اهم الاخبار
السبت 08 نوفمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

على الشرفاء الحمادي يكتب : الإسلام كما أراده الله .. رسالة علمٍ وعملٍ ورحمةٍ وعدلٍ بين الناس

علي الشرفاء
علي الشرفاء

إن دين الإسلام كما أراده الله تعالى للناس ليس طقوسا جامدة ولا مجرد صلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم وتسبيح وجلوس في المساجد ساعات طوال إنما الإسلام الذي احتوت آياته دعوة للعلم والعمل والبحث في الأرض عن كنوزها واكتشاف ما تحت باطنها ليوظفها الإنسان في الاستفادة بها في حياته والارتقاء بمعيشته ورفاهيته قال تعالى
"هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" الملك 15

الإسلام دعوة للتعمير والبناء واكتشاف السماء ودراسة الفلك لتوظيفه في خدمة الناس قال تعالى
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" فصلت 53

الإسلام دعوة للتعاون وتحريم العدوان ودعوة للرحمة والتعامل بالحسنى بين أفراد المجتمعات الإنسانية قال تعالى
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" المائدة 2

الإسلام مشروع إلهي ينظم العلاقات بين الناس أساسه العدل والإحسان ونشر السلام في البلدان قال تعالى
"إن الله يأمر بالعدل والإحسان" النحل 90

الإسلام مشروع حضاري دعوة للتشاور بين الناس في القرارات المصيرية ووضع الخطط لبناء المستقبل للأجيال القادمة قال تعالى
"وأمرهم شورى بينهم" الشورى 38

وقد رفع الإسلام من شأن الحرية حين ترك للناس الحرية المطلقة في الإيمان به أو الكفر به كما قال سبحانه مخاطبا رسوله عليه الصلاة والسلام
"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" الكهف 29

الإسلام يدعو لوضع استراتيجية للدفاع عن النفس والوطن كما قال تعالى
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" الأنفال 60

الإسلام يعلم الناس القيادة وأخلاقياتها ومبادئها ويعلمهم التربية للأجيال القادمة على الأمانة والشجاعة والمصداقية والتواضع والمعاملة الحسنة قال تعالى
"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" النساء 58

ويعلم الإنسان أن الله يراه وهو أقرب إليه من حبل الوريد يرى أعماله وتسجل الملائكة في سجله كل حسناته وسيئاته قال تعالى
"ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" ق 16

الإسلام يعلم الإنسان ألا يخشى إلا الله وأن يصدح بالحق وينزع منه الخوف ويشجعه على الامتناع عن الظن السيئ كما قال تعالى
"فلا تخشوا الناس واخشون" المائدة 44

الإسلام يعلم الإنسان العطف على الضعيف واستجابة المظلوم ومواجهة الظالمين قال تعالى
"وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين" النساء 75

ويعلم الإنسان العطاء من الزكاة بنسبة من مكاسبه لتحقيق التقارب بين الأغنياء والفقراء لتنتشر بينهم المحبة والخير والتعاون ويعيش الجميع في الوطن يعزفون لحنا واحدا كلنا للوطن وحميه بالروح والدم فلا تجد فيهم عميلا ولا خائنا لأن المجتمع قد سد حاجة الناس فأصبح الجميع لديهم العزة يدافعون عن وطنهم ولا يبيعون شرفهم قال تعالى
"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" التوبة 103

ذلك بعض من رسالة الإسلام من عند رب الناس الذي يريد لهم الحياة الطيبة كما قال سبحانه
"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" النحل 97

أما من ألف الروايات المزورة على الرسول واتخذ منحى مغايرا لأمر الله باتباعه كتب التراث المحرفة فقد حكم على نفسه من الكافرين

ولا يمكن لأي إنسان مؤمن بالله حق الإيمان إلها واحدا لا شريك له ويؤمن بأن القرآن كلام الله يهدي الناس إلى طريق الحق المستقيم ويشهد أن محمدا رسول الله وخاتم النبيين أن يعتدي على غيره أو يستغيب أخا له أو قريبا من أهله ومن المستحيل أن لا يعين الملهوف أو الضعيف أو يستولي على مال غيره وممتلكاته أو يخون في عمله أو يغدر بصاحبه أو ينافقه أو يكذب عليه أو يسب غيره بكلمة نابية أو يطلب ضعيف عونه فلا يعينه

كل تلك الصفات وغيرها مما وصف الله به المؤمنين إن لم يتمسك بها الإنسان ويمارسها سلوكا فقد خرج من روح الإسلام قال تعالى
"قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" المؤمنون 1–8

تلك بعض شروط المسلم الحق ومن لم يطبقها كلها فقد خسر الدنيا والآخرة كما قال تعالى
"ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما" طه 112

لكننا نؤكد أن التراث دعوة للباطل وتحريض للناس على اتباع الهوى والشهوات وهي وسيلة الشيطان في استدراج الإنسان للعصيان أما القرآن دعوة الحق من رب رحيم لطيف بعباده يرعاهم ويحنو عليهم من الانحراف عن طريق الحق ولكن إذا رفض العباد عظاته وتخلوا عن هدايته وحمايته أصابهم عقابه وغضبه لأنهم استهانوا بكلام الله وخالفوا نصائحه سبحانه

ويأتي تحذير الله للرسول الذي يسري على المؤمنين في قوله تعالى
"وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون" المائدة 49

هذه الآية تتحدث عن الذين اتبعوا الهوى وساقهم الشيطان إلى هجر القرآن والله أمر رسوله بأن يحكم بما أنزل الله من الآيات القرآنية وهذا الأمر موجه أيضا للمؤمنين ونحن طاعة لله نلبي أمره ونبلغ الناس حكم الله الذي أنزله على رسوله في الكتاب المبين حتى نكون صادقين دون مواربة أو مجاملة فكلمة الحق هي الحكم بين الآيات والروايات وإن التراث كله هو ما أوحى به الشيطان للناس لكي يحقق وعده أمام الله ساعة خلق آدم حين قال كما ورد في كتاب الله
"قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" الأعراف 16–17

وفي الختام إن الإسلام كما أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليس دينا للتفرقة أو التعصب أو تقديس الروايات البشرية بل هو منهج حياة متكامل يعلي من شأن العقل والعلم والعدل والحرية ويزرع في القلوب الرحمة والمحبة بين الناس ومن أراد النجاة في الدنيا والآخرة فعليه أن يعود إلى القرآن الكريم وحده مصدر الهداية والنور لا إلى كتب البشر التي مزجت الوحي بالخرافة وجعلت الدين وسيلة للفرقة والصراع فمن اتبع هدى الله نال رضاه ومن اتبع أهواء الناس ضل وأضاع نفسه كما قال تعالى
"فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" طه 123

ذلك هو الإسلام كما أراده الله للناس رسالة علم وعمل ورحمة وعدل وسلام بين الأمم