اهم الاخبار
الإثنين 02 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

دين الرحمة أم تراث الدم ؟ .. صرخة لـ علي الشرفاء في وجه القداسة الزائفة : سرقوا الرسالة !!

الحمادي يحذر من خرافة الوصاية ومنابر الوهم : عقل المسلم تائه بين قدسية النص وعبودية التراث

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

أُختطف الدين الإسلامي من قِبل فتاوى مغشوشة وأحاديث ملفقة .. ثم .. ثم صار مطية لـ أهواء بشرية ومصالح سياسية .. تاه العقل المسلم بين قدسية النص وعبودية التراث .. تاه بين نور الوحي وظلال المرويات .. حتي أصبحت الأمة كلها أمام معركة كبرى تدور رحاها بين الحق المنزل والقول المؤول .. بين رسالة الرحمن التي جاءت لتحرر الإنسان وبين تراكمات فكرية تسجن المسلم في قوالب التبعية و معابد التقليد .

.. و .. و في هذا السياق الملتهب يبرز مقال المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي : " تحرير العقل العربي من أوهامهالتراثية " .. لـ يكون بمثابة صوت مختلف وعقل يثور على الجمود وفكر يحرر الإنسان من أغلاله التراثية .. ثم .. ثم يعيده إلى أصل النور " القرآن الكريم " .. محذراً من أوصياء قدّموا أنفسهم حراس علي العقيدة .. يحاسبون الناس ويقسمونهم بين ناجٍ وهالك .. وكأنهم يملكون تفويضاً إلهياً يفرّق بين المؤمن والكافر .. رغم أن الحقيقة أسمى من أن تُختزل في فصيل .. وأوسع من أن تُحاصر في حديث ضعيف أو تأويل متعسف .. فالدين في جوهره ليس طقوساً تُؤدى .. ولا موروثاً يُملى .. بل هو قيم سامية ومبادئ إنسانية عليا تُمارس .

بدت كلمات الشرفاء الحمادي بمثابة دعوة حقيقية لـ إحياء دين الرحمة من تحت ركام التاريخ .. نعم إنها عملية تفكيك شجاعة لـ أوهامٍ كادت أن تصبح مقدسة وخرافات نُسبت زوراً لـ دين الإسلام الحنيف .

إنه كشف صريح من علي الشرفاء لـ عوار عقائدي .. أضل الأمة وجرها إلي بحور من الدم والقتل بأسم الدين .. و .. و حين تتحول المرويات لـ مقدسات .. وتُرفع الاجتهادات فوق الوحي .. تصبح الحقيقة أسيرة والدين رهينة .. والناس عبيداً لـ تأويلات بشرية تحوم حولها الشبهات .. وهنا بدأت مأساة أمة ظنت أن مفاتيح الجنة في يد فئات وجماعات وطوائف مذهبية .. أغلقت أبواب الرحمة أمام من يخالفها الرأي والطريقة .

وهنا يتساءل الحمادي في سطور مقاله : كم من حديثٍ ضعيف شق الأمة لـ طوائف تنحر بعضها بعضاً ؟ .. وكم من رواية ملفقة سُلِّطت بها السيوف على رقاب الناس ؟ .. فهل يُعقل أن يُختزل الإسلام العظيم في طقوس مذهبية ؟! .. هل أمر دين الإسلام بـ إقصاء وتكفير كل من يخالفنا الرأي ؟ .. فما تم الترويج له عبر قرون من الزمان ليس إلا محاولة منهجية لاحتكار الحقيقة .. وصناعة نخبة دينية تتحدث باسم السماء .. وتوزع صكوك الغفران .. وتحكم بالردة على عباد الله .. بينما الله نفسه لم يفوّض أحداً للحساب .. ولم يمنح أحداً سلطة الوصاية الدينية على الناس .. فكيف يتم تكفير الناس للناس .. والله سبحانه وتعالي يقول في كتابه الكريم : " رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً " ؟! .. كيف تُزهق الأرواح باسم " الفرقة الناجية " .. والقرآن ينص علي أن الحساب مؤجل ليوم الفصل والحساب ؟ .

لقد بلغ الانقلاب على جوهر الدين ذروته .. رغم أن الله عز وجل يدعو الناس إلى الصدق والرحمة والعدل والتقوى والوفاء .. فهل من يصلي ويصوم ويحج .. ثم .. ثم يسرق ويكذب ويظلم يُعد من المؤمنين ؟ .. أم أن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ؟! .

لقد حولت الطوائف دين الإسلام إلى طقوس مفرغة .. وإلى وسيلة للتمكين السياسي .. فصارت الجماعات الجهادية والسلفية تسفك الدماء باسم فتاوى نُسبت زوراً للرسول .. بينما الإسلام بريء من ذلك براءة الشمس من الظلام .. لا إكراه في الدين .. ولا وصاية لأحد على أحد .. بل دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .. وقيم تُمارس قبل أن تُقال .

إن من يقرأ القرآن بتجرد سيكتشف أن الإسلام لا يعرف إلا الحرية .. ولا يقر إلا المحبة .. ولا يدعو إلا للكرامة الإنسانية .. وأن الفرقة الناجية ليست جماعة بعينها .. بل كل من تمسك بالحق .. وعاش القيم .. وأخلص لله سراً وعلانية .. أما أولئك الذين نصبوا أنفسهم قضاة على الناس .. فليتذكروا أن الله وحده هو الشاهد والحكم .

لذا ستظل وتبقي كتابات ومقالات علي الشرفاء الحمادي .. بمثابة عقل نقدي يفكك الأوهام التراثية ويُعيد قراءة الدين من مصدره الأول .. لا من روايات موضوعة ولا من أقوال مجتهدين .. فالدين ليس ما قاله فلان وفلان .. بل ما أنزله الله على قلب نبيه نوراً ورحمة وهداية .. ومن لم يفهم الإسلام من خلال القرآن .. فلن يفهمه أبداً وسيبقى رهينة لفقه الموت لا لرسالة الحياة .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد .