الممثل التركي مراد انالمش ... بعد نجاح كان يامكان في تشوكوروفا تعرف على اهم أدواره و معلومات لا تعرفها عن حياته الشخصية

كتبت : داليا محمد

لماذا تعجب النساء بك؟ وماذا يعني لك الحب؟، فرد قائلاً: «لست أدري، مع أنني عادي جداً، لكنني صادق جداً، وأكره النفاق والكذب، أما بالنسبة إلى الحب فأعتقد أنه احتياج»، مشيراً إلى أنه من الذين يقدسون الحب. وأضاف: «من الصعب أن نعيش مع الحب، ولكننا لا نستطيع أن نعيش دونه».

و عن التنقل بين امرأة و أخرى قال : «هذا ليس طبعي، وإذا وجدت الإنسانة المناسبة فستكون للأبد».

و بسؤاله عن زوجته السابقة قال أنه سيظل يعشقها للأبد و لن ينساها أبداً أو يتخلى عنها بعد الطلاق، وأنه سيقف بجانبها إذا احتاجته لأنها كانت تحمل لقلبه في يوم من الأيام. وهو ما وصفته الصحيفة بالدرس الأخلاقي لبعض الفنانين الذين يطلقون زوجاتهم، وينقلون خلافاتهم إلى المحاكم.

و تردد كثيراً أن بيرجي أكلاي زوجته السابقة هي من اصرت على الانفصال، و رغم عشقي لها و لكني لا اعرف كيف تفرط في قلباً كان ينبض لها حباً و سيظل يعشقها و لو عاش على الدنيا من العمر دهراً، فما قيمة النجاح دون شريك لنا يسعد به، و ما قيمة المستقبل دون شريك يسايرنا الطريق، و ما قيمة الحياة دون حب.

هذا هو الفنان الصادق بحق الذي رفض استكمال الجزء الثالث من مسلسله "حب في مهب الريح" الذي شهد اشتعال قصة حبهما و زواجهما ثم انفصالها و برر انسحابه من العمل قائلاً : "ليس سهلا أن أؤدي دوري في مشهد حب مع زوجتي التي انفصلت عنها، وخصوصا عندما انظر إلى عينيها أثناء التصوير أمام أصدقائي في موقع التصوير".

ما كل هذا الصدق، و ما كل هذا العشق، كم ان بيرجي اكلاي امرأة محظوظة ليعشقها رجلاً عشقاً كهذا، قد يكفي نساء الأرض جميعاً، فهو لم يعشق سواها لم يحب قبلها و بعد انفصاله عنها لم يتزوج بعدها.

و سنتحدث الآن عن بعض أدواره و أهمها و التي حصدت نجاحاً كبيراً و كانت نقطة تحول في مشواره الفني :

ثمن الشهرة :

كان هذا المسلسل من أنجح أدواره على الاطلاق حين قدم شخصية ماهر بنجاح منقطع النظير بعد تقمصه للشخصية و معايشتها بكل تفاصيلها، هذا الرجل الذي يحمل في قلبه حباً لكنه لا يعرف إلى من هذا الحب فقد فقد ذاكرة عقله و لكن قلبه مازل ينبض عشقاً لمن يحب و يعرف طريقه جيداً لها فحين يراها ثانياً عن طريق الصدفة يقع في غرامها ظناً منه أنها المرة الأولى التي أحبها فيها و لكن في الحقيقة انها حبيبته الأولى و الثانية و الأخيرة و الوحيدة فالحب ولد في قبه من أجلها فقط.

انه شاباً يدعى ماهر متزوج من فتاة جميلة ومشهورة تدعى سوزان واسمها الفني حلا، نرى في مشهد لحلا تعاتب فيه نفسها لأنها أخفت ابنتها عن أبيها ماهر بعدما عرفت أنها لن تنجب مرة أخرى، فما هو سبب إخفاء بيان عن أبيها، كما ان ماهر أيضا لديه طفل اسمه عفت من علاقة سابقة له وأيضا هو يخفي حقيقة هذا الولد عن زوجته التي يحبها ويعشقها إلى أقصى حد، إذا فالزوج و زوجته يخفيان عن بعضهما البعض سرين كبيرين ... و تبدأ الأمور تتضح أكثر فأكثر مع مرور الحلقات لنكتشف أن حلا إنسانة مغرورة جداً حين تعرف أن عفت هو ابن ماهر تطلب الانفصال عنه، حاول ماهر أن يبرر لها الأمر بشتى الوسائل إلا أنها لم تستجيب لكل محاولاته بل أصرت على الطلاق وتناست أنها اقترفت ذنبا أوقح وأقبح من ذنبه لأنها أيضاً مخفية ابنته التي من لحمه ودمه عنه وحرمته منها رغم أنه مازال يبقى عليها بعد معرفته بأن حلا لن تنجب مرة أخرى.

