اهم الاخبار
السبت 07 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

مسلسل ختم النمر..دراما خالية من الأحداث تأسر العيون بالمناظر الخلابة

مسلسل ختم النمر - استطاع مسلسل "ختم النمر"، للنجم أحمد صلاح حسنى، أن يحوز على تعليقات إيجابية منذ بدء الإعلان عنه، على قناة، ON E.

قصة مسلسل ختم النمر :

تدور قصة مسلسل "ختم النمر" حول عمر / أحمد صلاح حسني الذي يحب هنادي / ميرهان حسين منذ سنوات و هي ابنة عدو والده في السوق، فيخشى أن يفاتح والده في الموضوع تجنباً للمشاكل و الصراعات و هو بطبعه شخصية هادئة لا تحب النزاعات،  لكنه حين يتخذ القرار و يستجمع شجاعته و يدخل على والده ليخبره يجد معه شقيقه سعيد / اسلام جمال يتحدث مع والده في الموضوع ذاته و يخبره  أنه يريد الزواج، فيصمت عمر و يسأل شقيقه من يريد أن يتزوج، ليكتشف أنها الفتاة ذاتها، هنادي التي يعشقها شقيقه ايضاً، و كان ينتظر انهاء دراسته حتى يطلب الزواج منها.

 يهبط هذا الخبر كالصاعقة على رأس عمر الذي يكتم حبه بين ضلوعه، و يغلق الموضوع و يقرر الانسحاب من قصة حبه لهنادي حتى لا يجرح شقيقه، معتمداَ على أن والده رافض زواج سعيد من هنادي، و يظن أن بذلك تنتهي المشكلة و لن يتزوجها أحداً منهم، و يخبر عمر هنادي بكل شيء، فتغضب من عمر بشدة و تتهمه أنه لا يحبها أبداً، و أنه يضحي بها من أجل عائلته.

Image

و لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان، و يتأزم الموقف حين يقنع سعيد والده بالموافقة على زواجه من هنادي و يتقدم مع كل افراد اسرته ليطلبها من اسرتها، و يظن عمر أن هنادي سترفض سعيد كما اخبرته في حديثها، و لكن تهبط المفاجأة الثانية على رأسه حين قررت هنادي في اللحظة الاخيرة الموافقة على سعيد لتنتقم من عمر بعدما ضحى بها من أجل شقيقه.

أحداث صادمة :

يتزوج سعيد من هنادي التي تبدأ انتقامها منذ ليلة الزفاف حين تركت عريسها في حفل زفافهم و ذهبت لتمسك بعمر من يديه و ترقص معه تاركة زوجها، لينظر لها الجميع باندهاش غريب من تصرفها، المخالف للعادات و التقاليد المتحفظة، ثم تبدأ بعد ذلك تبدي اهتمام غريب بعمر حيث تتحدث معه كثيراً، و تهتم بطعامه و تسأله قبل الجميع عن ماذا يريد من طعام على المائدة، فيلاحظ سعيد ذلك، و حين يسألها عن سبب تصرفها تقنعه أنها تعرف عمر اكثر من الجميع في البيت بحكم عملها معه في السياحة، و لكن هو الذي فهم تصرفاتها بشكل سيء، لتحدث وقيعة بين الشقيقن يترك على اثرها عمر القصر.

في تلك الاثناء تأتي مريم / نسرين طافش إلى أسوان و يتكلف عمر بمرافقتها، ليقع في غرامها من النظرة الأولى، و يزداد حبه لها مع الوقت بعد مرافقته المستمرة لها و معرفته لشخصيتها كم هي حنونة و رقيقة.

ظهور البطلة الحبيبة : 

و لكنها لم تكن مجرد سائحة، حيث يتضح أن والدة عمر الحقيقية مازالت على قيد الحياة و تعيش في اليونان و هي من ارسلت مريم لتخبره بحقيقة أن والدته لاتزال حية ترزق، و سبب تخليها عنه و ان مريم هذه ابنة خالته، يعرف عمر الحقيقة و تنجح مريم في مهتمها و يسامح عمر والدته بعدما اكتشف اصباتها بالسرطان و يقبل بقضاء ايامها الأخيرة معها، و يقرر الزواج بمريم.

 و لكن لسوء حظ عمر يكتشف أن له أخ غير شقيق من والدته و هو يوسف / تامر شلتوت  و الذي يعشق مريم هو الآخر منذ سنوات طفولتهم و عرض عليها الزواج أكثر من مرة لكنها رفضت، ليعيد التاريخ نفسه، و لكن يقرر عمر تلك المرة التمسك بحبه و أن اضطر لمحاربة أخيه الذي لم يعرف عنه شيء قط و لا يدرك كم الشر الذي يتملك منه، فيبدأ يوسف حربه على عمر ليس من أجل مريم فقط، بل من أجل أموال والدته التي قررت أن تكتبها جميعها باسم عمر وحده دون شريك لتعوضه عن سنوات عمره الذي حُرم منها فيها، نظراً لأن يوسف سيرث والده و هو فاحش الثراء و لن يحتاج لاموالها، ليجد يوسف أن بوجود عمر في حياته سيخسر كل شيء حبيبته  و ميراثه، فيبدأ في اعداد خطة مختمرة للتخلص منه.

أقوى عناصر المسلسل :

Image

مسلسل ختم النمر تجربة جيدة أكثر عناصرها قوة أماكن التصوير المبهرة و الساحرة التي تخطف العيون، فأسوان أجمل محافظات مصر، و منطقة جديدة في التصوير، فحتى مسلسل "جراند أوتيل" الذي  تم تصويره في أسوان، أكتفى فريق العمل بالتصوير في أماكن قليلة جداً و محدودة لم تظهر جمال أسوان الحقيقي، فيما جاء  مسلسل "ختم النمر" بالتصوير في عدد ضحم من الأماكن، لأن أغلب المشاهد خارجية.

حيث اهتم المخرج باظهار البيوت الملونة التي تشتهر بها أسوان و جمال نهر النيل، الذي اتخذه المخرج أحمد سمير فرج خلفية لمعظم المشاهد، لتجد الصورة مليئة بالألوان الجميلة و الرائعة التي تجذب العيون، كذلك الأضاءة العالية، التي توضح كل تفاصيل الصورة، و أزياء الأبطال خاصة النساء ميرهان حسين و نسرين طافش التي اتسمت بالألوان الزاهية المتناسقة مع ألوان الخلفيات، و كأن المخرج و المصور في كل مشهد يرسمون لوحة بديعة الالوان و ليس مجرد التقاط صورة.

كذلك جاءت الموسيقى التصورية رائعة، فلم تعجبني أي موسيقى تصويرية لمسلسل في الفترات الأخيرة بقدر اعجابي بموسيقى مسلسل "ختم النمر" لمصطفى الحلواني،  أعيب عليها شيء واحد و هو استخدامها بكثرة و في بعض الأحيان تكون الموسيقى أعلى من اصوات الابطال و تشوش على حوارهم ، كما كان التتر رائع بصوت وائل جسار  و كلماته الرائعة المليئة بالمشاعر الجميلة.

شخصيات غير متقنة :

مسلسل "ختم النمر" جيد من حيث القصة رغم أنها مستهلكة للغاية و ليس بها أي جديد، بل و اعتماد الكاتب أحمد سمير فرج على العقدة نفسها بين الحبيبن في كل مرة يقع فيها عمر في حب فتاة ليكتشف أن شقيقه ايضاً يحبها، و كأن لا يوجد سبب آخر يمكن أن يفرق حبيبن أو يجعل قصة حبهم متعثرة غير هذا السبب، كما أن هناك الكثير من الأحداث غير المنطقية في العمل و الشخصيات ليست مكتوبة باحتراف و عمق، فكيف لعمر أنه ظل يحب هنادي لسنوات دون أن يخبر شقيقه سعيد بالأمر و من المفترض انهما صديقان و علاقتهم قوية للغاية، لدرجة أن يضحي عمر بحب حياته من أجله، كذلك كيف يكون بكل هذه القوة لدرجة التضحية بحب حياته من أجل شقيقه، في حين أنه كان في منتهى الضعف و الجبن كلما حاول فتح الموضوع مع والده.

شخصية هنادي : 

و كيف انتقلت شخصية هنادي من الفتاة المحبة و الحنونة التي تتنازل عن أعمال شركتها لحبيبها من شدة حبها له، في الوقت الذي تتحول فيه إلى امرأة بهذه الدرجة من الشر و الخبث، لدرجة أن تفسد علاقة متينة و قوية بين شقيقين هكذا، بل وتستمر في شرها لتفسد علاقة زوجها سعيد بكل اسرته، و تنجح في الوصول لكل ما تريد، و كيف يكون لسعيد تلك الشخصية السلبية مع هنادي في البداية و هو الذي استطاع اقناع والده ليضع يده في يد عدوه  و هو  رجل متعلم و طبيب ناجح و فاحش الثراء و وسيم، و لا ينقصه أي شيء ليشعر بالضعف هكذا أمامها و كأنه لم يكن يحلم بأن تقبل الزواج به.

 في الحقيقة ان جميع الشخصيات الرئيسية تعاني من تناقضات غريبة تنم عن ضعف الكتابة و خلل كبير في السيناريو،  و بالطبع هذا الخلل ناتج عن التخلي عن كاتب محترف للسيناريو و تولية الامر للمخرج أحمد سمير فرج، فإذا قارنا بين هذا العمل و مسلسل "آدم و جميلة" من اخراج أحمد سمير فرج أيضاً، سنجد الفرق شاسع في احترافية كتابة القصة، و الشخصيات المتقنة بسبب اتقان فداء الشندويلي في الكتابة و هو من افضل الكتاب الحاليين بالنسبة لي.

مدة الحلقة :

حيث لاحظ الكثيرون من متابعي مسلسل ختم النمر وجود فجوات كبيرة في الأحداث لا يمكن تداركها، بل أن المخرج اصبح تائهاً بين خطوط المسلسل و لا يعرف كيف يخرج من تلك المتاهة التي فعلها، فالأحداث تعيد نفسها و أصبحت تدور في حلقات مفرغة ومنذ الحلقة الـ 16 تقريباً توقفت الأحداث عن تقديم أي جديد.

