علي الشرفاء الحمادي يكتب : النداء الأخير .. هل ننجو بالقرآن أم نهوي مع أعوان الشيطان ؟

عندما تتهاوي القيم، وتتوه العقول عن نور القرآن، تصبح الضرورة ملحة للتمسّك بآيات الله وقرآنه الكريم والا نسقط كما سقطت أمتنا الإسلامية في هاوية الضلال مع أعوان الشيطان ، لقد خان من تسمّوا بالمسلمين عهدهم، وهجروا التشريع الإلهي، فحلّت الفتن، وسُفكت الدماء، وسُيّر القرار العربي بمؤامرات قذرة، والسبب : " غياب القرآن عن حياتهم، وتقديس البشر بدلًا من اتباع الوحي " .
1- النداء الأخير للإنسان قبل أن يحين موعد الرحيل : إما أن ينجو بتمسّكه بآيات القرآن، أو يهوي إلى قاع الجحيم مع أعوان الشيطان.
2- أتباع الرسول : نقضوا العهد مع الله والرسول، وهجروا تشريعات وأحكام القرآن، وانساقوا كالأنعام وراء دعاة الفسق والضلال.
3- مؤامرة اليهود: بالانتقام من الرسول عليه السلام، وتغييب العقول عن القرآن بالروايات الإسرائيلية لتحل محل الآيات، محاولة للتغطية على الاتهامات التي سردها القرآن بما ارتكبه اليهود من جرائم ضد الأنبياء وقتلهم، وسرقتهم أموال الناس، ومحاولاتهم استباحة حقوق الإنسان، وتعرية أخلاقهم وخبائثهم .
ولذلك استخدموا كل الوسائل المنعدمة الضمير والأخلاق لتشويه رسالة الإسلام، وما تدعو إليه من مساواة بين الناس، والتعامل بينهم بالرحمة والإحسان، واحترام حقوق الإنسان، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، وقتل الأبرياء، وارتكاب المجازر ضد العجائز والأطفال. وهدفهم الاستيلاء على السلطة لتسخير الناس عبيداً لخدمتهم.
وللأسف، بلع الطعم من تسمّوا بالمسلمين، وهجروا كتاب الله وقرآنه، وتخلوا عن تشريعاته ومنهاجه، فأصبحوا في مهب الريح، تتقاذفهم الأهواء والأنانية والنفس الأمارة بالسوء، التي نشرت الفتن، وتسببت في الحروب بينهم، وسفكوا الدماء البريئة قرباناً لبني إسرائيل.
وسيطروا بمؤامراتهم القذرة على القرار العربي، وتحقّق لهم الاستسلام الكامل من العرب، الذين تخلوا عن عزتهم ومكانتهم لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، بالرغم من مخاطبة الله لهم بقوله سبحانه: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
ولو اتبع العرب ما بلغهم رسول الله عليه السلام من إرشادات وتوجيهات وتشريعات، لأصبحت الأمم تتنافس للاسترشاد بتجربة العرب الإسلامية. ولكن للأسف، هجروا مرجعية الإسلام، القرآن الكريم، وتاهوا في ظلمات الضلال، والشرك بالله، بتقديس أتباع الرسول، ولم يستمسكوا بهدي الله في آياته ومنهاجه، الذي يدعو الناس ليتخذوا صفات الأنبياء في حياتهم الدنيوية .