مجدى طنطاوى يكتب : إبراهيم عيسى .. بين حرية الرأي وزرع الفتنة !!
كفي عبثاً يا إبراهيم.. كلماتك خنجر في خاصرة العقيدة .. فـ هل تتحول حرية الرأي إلى منصة لهدم الإسلام

كل يوم يخرج علينا إبراهيم عيسى والذى تصنفه افعاله محامى المسيحيين فى مصر بسهام جديدة ظاهرها حرية التعبير وباطنها طعنات متكررة في قلب العقيدة الإسلامية وفي نفوس ملايين المسلمين الذين يرون في الدين مرجعهم وهويتهم وأساس وطنهم كما يرى المسيحيين ان الله العظيم الواحد الاحد تجسد فى شخص ثم صُلب وهذه بالنسبة لنا كمسلمين عقيدة فاسدة لكن نبقى وقافين عند اوامر ربنا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وكل حر فيما يعتقد وتجمعنا سماحة الاسلام التى تدعونا للرحمة والتعاون والمحبة والسلام ولست هنا بصدد اتهام الرجل بالتنصر فهذا أمر بينه وبين خالقه لكن شواهد أقواله وسلوكياته وتوجهاته الإعلامية تثير الكثير من علامات الاستفهام وتدعو للتأمل والتساؤل ما هدف إبراهيم الحقيقي ؟ ولصالح من يوجه سهامه ؟ .
لقد اعتاد عيسى أن يلبس عباءة النقد السياسي ويقدم نفسه كمفكر تنويري لكنه في الحقيقة يمارس "نقدا انتقائيا" يوجهه حصريا للإسلام كلما تحدث عن "التنوير" حمل معه معول الهدم باتجاه الإسلام دون سواه وكأن مشاكل مصر كلها تكمن في الحجاب أو الصلاة وغيرها مما جاءت بالقرآن الكريم
يدّعي أنه يحارب الإخوان فيقحم الدين ذاته في معركته محاولا إيصال رسالة خبيثة مفادها أن الإسلام كمنظومة هو المشكلة لا فقط استغلاله السياسي وهنا مكمن الخطورة وهنا يُطرح السؤال الجاد هل أصبح الإسلام بالنسبة لعيسى ومن يحركونه مجرد عقبة أمام رؤيتهم التغريبية؟
- مسرحيات وفتاوى وسخف مبطن
آخر "بدع" عيسى كانت اتهامه بأن هناك محاولات لـ"أسلمة الفتيات المسيحيات"! أي هراء هذا؟! وهل الإسلام العظيم فى حاجة للكام الف ولا كام مليون مسيحى مصرى يدخلون الإسلام وكذلك اهانته للحجاب متناسيا حرية الاشخاص فمنذ متى كانت الفتاة المحجبة مشروع خطر؟ أليس من حق أي فتاة أن تختار لباسها وطريقها وقناعاتها كما يشاء الآخرون لأنفسهم أن يعيشوا كما يريدون؟ هل لا يرى عيسى مليطة مهرجان الجونة؟!!! ..أين الحرية التي يتغنون بها إذا كانت تُصادر فقط حين يكون الخيار هو الإسلام؟
بل الأدهى أن عيسى لا يجرؤ على توجيه نفس النقد للمتطرفين من الأديان الأخرى والذين ينخرط بعضهم في حملات تبشيرية تمولها جهات مشبوهة وتُقابل بالرفض الشعبي لا بالقمع كما يحدث مع من يريد ان يدخل الاسلام ...
ولكن عيسى لا يرى هذا أو لعله يرى ويصمت لأن سهامه محفوظة باتجاه واحد
- فتنة تُزرع… والدولة غافلة
إن أخطر ما في طرح عيسى أنه لا يمارس فقط نقدا عابرا بل ينفخ في نار الفتنة ويشكك الناس في دينهم ويفتح ثغرات في جدار الوطن المتماسك
لا يدعو للحوار بل يستفز ويستدرج الناس لمعركة مفتوحة في الإعلام وصفحات التواصل
وهنا نقولها بوضوح حرية التعبير لا تعني حرية إهانة الدين ولا تعني تهكما مستمرا على الإسلام والقرآن العظيم بحجة "التنوير" إن كان عيسى ومن معه ومن خلفه يرون في الإسلام عائقا أمام مشروعهم الفكري فعليهم أن يصرحوا بموقفهم بوضوح لا أن يختبئوا خلف عباءة محاربة التطرف ويُمارسوا تطرفا من نوع آخر
- رسالتى للدولة لا تتأخري
يا أجهزة الدولة يا مؤسسات الوطن إن كنتم تغضون الطرف عن إبراهيم عيسى حفاظا على صورة "الإعلام المتنوع" فأنتم تمنحونه صك براءة يوميا لبث سمومه .
إن الصمت على هذه الخطابات لا يُحسب حيادا بل تواطؤا ودفعا باتجاه فتنة قادمة لا محالة إن استمر الحال على ما هو عليه...
إن مصر دولة إسلامية الهوية ذات نسيج وطني متين لا ينبغي أن يُخترق من حفنة "مفكرين" يستخدمون الأموال الغربية أو حتى المنابر المحلية لزعزعة العقيدة في نفوس أبنائها فليؤمن من شاء وليكفر من شاء ولكن دون أن يُهان الدين أو تُستفز مشاعر الملايين في وضح النهار
- كلمة أخيرة
ليس بينى وبين إبراهيم خصومة شخصية بل خصومة فكرية وأخلاقية مع نهج يهدد الوعي الجمعي ويزرع الشك بدل الإيمان والانقسام بدل الوحدة والفتنة بدل الاستقرار .
كفى عبثا يا إبراهيم .. فالدين ليس لعبة ولا الوطن حقل تجارب لأفكارك المتقلبة .