علي الشرفاء الحمادي بكتب : الزكاة في النص القرآني .. عدالة غائبة وتكليف مشوّه

نصاب الزكاة ورد في التشريع الإلهي في القرآن الكريم، والنسبة التي أقرها الفقهاء السابقون ليس لها سند من التشريع الإلهي، وليس لديهم دليل، علماً بأن التشريع الإلهي حدد النصاب بحكمة الله سبحانه التي تحقق الهدف من الزكاة، وتؤسس للتكافل الاجتماعي، وتحقق التقارب بين طبقات المجتمع، لتزول الأحقاد والحسد والطمع في مال الغير وارتكاب الجرائم في المجتمع.
فالنصاب القرآني يحقق وفرة في المال المبارك، ويحقق حكمة الله من فرض الزكاة، التي لا تدركها العقول والأفهام ، ألا يستحي الإنسان إن كان مسلماً حقاً؟! يمنحه الله الحياة والرزق، ويحقق له المكاسب، فالمال مال الله، والإنسان خلق الله، والحياة بكل ما يملكه الإنسان ملك لله.
وحينما يطلب الله من الغني قرضاً بنسبة عشرون في المائة من صافي المكاسب، يستكثر على الله، بالرغم أن الله سبحانه يعد الإنسان بأنه سيضاعف له ما خصصه لحق الزكاة أضعافاً مضاعفة.
هل في جحود لحق الله مثل جحود الإنسان؟! يتناسى ما تفضل عليه الله من نعمه، ويتردد في الوفاء بحق الله للفقراء والمساكين والمحتاجين ومن في حكمهم، وما بينه الله من المنافع التي تتحقق لمن يؤدي الزكاة:
• تطهير النفس وتحريرها من عبودية المال
• تحقيق الأمن في المجتمع
• تحقيق التقارب بين الطبقات العليا والفقيرة
الذي جعل الله لهم حقاً معلوماً بنسبة عشرون في المائة يلتزم بتأديته الأغنياء.
كيف تجرؤوا على التكبر على الله ونكران حق الله في ماله الذي استخلف عليه الإنسان؟!
كم من الثروات تركها الإنسان بعد موته، وكم من الأغنياء أفلسوا وأصبحوا من الفقراء!
هل لو كانوا يؤدون حق الله الذي يحفظ مالهم وينميه بفضله، مستحيل أن يحدث؟!
فوعد الله بمضاعفة القرض الذي طلبه الله من الإنسان يحميه من الخسارة، باستمرار تدفق الأرباح، تحقيقاً لوعد الله.
فاستيقظوا أيها الناس!
ولن أقول: “أيها المسلمون”، فلو كنا مسلمين لأطعنا الله وتسابقنا للخيرات، حينها يتحول مجتمع المسلمين كأنهم يعيشون في جنات النعيم.
وقد حذر الله سبحانه الناس بقوله: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير) .. آل عمران (26) .
فاعتبروا يا أولي الأبصار.