" العرب بين رسالة الرحمن وواقع التفرّق " .. مقال جرئ لـ علي الشرفاء يكشف فيه خفايا التاريخ

تشهد القارة الأفريقية نشاط متزايد في نشر أفكار ورؤى المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، الأب المؤسس لـ مؤسسة " رسالة السلام " ، وذلك ضمن سلسلة مبادرات تعليمية وتوعوية تشرف عليها المؤسسة بإدارة ومتابعة الدكتور معتز صلاح الدين رئيس مجلس الأمناء في القاهرة .

وفي إطار هذا الحراك الفكري المستمر داخل دولة النيجر، والذي يتضمن تقديم فكر الشرفاء في المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية، قام الشيخ يوسف طلحة، مدير مدرسة الدار الإسلامية في النيجر، بشرح مقال المفكر العربي بعنوان : " العرب بين رسالة السماء وواقع التفرّق .. قراءة في ميزان القرآن الكريم " .

وذلك خلال درس مدرسي قُدّم للطلاب باللغتين العربية ولغة الهوسا، اللغة المحلية الأكثر انتشارًا في البلاد، بهدف إيصال الرسالة لأوسع شريحة من الشباب والطلاب .

وتناول المقال رؤية نقدية معمقة لواقع الأمة العربية، مؤكداً علي  أنّ الخلافات والصراعات الداخلية كانت وما زالت من أبرز أسباب ضعف العرب عبر التاريخ، رغم أن رسالة الإسلام جاءت لتوحيد الصفوف ونشر قيم السلام .

وأوضح المقال أن العرب انقسموا بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم بسبب التنافس على السلطة، في تناقض واضح مع التوجيهات القرآنية الداعية إلى الوحدة، ومنها قوله تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " .

كما استعرض المقال نماذج من الصراعات التاريخية مثل حروب الردة وصفّين والجمل، معتبرًا أن معظم تلك النزاعات قامت على العصبية والمصالح الشخصية، لا على جوهر الدين ، وأكد أن القرآن الكريم وضع ضوابط واضحة للقتال والدفاع المشروع، وأن أي اقتتال داخلي يخالف مقصد الشريعة .

وأشار المقال إلى أن العرب، رغم تكريم الله لهم برسالة الإسلام، لم يلتزموا دائمًا بقيمها في العدل والرحمة والتعاون، مما أدى إلى تراجع دورهم الحضاري ، واستشهد الكاتب بقوله تعالى : " وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا " .. ليؤكد أن التخلي عن القيم الإلهية يقود إلى الفشل والضعف .

وأختتم المقال بالتأكيد على مسؤولية الإنسان الفردية أمام الله، وضرورة العودة إلى القرآن الكريم باعتباره ميزان الحق والهداية .

.. و في تصريح خاص قال الكاتب الصحفي الدكتور معتز سلاح الدين رئيس مجلس امناء رسالة السلام بالقاهرة ان هذا النشاط يأتي في إطار استراتيجية المؤسسة في نشر الوعي الديني المستنير ومحاربة الفكر المتطرف، وترسيخ فهم صحيح لقيم الإسلام في المجتمعات الأفريقية، خصوصًا بين فئة الشباب داخل المدارس والمعاهد الشرعية .