اهم الاخبار
الأربعاء 09 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أسامة إبراهيم يكتب: رسالة الإسلام في مواجهة ظاهرة العنف

الوكالة نيوز

في السنوات الأخيرة، اجتاحت المجتمعات العربية وغيرها من المجتمعات، موجات عنف متتالية ومدمرة بشكل قد يؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار مجتمعاتنا، وينذر بتفتتها وتشرذمها على أسس مجتمعية، وأحياناً مذهبية، وعرقية.

أياً ما كان الأمر، فإن ظاهرة العنف المستشري تمس جميع الشرائح الاجتماعية على حدٍ سواء، لأسباب متنوعة ومتباينة، إلى الحد الذي صار معه العنف وسيلة بعض الناس لحل مشكلاتهم مع الآخرين، مع ما ينجم عن ذلك من خسائر بشرية ومادية، وهي مؤشرات في جملتها تكشف أن العنف صار عقبة أمام بناء السلم المجتمعي، والمجتمع الآمن المتصالح.

لكن من باب الإنصاف والموضوعية، نؤكد في الوقت ذاته على أن العنف ظاهرة عالمية لا تنتمي لمجتمع معين أو حضارة بذاتها، فبالإضافة إلى التربية والتعليم، نجد الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية تزخر بمشاهد العنف الصارخ التي يتم بثها على نطاق واسع على شاشات التلفزيون ودور السينما.

ما الحل؟

هذا الحل نجده بوضوح وإيجاز في أحد مؤلفات المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، وبالتحديد في كتاب بعنوان “رسالة الإسلام رحمة وعدل وحرية وسلام”، حيث يؤكد الشرفاء في مستهل كتابه القيم أن رسالةَ الإسلامِ، التي بعثَ بها اللهُ سُبحانَهُ وتَعَالى رسولهَ محمداً صلى الله عليه وسلم، يحمِلُها في كتابٍ كريمٍ، لِيَهْدِيَ الناسَ كافةً، سَبيلَ الخيرِ والصَلاحِ، وليُخرجَهم من الظُلماتِ إلى النورِ.

وفي موضع آخر من الكتاب، يوضح الأستاذ علي الشرفاء أن المولى عز وجل جَعلَ الناسَ شعوباً مختلفةً وقبائلَ متعددةً، لا ميزةَ لإحداها على أخرى، حيث يتطلبُ هذا التعدّدُ والاختلافُ في الأَعرافِ البشريةِ، التعارفَ بينهم وتعلّمَ لغةِ كلٍّ منهم، ليتعاونوا فيما يُحقّق لهم الخيرَ والأمانَ والتقاربَ، من خلالِ التبادلِ التجاري والتعاونِ الاقتصادي والصناعي والزياراتِ السِياحِية والاستطلاعِية، للتعرّف على ثقافاتِ الشعوبِ وتبادلِ العلومِ والمعرفةِ الإنسانيةِ لجميع خلقهِ، وهو وحدَه سُبحانَهُ من يحكمُ على أعمَالِهم ويُميّزُ من يعملُ صالحاً أو طالحاً، فلا ميزةَ لأي إنسانٍ على آخرَ، إلا بما يقدّمهُ من عملٍ صالحٍ لنفسهِ، ولمجتمعهِ.

كما يتضمن هذا الكتاب المهم العديد من المقالات والأطروحات التي تخلص إلى أن رسالة الإسلام تدعو إلى الرحمة والعدل والحرية والمساواة، والحقيقة أن مجتمعاتنا العربية في أشد الحاجة إلى أن تتضمن هذه القيم الدينية والإنسانية الشاملة في مناهجنا التعليمية في مختلف المراحل، وأن تضع في أولوياتها المبادئ الأساسية التي يدعو إليها القرآن الكريم من الرحمة والعدل والتسامح والمحبة.

وبهذه المناسبة، نشير إلى ما تقوم به مؤسسة رسالة السلام العالمية من جهود طيبة ودؤوبة في نشر ثقافة السلام والتسامح والمحبة من خلال أنشطتها المتنوعة في كافة مجالات التوعية والتنوير، وهو ما يسهم في الجهود المبذولة للتصدي لظاهرة العنف والعمل على نشر ثقافة التسامح والمحبة والتآخي.

وهي في جملتها مهام لا تقتصر على مؤسسة معينة، أو فرد، أو دولة أو عرق بعينه، وإنما تقع مهمة مناهضة العنف والتصدي له على عاتق المجتمع بكامله، من خلال تكاتف المجتمع وتكافله ومشاركة جميع مؤسساته المعنية، وفي المقدمة منها المدارس والجامعات والأندية ومراكز الشباب ومؤسسات التنشئة الاجتماعية كافة، لمواجهة هذا العنف بكل أنماطه، والحد من انتشاره، وتجفيف منابعه ومصادره، وتقليص آثاره إلى الحدود الدنيا، من أجل الأمن والاستقرار والتقدم.

كاتب المقال: كاتب صحفي وإعلامي وعضو مجلس أمناء مؤسسة رسالة السلام