اهم الاخبار
الجمعة 07 نوفمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

من أين جاء " أصحاب القلوب القاسية " ؟ .. وكيف تحول الدين إلى سيف للذبح بـ اسم " الله " ؟

- علي الشرفاء الحمادي يحارب التطرف في كتابه "ومضات على الطريق " .. الإسلام ليس دين سلاح ولا صياح

علي الشرفاء
علي الشرفاء
  • الاخوان والخوارج والدواعش .. سلسلة واحدة لـ جماعات قست قلوبها ومنعت الرحمة من دين الرحمة
  • يرفعون راية الله فوق جثث الأبرياء .. فأي دين هذا الذي يقتل باسم الرحمن ؟ .. ومن أي جحيم خرج علينا القاسية قلوبهم ؟

تحول الدين عند كثير من الجماعات والمذاهب من نبع للرحمة إلى سيف يشرع للذبح والقتل .. رافعين اسم " الله " على راياتٍ تلطخها دماء الأبرياء .. وهنا تجمدت القلوب .. ثم .. ثم غاب عنها نور الرحمن الذي أنزله الله هداية  للناس .. كل الناس   .

.. و .. و هؤلاء يكتب عنهم المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في كتابه ومضات علي الطريق فصلاً كاملاً يهز به الروح والوجدان .. فصل بـ عنوان : " اصحاب القلوب القاسية " .. متسائلاً بـ ضمير يقظ : أين اختفت الرحمة من قلوب من يزعمون الإيمان ؟ .. كيف استبدلوا رسالة المحبة والإحسان بـ منهج القسوة والعدوان ؟

.. ودون وعيٍ وإدراك، يترضّى الذين ظنّوا أنهم مسلمون عن المجرمين، وقد خالفوا أوامر الله وتحريمه قتل الناس دون ذنبٍ أو جريمة .

فـ أيُّ عقلٍ هذا الذي لا يميّز بين تصرّفات الإنسان أيًّا كان وبين قرابته للرسول ؟ ، وأيّ ضمانات من ربِّ العالمين منحهم الله بها لاستباحة حقوق الآمنين ؟

فإذا كان الرسول يردّد ما أمره الله به تعريفًا عن نفسه بقوله سبحانه وتعالي : ﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ، إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ سورة الأعراف – الآية (188)

فمن الذي أعطى من هو أقلّ منه حقًّا عند الله ليقتل الناس؟! ، ومن الذي سوّل له الشيطان ارتكاب الجرائم لأنه من أصحاب رسول الله أو من أقربائه ؟!

فـ هكذا سوّلت لهم أنفسهم ارتكاب المنكرات، واتّبعوا الهوى، وغرّهم الشيطان، فعاشوا في شقاءٍ وضَنكٍ وقتالٍ، وخسروا الدنيا والآخرة .

تساولات علي الشرفاء كانت ومازالت بمثابة بصيص من الأمل في مشهد معتم .. مشهد يختلط فيه صوت العقل مع نبض الوجدان .. داعياً الناس .. كل الناس .. إلى النظر في مرآة الحقيقة بلا زيف أو خوف  .

في كتاب “ ومضات علي الطريق ”  .. أسوق اليكم ما قاله علي الشرفاء الحمادي في فصل : " أَصْحَابِ الْقُلُوبِ الْقَاسِيَةِ " :

هل في قلوب الذين يدعون أنهم مسلمون رأفة وهم يقتلون الأبرياء بدم بارد وينشرون الفتنة والتحريض على إسالة الدماء، أمثال الإخوان والقاعدة وداعش وقبلهم الخوارج والقرامطة والزنج والباطنيون والحشاشون والفرق الإرهابية في الماضي ؟ . 