و الأمر الاكثر استفزازاً أن مدة الحلقة لا تزيد عن نصف ساعة، أغلبها مشاهد مصورة بالحركة البطيئة  و لا تحتوي الحلقة على أي حدث جديد، و بالطبع  السر وراء كثرة استخدام احمد سمير فرج لهذه التقنية في أغلب مشاهد الحلقة  واضح، فهو يفعل ذلك لاطالة وقت الحلقة لأكثر مدة ممكنة، لانه لا يملك محتوى حقيقي يمكن تقديمه في حلقة أطول من نصف ساعة بأحداث شيقة و ممتعة، إذا كنت لا تستطيع تقديم مسلسل من 45 حلقة، كل حلقة منهم تحوي حدث على الأقل، فلماذا تقدم مسلسل من 45 حلقة من الأساس، مع العلم أن مسلسل من 30 أو 15 حلقة مكدس بالأحداث أفضل بكثير من مسلسل 45 حلقة فارغة لا تقديم محتوى شيق.

أحمد صلاح حسني : 

كما جاء اختيار الأبطال في مسلسل ختم النمر سيئاً للغاية، فاحمد صلاح حسني لا يناسبه ابداً دور العاشق المحب و المضحي،  فملامحه قاسية و جسده رياضي للغاية، تناسبه أدوار الأكشن و الحركة، كما أن نظراته لا ينبعت منها الرومانسية و الدفء و صوته غليظ لدرجة مزعجة لا يعبر عن الحنان و العاطفة، فقد يكون وسيماً لكنه يفتقد للكاريزما التي تؤهله لمثل هذه الأدوار الرومانسية التي أرى أن من يناسبها قلة قليلة في الوسط الفني، كما أنه مازال ينقصه الخبرة ليتحمل مسؤولية عمل كهذا بمفرده، فلم يكن معروفاً قبل عامين.

ميرهان حسين : 

Image result for ختم النمر

كذلك ميرهان حسين لا يناسبها دور المرأة الجميلة الساحرة، فقد ازداد وزنها بشكل ملحوظ، و فقدت الكثير من جمالها السابق، كذلك أصبح وجهها جامد و ثابت لا يعطي أي تعبير ففي الحزن و الفرح تعبيرات وجهها واحدة لا تتغير، و ذلك بالطبع من تأثير البوتكس و عمليات التجميل، التي فقدتها قدرتها على التمثيل، بعدما تألقت سابقاً في مسلسل "آدم و جميلة" و كانت من افضل المشاركين في العمل من حيث الأداء.

نسرين طافش :

الأمر ذاته مع نسرين طافش فهي ليست المبهرة التي يقف أمامها عمر في أول مرة يراها مبهوراً هكذا و كأنه لم ير نساء من قبل، و هو الذي يعيش في أسوان و  يتمحور عمله في السياحة و يشاهد من جميع أنحاء العالم أشكال و الواناً من النساء، أي انه لا يمكن أن ينبهر بجمال نسرين طافش هكذا.

نسرين  بالطبع جميلة جداً، لكن لم يكن هناك داعي لهذا المشهد من الاساس، فالحب ليس قائماً على عشق الجمال و أنما الحب هو التألقم مع الطباع و التفاهم بين الحبيبن،  كما أنه لم يكن قد مر على زواج سعيد بهنادي إلا أيام قليلة، فكيف له أن ينظر لامرأة أخرى بكل هذا الانبهار و الاعجاب و من المفترض  أنه مجروح و مكسور و غاضب مما فعلته حبيبته الأولى و موافقتها الزواج من شقيقه، بل و تسببت في طرده من بيته، فحين يكون الانسان غاضب بهذا الشكل و في مثل هذا الموقف العصيب لا يستطيع أن يرى أمامه من الاساس.

الثلاثي الأبطال :

كما أن الثلاثي أحمد صلاح حسني و نسرين طافش و ميرهان حسين أعمارهم اقتربت من الاربعين، فكيف يمكن أن يؤدي كل منهم دور شباب في أواخر العشرينات، ألا يوجد نجوم شباب أصغر سناً يمكنهم لعب الأدوار، فالوسط الفني حافلاً بنجوم شباب جميعهم لديه الموهبة و يتمتعون بقدر أكبر من الوسامة و الجمال عن الثلاثي الضعيف الذي وقع عليه الاختيار.

فيما كانت الأدوار الثانوية في مسلسل ختم النمر أفضل من حيث الأداء منهم اسلام جمال المتألق دائماً، و تامر شلتوت، و وفاء سالم ، و عفاف شعيب و رشدي الشامي الذي جسد دور صلاح النمر والد عمر وسعيد ، و الرائعة حنان سليمان ، و الوجه الصاعد هدى الأتربي بجمالها الساحر الطبيعي الخالي من البوتكس و عمليات التجميل، فوجهها مريح للعين تحب التأمل فيه، و أدائها سلسل بلا مبالغات.

 داليا محمد 

لمزيد ن التفاصيل عن مسلسل ختم النمر من هنا