عودوا إلى كلام الله بلا وسطاء ولا فتن .. مشروع فكري ضد فوضي المذاهب والتأويلات
- علي الشرفاء يكتب علي صفحات " كل خميس " : هكذا ضاعت الأمة وهكذا تعود .. لا إصلاح دون عودة صافية للقرآن

صدر امس الخميس العدد رقم " 91 " من مجلة " كل خميس " الصادرة عن مؤسسة رسالة السلام العالمية، متناولًا في محوره الرئيسي مقال المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، بعنوان : الرجوع إلى الله بين صفاء القرآن وضلال المذاهب " والذي شكّل المرجعية الفكرية الأساسية لهذا الإصدار .

إذ يُعيد المفكر علي الشرفاء طرح سؤال جوهري طالما شغل الفكر العربي والإسلامي : " لماذا تاهت الأمة ؟ .. وأين هو الطريق إلى الخروج من مأزق الصراع والفتن ؟ .

ويرى علي الشرفاء أن الإجابة تكمن في الرجوع إلى القرآن الكريم باعتباره المصدر الوحيد الصافي للهداية، دون وسطاء أو احتكار للتفسير من قبل طبقات فقهية أو مذهبية ، ويُحمّل المقال مسؤولية تراجع الأمة إلى استبدال كلمات الله في كتابه بمرويات بشرية وتأويلات منحرفة، ما أدى إلى نشوء مذاهب متنازعة وصراعات دموية أرهقت العالم الإسلامي لقرون طويلة .

ويؤكد علي الشرفاء أن العودة إلى الله ليست دعوة وعظية أو دينية تقليدية، بل هي مشروع حضاري شامل يستهدف إصلاح الإنسان وبناء المجتمع على قواعد قرآنية صلبة، تقوم على العدل، والرحمة، والتكافل، وكرامة الإنسان .

وامتداد للرؤية التي طرحها الشرفاء الحمادي في مقاله الافتتاحي، احتوى العدد على مقالات تحليلية وقراءات فكرية متعددة، قدّمت مقاربات متنوعة لموضوع الرجوع إلى القرآن، وناقشت أبعاده التربوية والاجتماعية والفكرية، وأثره في تشكيل وعي إنساني جديد .

و في هذا السياق، أشار مقال " ما قل ودلّ " إلى أن العودة للقرآن لا تعني الاكتفاء بالشعائر التعبدية فحسب، بل الانخراط الكامل في مشروع إلهي متكامل لبناء حضارة إنسانية عادلة وسلمية ، وأكد المقال أن القيم الكبرى في القرآن، مثل التعايش، والإصلاح، والعدالة، والتعاون، ومكارم الأخلاق، تشكّل ميثاق إلهي عالمي يعلو فوق المذهبيات والانقسامات التاريخية .

وقد ضم العدد شهادات ومقالات لمدونين وأكاديميين وباحثين من دول عربية متعددة، اتفقوا على أن انفصال الأمة عن القرآن كان العامل الأبرز في حالة التدهور والانقسام التي تعيشها ، ورأى هؤلاء أن دعوة المفكر علي الشرفاء تمثّل مشروع فكري وتجديدي متجاوز لحدود الزمان والمكان، يستنهض العقل العربي المسلم نحو قراءة واعية ومباشرة للنص القرآني، دون وسائط أو فلاتر مذهبية .

الجدير بالذكر أن مجلة " كل خميس " يرأس مجلس تحريرها الكاتب والباحث محمد الشنتناوي، وهي مجلة فكرية تصدر بشكل أسبوعي عن مؤسسة رسالة السلام العالمية، وتهدف إلى دعم خطاب التجديد والإصلاح، وتعزيز قيم التنوير الديني والفكري، بالاعتماد على مرجعية قرآنية خالصة .