 ماهر يمر بظروف صعبة جدا أجبرته على إقامة هكذا علاقة عابرة كونه يعيش في مجتمع منفتح، كما انه كان مجبراً على إخفاء ابنه حتى لا يخسر حلا الفتاة التي عشقها حتى الثمالة لأنه، حيث انه بعد معرفته بحمل لالا منه طلب منها إجهاض الجنين لأنه في ذلك الوقت قرر هو وحلا الزواج لكن لالا أخبرته أنها أجهضت الجنين وهي في الحقيقة لم تفعل ذلك ومن ثم أنجبت طفلها، ثم  أخبرت ماهر بذلك، فكان من المستحيل على ماهر إخبار حلا بالحقيقة ويعلم تماما إذا أخبر حلا بالأمر فستتركه، و لكن ما سبب كل هذه الاسرار المخفاه ؟ سنروي القصة منذ بدايتها، ماهر شاب غني ابن مغنية مشهورة تعرف على فتاة في حفلة ما تسمى سوزان ولأنها عرفت أنه ابن منى خانوم الفنانة المشهورة فقد قررت أن تكذب عليه وتقول له أنها أيضاًفتاة ثرية  حتى لا يفلت من يديها و حين عندما عرف أنها كاذبة وأنها فقيرة سامحها، و قرر الزواج بها، لكن هذا الأمر لم يعجب والدته، لذلك يهجر بيت والدته ويقيم علاقة مع سوزان و تحمل منه، لكن وبسبب إصرار منى على ابنها من أجل ترك هذه الفتاة الفقيرة يتركها بالفعل، فتظن سوزان أو حلا انه تركها بسبب فقرها، فلم تخبره بحملها ثأراً لكرامتها، وتقرر إجهاض الجنين لكن الطبيب يرفض هذا الأمر بسبب بلوغ الجنين أكثر من ثلاثة أشهر ولذلك تقرر الاحتفاظ بالجنين لكن دون أن تخبر أهلها بحقيقة والده ويتم تسجيل بيان على اسم أخوها، أما ماهر فيحزن جدا بعد تركه سوزان ويذهب ليشرب الخمر ومن ثم يقود سيارته و هو مخموراً ما يتسبب له في حادث مروع يفقد اثره الذاكرة، بالطبع تخبره أمه بكل شيء عن حياته عندما يشفى من آثار الحادث باستثناء علاقته مع سوزان لكن تبقى في ذهنه صورة مشوشة لها، وفي أثناء فترة فقدان ماهر لذاكرته تعمل سوزان في التمثيل وتصبح نجمة مشهورة ويصبح لها اسما فنيا يدعى حلا، و يلتقيان مرة اخرى عن طريق الصدفة و لكنها لا تعرف بحقيقة مرضه و اصابته بفقدان الذاكرة، وعندما يراها ماهر يشعر انه يعرف وجهها جيداً و يسألها عن ما إذا كانا التقيا من قبل، فتشعر حلا أن ماهر يتنكر لها وسينكر أن له ابنة منها إن أخبرته بذلك، و لكن من جديد يقع ماهر في حب حلا، و كأن الحب الحقيقي قدراً لا يتغير مهما تغيرت الظروف و يبقى محفوراً في القلب يعرف حبيبه من بين الألوف حتى و أن نسي العقل من هو الحبيب، ويتقرب منها بكل صدق، و لكنها في قرارة نفسها تريد الانتقام منه ظناً منها انه تنصل من حبه لها، و لكن تشاء الصدفة أن تعرف حلا بأن ماهر قد فقد الذاكرة، فتتعاطف معه من جديد، لكن بدون أن تعترف له بأنه كان يحبها سابقا و ان له ابنة منها، لقد أحبها مرتين، كم انه رجلاً مخلصاً بحق، فتتدخل والدته مرة ثانية لافساد العلاقة  و تخبر ماهر بحقيقة علاقته مع حلا سابقا لكنها تكذب وتقول له بأن حلا هي السبب في فقدانه ذاكرته، ولذلك يذهب ماهر لحلا ويواجهها بعيون دامعة ويعاتبها على ذلك ويقرر تركها ويذهب دون أن تخبره حلا بحقيقة الأمر وبعد تركه لها يكون في حالة سيئة جدا ويشرب الخمر حتى يسكر وعندما يكون في هذه الحالة السيئة  يأتي له صديقه بشار بلالا فيقيم معها علاقة دون وعي ويكون نتاج هذه العلاقة العابرة حمل لالا منه، وفيما بعد تذهب حلا لماهر في بيته وتدخل منزله عنوة بعدما حاول إغلاق الباب في وجهها وتخبره بأنه كان هناك علاقة سابقا بينهما لكنها لم تتركه بل هو من تركها بسبب فقرها لكنها لا تخبره بأن له ابنة، ثم يتم اختطاف حلا فافتداها ماهر بدمه حين أصابته طلقة نارية عندما ذهب ليحررها من الخاطفين و يتزوجها بعد ذلك. بدأ ماهر يشك في نسب الطفلة التي يعرف انها ابنة شقيق حلا، و بدأ يظن انها ابنة حلا من شخص آخر نظرتً لاهتمامها الدائم بها، و لكنه ظل يكذب شكوكه و رفض عمل فحص DNA لبيان لإثبات نسبها لانه يرفض مجرد الشك في اخلاق حبيبته، ثم قرر ماهر وحلا الإنجاب للمرة الأولى بالنسبة لماهر كونه لم يكن يعرف أن بيان هي ابنته و لكنهم يكتشفون أنها لن تستطيع الإنجاب مرة أخرى، و يبقى الصراع حتى تنكشف الحقائق تباعاً و يتزوج في النهاية ماهر من لالا، و يخسر قضية ضم حضانة ابنته إاليه كونه أبا غير صالح و غير مؤهل لتربية الطفلة و تتزوج حلا من شخص آخر و تنجب منه بعد أن يتم علاجها.

فرغم حبهما الكبير لبعضهما، لكن اخفاء الاسرار عن بعضهما البعض بني بينهم حاجزاً كبيراً من عدم الثقة فرق بينهم للأبد، فقد تحترم شخصاً دون أن نحبه لكن لا يمكن أن نحب شخصاً دون ان نحترمه.

حب في مهب الريح :

يوسف و سلوى، كم أن فراق من نحب يؤلمنا كثيراً خاصة و إذا كان فراق للأبد، و إذا كنا نحن سبباً فيه، تلك هي باختصار حالة يوسف الشاب الذي اكتشف مكر حبيبته و خداعها، فكانت صدمته و يالها من صدمة خصوصاً إذا تكررت للمرة الثانية، كم أن هذا الشعور مهين لكرامته و رجولته، ما جعله يضرب بالحب عرض الحائط، و ينزع قلبه من بين ضلوعه و يقرر الزواج بمن اختارتها والدته، فتحاول سلوى حبيبته ان تثنيه عن قراره، و لكنه رغم قلبه الذي مازال ينبض حباً لها، يرفض العودة  و يقف أمامها بعين ثابتة جامدة لا يحركها ساكناً، لم تستعطفه دموعها و توسلاتها، لقد اذابت القسوة الحب في قلبه، بعدما قست عليه كل امرأة عرفها، انها تتعذب امامه تترجاه ألا يتزوج بغيرها، و لكنه يكسر كرامتها و كبريائها كما كسرت كرامته و كبريائه من قبل، و كأنه يقول هل كبريائك اهم من كبريائي؟، فليحطم قلبك كما حطمت قلبي، يظن أنه يكرهها و هو لا يعلم أن الحب حين ينقلب لكره يصل أعلى درجاته، انتقم منها ثأراً لكرامته، فتنتحر و يظن انها توفت فيعذبه ضميره لشهور من أجلها و حين يبدأ في تجاوز الأمر و يهتم بزوجته، تظهر له حبيبته من جديد فيحتار بين قلبه العالق بحبه المفقود و الذي عثر عليه أخيراً و بين عقله العالق بالمباديء و الرافض للكذب و الخيانة عى زوجته.

فقد جسد مراد دور الرجل العاشق بصدق ثم المحطم بعد اكتشاف خداع حبيبته و المنهار بعد وفاتها و الصلب الذي يحاول التأقلم مع الواقع و لملمة جروحه لتسير الحياة ببراعة و حرفنة شديدة، جعلت من شخصية يوسف بصمة لا تنسى في تاريخ الدراما التركية.

كان يامكان في تشوكوروفا :

ديمير رجل في ظاهره مستبد ظالم جبار و لكن في الحقيقة هو من اضعف الرجال يحاول اخفاء ضعفه وراء هذا الجبروت الذي يتظاهر به،  انه اكثر الرجال هزيمه من امرأه عشقها بصدق و لكنها دائماً ما ترفضه، أصعب إحساس يمكن أن يشعر به أي رجل هو أن يكون غير مرغوب فيه، انه يعلم أنها لا تحبه و مع ذلك فهو مستمراً في انتظارها للابد حتى يلين قلبها، دون يأس او ملل فهذا هوالرجل المحب حقاً.

ان قسوته هذه في حقيقتها تذلل، لعل زوجته تحبه حين ترى فيه القوة و الشموخ انه المنهار من الداخل و الجبل العتي من الخارج، فما أصعب ان يعيش رجل لامرأة و هي تعيش لرجل آخر، يقف بينهم للأبد.