اهم الاخبار
الأربعاء 09 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

نداء أخير للإنسان قبل ان تقلع طائرة الدنيا : إما أن تنجو بـ القرآن أو تهوي مع أعوان الشيطان

مشروع فكري لـ علي الشرفاء : الأمة أدارت ظهرها لـ وعد الله .. وانساقت جهلاً وراء سراب أهل الفسق والضلال

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

في الوقت الذي تتكالب فيه الفتن علي دين الله الاسلام .. يظلّ القرآن الكريم ملاذ آمن ووعد إلهي صادق .. يظل نبراساً لا يخفت نوره مهما تراكمت سحب الغفلة والظلام.. إنه كتاب الله الذي بقي وسيبقي طاهراً لم يمسسه سوء ولا تحريف .. و .. و لم تنل منه خرافات وتأويل أهل البشر .. سيبقي كلام الله خالداً ومنبعاُ للنور ونداءً  للرحمة رغم ضجيج الماديات وزيف الشعارات .

فـ ما بال القلوب التي هجرت هذا الكتاب ؟ .. ما الذي أغشاها عن الحق وقد بدا نوره كـ وميض برقٍ يشق ظلمة الليل الكثيف ؟ .. يبدو إنه صراعٌ أزليّ سيظل محتدماً .. صراع بين صوت الفطرة الذي يدعونا للحياة الطيبة .. وبين همسات شيطان خفية تسحب الإنسان إلى هاوية الشرك والهلاك .. الأمر الذي جعل أمة الإسلام كلها تقف أمام مفترق طريق .. ليس بين الخير والشر فحسب بل أمام مفترق لـ مصيرٍ أبدي .. " إما جنة عرضها السماوات والأرض وإما جحيمٌ ونار لا تبقي ولا تذر  " .

نعم انه امتحان كوني تتكشّف فيه النوايا وتُختبر فيه الإرادات .. فـ هل يختار الإنسان أن يصغي لـ نداء الرحمن ؟ .. أم ينقاد خلف وساوس الشيطان وسراب الشهوات ؟ .. هنا تبدأ معركة الإنسان الكبرى .. معركة لا مجال فيها للحياد .. ولا مهرب من تبعات اتخاذ القرار .

و بهذا الوعي العميق ينطلق المشروع الفكري والتنويري لـ المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .. مشروع يقرع فيه الأبواب .. ثم .. ثم يطلق صافرة الإنذار الأخيرة لـ أمة تسير مسرعة نحو هاوية الانهيار .. أمة أدارت ظهرها لـ وعد الله وانساقت جهلاً خلف غواية الشيطان وسراب أهل الفسق والضلال .

" المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي .. ومضات علي الطريق .. يوميات بين الروايات والآيات .. الله أنزل أحسن الحديث .. المنهاج الالهي .. الطلاق يهدد أمن المجتمع " .. جميعها جزء من كل .. جميعها اسماء لـ كتب ومؤلفات تجسد جانب من مشروع فكري يريد لـ هذه الامة كل الخير .. و .. وكل الصلاح .

إذ يرسم علي الشرفاء في جوانب من هذا المشروع الفكري .. مشهداً كونياً مهيباً للصراع الأبدي بين الإنسان والشيطان .. مشهد لا يغتاظ فيه الشيطان من ذنوب البشر بقدر ما يغتاظ من تكريم الله للبشر .. فـ كيف يُسجد لـ آدم الذي خلقه الله من طين بينما هو الذي خُلق من نار ؟ .

من هنا بدأت ملحمة الغواية .. وتحوّلت إلى مخطط شيطانيّ محكم ضد الإنسان .. إذ يقول الله سبحانه وتعالي : " ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ " .. صدق الله العظيم .. وهذه الآية الكريمة ليست مجرد نصّ قرآني .. إنها خارطة حربٍ روحية تُخاض كل يوم ضد الإنسان .. كي تغرية وتغويه وتأخذه الي حيث لا يعود .

انها نبرة الموقظ للناس من الغفلة : " الله حذّركم فماذا تنتظرون ؟ " .. لذا نجد مشروع مؤسسة " رسالة السلام " الذي غرس فسيلته علي الشرفاء .. يرسم للناس طريقان لا ثالث لهما " طريق الجحيم أو جنة النعيم " .. إذ ينتقل الحمادي بـ خطوات رصينة إلى تحليل الواقع .. كاشفاً عن خيارٍ كارثيّ اتخذه كثير من البشر .. ألا وهو خيار اتباع الشهوات والغرق في ملذات الدنيا واللهث خلف جشعها وزخرفها الزائل .

حتي سادت فينا الكآبة .. وغلب علينا الضنك .. ثم .. ثم تمكن منا الخوف والقلق .. وذاك نتيجة حتمية للانفصال عن مصدر النور وهجر " القرآن الكريم .

وفي قلب هذا السواد .. يفتح الشرفاء خلال رسالته التنويرية نافذة من نور لـ كل من صانوا فطرتهم وحفظوا عهدهم مع الله .. نافذة تبشر الناس بـ أن هناك وعدٌ إلهي لا يخيب أبداً ..  إلا وهو وعد الله الذي يقول في محكم التنزيل " وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا " .. صدق الله العظيم .. وهنا يبرز الفارق الهائل بين من " سيق إلى الجنة " .. و من " سيق إلى جهنم "  .. جملتان مصيريتان بينهما حياة أو موت .. و بينهما رحمةٌ أو لعنة أبدية لا تنتهي .

نعم انها رسالة صدق الي الإنسان .. رسالة في مشروع فكري عقلاني .. رسالة تقوله له : " أنت من تكتب المصير  .. و انت من يختار بين الجنة والنار " .. رسالة تؤكد أننا لسنا أمام مشروعاً للترف .. بل مشروعاً يحمل نفحات إيمانية من قلب يشتعل حرصاً على مصير الإنسان .. رسالة تخاطب فيه الغفلة وتقول له : استيقظ قبل أن تُغلق أبواب الرحمة وتُفتح عليك أبواب العذاب .. أستيقظ فـ القرار الان بيدك .. والخيار واضح .. " إما أن تسلك طريق النور فتصل إلى الطمأنينة والجنة .. أو تختار الغواية فـ تهوي إلى جحيم لا يلين " .

.. و .. و  يبقي سؤال أبدي حائر بين الناس : يا بن آدم .. أيّ الطريقين ستختار ؟ .. سؤال ليس للقراءة فقط بل للجواب العاجل .. فـ الوقت لا ينتظر يا إنسان !! .

اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد