قيادات وأعضاء المؤسسة، وعدد من الخبراء والمتخصصين في قضايا الأسرة والعلاقات الإنسانية ، وادارها الكاتب الصحفي الدكتور معتز صلاح الدين رئيس مجلس امناء مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة .

وتحدث خلال الندوة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة آمال نمر عضو المجلس القومي للمرأة بـ القاهرة ومدربة المشورة الأسرية، والدكتورة منال زقزوق مديرة مركز الأسرة للاستشارات والتدريب وعضو النقابة العامة للتنمية البشرية، إلى جانب الأستاذة أميمة رمضان، استشارية قضايا الطفولة والمراهقة ، واستعرضت المتحدثات أبرز فصول الكتاب وانعكاساتها الإيجابية على قضايا التماسك الأسري وبناء مجتمع متوازن قائم على الاحترام المتبادل والتربية السليمة .

وأكد الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام على مستوى العالم، أن الكتاب يفتح باباً واسعاً لـ إعادة تشكيل الوعي المجتمعي حول مفهوم الزواج، ويدفع نحو طرح وثيقة زواج موحدة تُعمم في الجامعات ومراكز الشباب ومؤسسات الإرشاد الأسري، لتكون دليلاً تربوياً وقانونياً للمقبلين على الزواج ، وقال طنطاوي : التجارب الحياتية تعلمنا أن الأسرة ليست لعبة ، إنها مهمة مقدسة يدفع ثمنها الأبناء إذا اختل توازنها " .

وأشار إلى أن المفكر علي الشرفاء هدفه الأساسي من هذا الطرح هو التصدي للفكر الذكوري الذي أساء فهم القوامة وحرّف مقاصد النصوص الدينية، مؤكداً أن القرآن لم يمنح أفضلية لـ جنس على آخر، بل قال : " وخلقناكم من نفس واحدة " وهي دعوة صريحة للمساواة والمشاركة لا للتمييز أو الاستعلاء .

وأضاف أن الوثيقة التي طرحها الكتاب في ختامه جاءت في 18 بنداً مستمدة من روح القرآن الكريم، ووضعت كـ نموذج أولي يمكن لـ كل مجتمع أن يُعدّله أو يطوّره بما يتناسب مع عاداته وتقاليده وثقافته، بشرط أن يحفظ حقوق الرجل والمرأة ويصون كرامة الأطفال .

وقال طنطاوي إن الندوة أوصت ببلورة هذا الطرح في صورة توصيات علمية ومجتمعية تُرفع إلى الجهات التشريعية المختصة، لـ تأخذ طريقها ضمن مشروع قانون الأحوال الشخصية المنتظر، معتبراً أن الانفجار في نسب الطلاق بات يشكّل قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها .

ومن جانبه قال الدكتور جرجس عوض، الأمين العام لـ مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة، خلال كلمته إن أول خطوة في تدمير أي مجتمع تبدأ من تفكيك الأسرة، مضيفاً : " إذا أردت أن تهدم أمة، فحطم العلاقة بين الرجل والمرأة، وإذا أردت بناءها، فادعم المرأة وكرّمها " ، ولفت إلى أن العلاقة الزوجية لا يجب أن تُبنى على السيطرة أو الصراع، بل على المحبة والسلام والتفاهم .

واستعرض عوض المفهوم المسيحي للزواج، مشيراً إلى أن الله خلق حواء من ضلع آدم لـ تكون معيناً لا تابعة، مؤكداً علي أن المرأة شريك وجودي للرجل، تتفوق عليه أحياناً في التدبير وحسن إدارة شؤون الحياة، ولها دور محوري في استقرار الأسرة وتربية الأبناء .

وأعرب الدكتور جرجس عن انبهاره بالطرح الجريء والعميق الذي قدمه المفكر علي الشرفاء في كتابه، مؤكداً أن هذا العمل الفكري يجب أن يُتداول في المجتمعات الإسلامية والمسيحية واليهودية على حد سواء، لأنه يناقش قضية مصيرية تمس جوهر الحياة الإنسانية، وهي استقرار الأسرة .

وأشار إلى أن الطلاق، رغم إباحته شرعاً ، يظل أحد أشد الكوارث الاجتماعية والنفسية إذا ما تم اللجوء إليه دون أسباب حقيقية، واصفاً إياه بأنه " بتر لـ جسد واحد كان نتاج اتحاد روحي وجسدي بين الزوجين " ، محذراً من أن التسرع في الانفصال يدمر الأطفال نفسياً ويحول الحياة الأسرية إلى حطام.

وختم كلمته بـ الدعوة إلى التسامح والغفران كقيمة عليا بين الزوجين، مشدداً على أهمية أن يرى الرجل في زوجته ابنة تحتاج الحنان والرعاية، لا خصماً أو نداً حتى تستمر الحياة وتبقى الأسرة قوية، مؤكداً أن الأطفال لا يرون العالم إلا من خلال عيون الأب والأم، فإذا تفرقا انهارت الاسرة ، وانهارت معها دعائم المجتمع .