أين الرحمة التي وصف الله بها رسوله ؟ ، هل رحموا الأطفال من القتل والتشريد ؟ ، هل رحموا كبار السن من التشريد والتهجير ؟ ، هل رحموا الأرامل وهم يرون بأعينهم ذبح أبنائهم ؟

فأي رسول أولئك يتبعون ؟ وأي دين يدعو للشر والقسوة والإجرام ينتسبون ؟ وأي كتاب يؤمنون به ولا يخشون الله فيما يجرمون، ولا يذرفون دمعة على المظلومين، وهم يتساقطون مضرّجين بدمائهم الزكية، بلا رحمة ولا عقل يعي ولا قلب يخشع لله ولا آذان تسمع كلام الله ولا خوف من تحذير الآيات للطغاة من يوم القيامة، وهم يجرون أذيال الخيبة يوم الحساب، عليهم اللعنة وهم في غيّهم يتمتعون، ويوم يحكم الله عليهم في جهنم بتشويه الوجوه وتبديل الجلود وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما صنعوا واتبعوا الشيطان، وأعطوه قيادتهم وغرهم ما كانوا يجرمون، فلن يفيدهم حينها الندم ولن يسمع الله لهم رجاء أو أعذاراً بعد ما تكبروا على آيات الله وكفروا بشرعته ومنهاجه، ذلك سيكون جزاء المفترين على الله ورسوله بالكذب والبهتان .

ثم يخاطب الله رسوله عليه الصلاة والسلام بقوله : ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَوَةَ إِنَّ الصَّلَوَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت: 45) ، فهل صلوات الإرهابيين منعتهم من الفحشاء والاعتداء على الناس واستباحة حقوقهم وتدمير مُدنِهم وتشريد الناس من أوطانهم ؟ ، وهل منعتهم صلواتهم عن المنكر ؟ ، وهل كل ما يتناقض مع التشريعات الإلهية التي تأمر بالرحمة والعدل والإحسان والتسامح والتعاون ونشر السلام بين الناس، وتحث على التعاون وعدم الاعتداء على الناس، وتدعوهم للبر والتقوى وتنهاهم عن ارتكابهم تلك الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية؟

هل بعد ذلك يوجد إسلام غير الإسلام الذي أنزله الله على رسوله الأمين، وتضمنته آيات القرآن الحكيم تدعو الناس للرحمة والعدل والإحسان ونشر السلام بين الناس والحث على التعاون وتحريم العدوان ؟

إن دعاة الإجرام المسمّون بدعاة الإسلام، وتحريضهم لبعض المسلمين على ارتكاب المعاصي والذنوب والإجرام الذين غرّروا ببعض المسلمين بارتكاب القتل والتدمير والبغي والعدوان وإرهاب الآمنين، إنما هم يقومون بمحاربة الله ورسوله والاعتداء على شرعة الله ومنهاجه في كتابه الذي يدعو الإنسان للرحمة والعدل والإحسان، ونشر السلام وتحريم قتل الإنسان ظلماً وعدواناً، تلك خارطة الطريق لرحلة الإنسان في الحياة ليتخذها منهج حياة وسلوك في الدنيا بدلاً من الذين اتخذوا الروايات الشيطانية المنحرفة، والمزورة لتضليل الإنسان مرجعية لهم وعقيدة شريرة تحكمت في نفوس مريضةٍ متعطشة للدماء، متوحشة متنمرة تسعى للقتل والدمار، لا تعرف الله ولا الرحمة ولا تؤمن بالعدل ولا تسعى للخير.

ولذلك حكم الله عليهم بقوله سبحانه ﴿إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (المائدة: 33)

ويصف الله سبحانه الإرهابيين والطوائف التكفيرية والفرق التي أوهمت نفسها بأنها وكيلةٌ عن الله في الأرض، تراقب الناس على شعائر عباداتهم وتتهم الناس بالكفر والردة، وتحكم عليهم بالقتل واستباحة أموالهم وممتلكاتهم بالبغي والعدوان، وهم يظنون أنهم يدعون إلى الله واتباع رسوله .

حيث يخاطب الله رسوله عليه الصلاة والسلام ليعرف الناس عنهم بقوله سبحانه : ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ (الكهف: 103 - 104)

اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .