علي الشرفاء الحمادي يكتب : الذين ضل سعيهم في الدنيا

القرآن وضع الله فيها للناس أسرار السعادة والرحمة والسلام والإحسان ، وتحريم الظلم ، ودعوة للعلم والمعرفة ، وتوجيه للإنسان ليستنبط من الآيات القرآنية خارطة ، الطريق لحياة سعيدة له ولأسرته وضع الله سبحانه فيها مشروع فيه خطوط عريضة واضحة تحدد مسار حياته وفق اختياره ، بآيتين لا ثالث لهما وهما :
قول الله سبحانه : " فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى " .. والثانية : " فمن أعرض عن ذكري فله معيشة ضنكا " .
وعرف الله الإنسان طريق الهدى وطريق الضلال ، فمن طبق شرعة الله ومنهاجه فقد هداه الله فلن يضل طريق السعادة والسلام ، ومن اتبع أولياء الشيطان ، فقد ضل طريق الحق واختار حياة الشقاء ، وكل ذلك مرسوم في خارطة طريق الحياة التي ، تضمنتها الآيات القرآنية .
وما دام الناس قد هجروا القرآن ويواجهون تهمة الرسول وشكواه لرب العالمين الذي نطق به لسانه عن ربه عليه السلام : " وقال الرسول يارب ان قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا " الفرقان (٣٠ ) ، وهذا الاتهام أمر الله رسوله بأن يحذر الناس من هجر القرآن ومنذ تلك اللحظة التي اشتكى فيها الرسول إلى الله عرف الله رسوله ، بنبأ عما سيصنعه قومه بعد وفاته قول الله سبحانه ، محذرا الناس باستبعاد الرسول عن المنتمين تحت ، شعار الإسلام فقط فالرسول لم يعد منهم ولا ينتمي اليهم .
وهجر القرآن ، اصبح حقيقة منذ وفاة ، الرسول إلى اليوم فلا يمتون بصلة للرسول كما أكده القرآن في مخاطبته لرسوله بقوله : " ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون " ، الانعام (١٥٩) وهذه الحالة التي ينتمي تحتها الناس بشار المسلمين بتفرقهم وتشتتهم في فرق وطوائف واحزاب وحركات وجماعات بسميات مختلفة وعقائد متطرفة ، وجماعات متسلفه ويظنون أنهم إتبعوا رسول الله فيما بلغهم عن ربهم فقد وصفهم الله جميعاً بقوله : " هل ننبئكم بالأخسرين اعمالاً ، الذين ضل سعيهم في الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا/ أولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا / ذلك جزاءهم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا " الكهف (١٠٣-١٠٦) .
فإلى متى سيظل الذين يعتقدون بأنهم مسلمون ، لا يطبقون شرعة الله ومنهاجه وأعرضوا عن آيات الله ومن يعرض عن آيات الله ويتخذ روايات اتباع الشيطان في عبادته ، فقد كفر بالله وسيلقى حسابه يوم القيامة عند الله ، فلن يجد يومها من يعينه ، لا شفيع ولا قريب وسيكون ، سجله وحده هو الذي يحدد مصيره جنة ام نار الجحيم .