بأقلامهم
علي الشرفاء الحمادي يكتب : صرخة الإنقاذ
العالم يعيش في عصر الغاب حين تخلى الإنسان عن الضمير، ففقد القيم وفقد الإنسانية، ولم ينتمي إلى دين، فوظف الدين في خدمة المصلحة الشخصية وأطماعه الشيطانية. وجميع أهل الكتاب اختاروا الدين مطية توصلهم لتحقيق أهدافهم الشيطانية.
فاليهود على مر التاريخ وظفوا كلمة الله لخدمة أنانيتهم وأطماعهم، وغدروا بكل الشعوب، واستباحوا كل شيء، وخدعوا الناس بان الله اختارهم شعبه المختار. وبتلك الصفة الكاذبة نجحوا في اختطاف عقول الجهلة في كل مكان، فتحكموا في مصير العالم وثرواته، وحرفوا في كتبهم التوراة والتلمود وغيرها، بأن الله خلق الناس عبيدًا لليهود. ومن ذلك المنطلق يتعاملون مع الإنسان.
والمسيحيون أيضًا شنوا حروبًا شعواء بينهم، وتفرقوا فرقا عدة، واشتعلت بينهم الصراعات، وتحاربوا وقاتلوا، وسقط منهم الضحايا بالملايين، وخاصة في الحرب العالمية الثانية .
وها نحن اليوم نرى النيران بينهم تشتعل، وأخشى أن يتسبب الإخوة المسيحيون الأوروبيون والروس في حرب قد تفني العالم .
أما من ظنوا أنهم مسلمون، فوظفوا دين الرحمة والعدل والتسامح والإحسان في غزو الدول الغربية وغيرها باسم الإسلام، الذي حرم العدوان في شريعة الله ومنهجه، يقاتلون أيضًا بعضهم بعضًا، فقدوا الضمير والإنسانية ونسوا الله، فانساهم أنفسهم ، كل أتباع الأديان باعوا أنفسهم للشيطان وصدق وعده عند بداية خلق آدم حينما خاطب ربه بقوله : “قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخّرتني ليوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا”
“ثم لأأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم، ولا تجدن أكثرهم شاكرين” (الأعراف: 17)
وقد صدق الشيطان في وعده.
وما أحوج الناس اليوم إلى رسالة الله للناس في قرآنه العظيم، ليستوعبوا عبر الماضي، ويعودوا بقلوب طاهرة وعقول متفتحة، ليعيدوا قراءة القرآن ويدركوا عظمة شرعة الله ومنهاجه، اللتان تنقذ الناس من الجحيم ومن الظلم والأحقاد، وتوقف سفك الدماء. لقد خسر البشر حين عطّلوا الآيات القرآنية، ووقعوا في مستنقع الفتن والجهل والفساد، واتبعوا الشيطان، الذي يسوقهم نحو حتفهم في الدنيا ويستدرجهم إلى جهنم يوم القيامة. خسروا الدنيا والآخرة.
ويتذكروا قول الله سبحانه : “يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين” (الزخرف: 68)