على صفحات مجلة كل خميس .. علي الشرفاء يوقظ الضمير الإسلامي بـ سؤال صادم : أين المسلمون ؟
دعوة قرآنية لـ تصحيح المسار .. مقالات وحوارات تكشف التديّن المعشوش وتعيد العقل إلى مركز الدين

صدر اليوم العدد " 82 " من مجلة " كل خميس " ، الأسبوعية، الصادرة عن مؤسسة رسالة السلام، متضمِّنًا مجموعة من المقالات والدراسات الفكرية والتحليلية، يتصدرها مقال رئيسي للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بعنوان : " أين المسلمون ؟ " .

في مقاله، يوجه الشرفاء الحمادي تساؤلاً وجودياً حادّاً حول واقع المسلمين اليوم، متسائلًا عمّا إذا كانوا لا يزالون أتباعاً صادقين لرسالة الله، أم أنهم وقعوا أسرى للمذاهب والروايات التي أبعدتهم عن جوهر الإسلام ومنهجه القرآني ، ويحمّل المقال الجماعات والمجتمعات مسؤولية الانفصال بين الشكل والمضمون في التدين، محذراً من الهجر العملي للقرآن، والاستعاضة عن التشريع الإلهي بتفسيرات بشرية متناقضة، في مخالفة مباشرة لقوله تعالى: " اتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء " - صدق الله العظيم .

ويؤكد علي الشرفاء في مقاله أن انقسام المسلمين إلى طوائف ومذاهب، وتقديس الروايات والأشخاص قد أوقع الأمة في نوع من الشرك العملي، وفق تعبيره، واصفاً هذه الحالة بما ورد في القرآن عن الذين بقوله سبحانه وتعالي : " فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا " - صدق الله العظيم .

ويتضمن العدد محوراً حوارياً بعنوان " ما قلَّ ودلَّ في منهجية الشرفاء " يستعرض فيه فريق تحرير المجلة أبرز ملامح المقال، محللين أبعاده الفكرية والإصلاحية، ومتسائلين عن مشروعية هذا الخطاب الجريء، وأثره في تحميل المسلم مسؤوليته الدينية بعيدًا عن التلقين المذهبي والخطاب التقليدي.

ويبرز الحوار أن منهج علي الشرفاء يرتكز على مرجعية قرآنية خالصة، تدعو إلى تحرير العقل من الخرافة، وإعادة الاعتبار لمعيار التقوى والعمل الصالح، استنادًا إلى قوله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " - صدق الله العظيم .

كما يتضمن العدد تحليلاً إجتماعياً لظاهرة " التدين المغشوش " ويعالج الفجوة القائمة بين الشعائر الشكلية والسلوك المجتمعي، من خلال تقارير ودراسات تشير إلى تناقض سلوكيات الغش والرشوة والعنف مع القيم التي يدّعي البعض تمثيلها دينيّاً في وقت يربط فيه القرآن بين الإيمان والعمل الصالح في أكثر من خمسين موضعاً .

ويشارك في العدد نخبة من المفكرين والباحثين بمقالات تتقاطع مع الطرح الإصلاحي الذي يتبناه الشرفاء الحمادي ومن بين أبرز هذه المقالات : مقال " الفرقة المذهبية كجريمة فكرية في حق الإسلام”، تؤكد أن الانقسام الطائفي نتاج بشري لا يمت للقرآن بصلة .

ومقال " الإسلام بين الإقناع والإكراه " ، يشيد برؤية الشرفاء في رفض الإكراه الديني، والدعوة إلى الحكمة والموعظة الحسنة ، ومقال " أتباع الرسول أم أتباع الرواية؟ " ، ويناقش أزمة تقديم الروايات على القرآن، ويؤيد موقف الشرفاء في العودة إلى النص القرآني الصافي.
الجدير بالذكر أن رئاسة تحرير المجلة يتولاها الكاتب والباحث محمد الشنتناوي، وتوزّع المجلة بشكل أسبوعي، وتهدف إلى دعم الخطاب الإصلاحي القرآني وتعزيز التفكير النقدي في المجتمعات الإسلامية .