اهم الاخبار
الأحد 06 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مجلة الخليج 316 .. تشعل جذوة الوعي وتصنع الفارق في وجه التطرف والصمت

عدد يسائل الحاضر ويؤسس للمستقبل .. يرسم خارطة سلام لمجتمع بلا تطرف ويواجه الجهل والتهميش

غلاف مجلة الخليج
غلاف مجلة الخليج

صدر مؤخراً العدد الجديد " رقم 316 " من صحيفة " الخليج " والتي تصدر من موريتانيا، وتُعنى بالشأن الفكري والسياسي والاجتماعي، حيث تضمن هذا العدد مجموعة من المواد الصحفية والتحليلات والمقالات الفكرية التي تسلط الضوء على قضايا محورية تمسّ واقع المواطن الموريتاني والعربي، وتعكس تطورات المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة .

في واجهة العدد، تصدّر مقال فكري عميق للمفكر العربي المعروف علي الشرفاء الحمادي، تحت عنوان : " التكافل الاجتماعي في نور التشريع الإلهي .. فريضة لا فضل " ، وفيه تناول الكاتب مفهوم التكافل من زاوية قرآنية وتشريعية، مؤكداً أن التكافل ليس مجرد عمل تطوعي أو مبادرة فردية، بل هو واجب ديني ومجتمعي تفرضه نصوص التشريع الإلهي، باعتباره من أسس العدالة الاجتماعية ومنطلقًا لبناء مجتمعات متماسكة ومتعاونة .

المقال يعكس الخط الفكري الذي تنتهجه الجريدة في تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ قيم التضامن والتكامل، انطلاقاً من مرجعية معرفية تقوم على التفسير الموضوعي للنصوص الدينية، بعيداً عن الغلو أو التسييس.

في الشأن الوطني، أبرزت الصحيفة خبر إطلاق الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للمرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرق، وهو أحد المشاريع الكبرى الهادفة إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الأمن المائي في المناطق الشرقية من البلاد.

هذا المشروع يُعد امتداداً للاستراتيجية التنموية التي تتبناها الحكومة، والتي تركز على تقليص الفوارق الجهوية، وتحقيق تنمية مستدامة تراعي حاجات السكان في المناطق النائية.

الجريدة تناولت أبعاد المشروع من زوايا متعددة، منها البعد الاجتماعي والاقتصادي، وأهمية تعزيز الخدمات الأساسية في المناطق التي عانت طويلاً من التهميش التنموي.

في افتتاحية العدد، التي كتبها الإعلامي حي حسن معاوية، جاء العنوان معبّرًا عن جوهر الرسالة التي تحملها الصحيفة: " الارتقاء بفكر الشرفاء .. رافعة للمجتمع ووسيلة لتحقيق المساواة " ، وجاء في الافتتاحية تحليل معمّق لأفكار المفكر علي الشرفاء، وخصوصاً رؤيته حول العدالة الاجتماعية، وحرية الفكر، ومواجهة الفكر المتطرف عبر نشر قيم الوسطية والانفتاح.

الكاتب يرى أن الفكر المستنير يمكن أن يكون أداة لإصلاح الواقع، وأن الصحافة الفكرية الواعية يجب أن تلعب دوراً مركزياً في إعادة تشكيل الوعي الجماعي للمجتمع.

ومن الموضوعات المهمة أيضاً، تناول العدد تحركًا جديدًا لـ مؤسسة السلام، التي أطلقت مبادرة فكرية موسعة تهدف إلى بناء خطاب بديل في مواجهة التطرف الفكري والديني، من خلال توسيع دائرة الحوار بين التيارات الفكرية، وتعزيز مفاهيم التسامح والتعددية ، المبادرة جاءت استجابة للظروف الراهنة التي تشهد فيها بعض المجتمعات العربية تصاعدًا للخطاب المتشدد، وغيابًا لبدائل فكرية واضحة تنبع من داخل المجتمعات ذاتها وتستند إلى قراءات عقلانية للنصوص والمفاهيم الدينية.

العدد تضمن أيضاً مجموعة من المقالات والتقارير والحوارات، التي غطت مواضيع متنوعة بينها : " تحليلات سياسية للوضع الإقليمي ، قضايا الشباب والتعليم في موريتانيا ، مقاربات ثقافية حول الهوية والدين ، و مساهمات فكرية لعدد من الكُتّاب العرب " .

الصفحات الداخلية حفلت بمواد مكتوبة بلغة رصينة، ومنهج تحليلي واضح، ما يعزز من مكانة “الخليج” كمنبر إعلامي يعكس تطلعات المواطن ويطرح بدائل فكرية تتسم بالعمق والاتزان .