" ومضات علي الطريق " .. رسالة وعي في دهاليز الخوف .. وصرخة مدوية تقتلع جذور الوهم
- علي الشرفاء: الأمة تعيش نكسة وجودية خمد صوت الحق وانكسرت عزيمة الرجال .. سرقوا التاريخ وباعوا الهوية بأبخس الأثمان

لا ريب فقد إختلطت الحقائق بالضجيج .. ثم .. ثم تحول الوعي إلى رفاهية مفقودة .. تاهت أمة العرب والإسلام في زحام الكلام .. غاب عنها صوت العقل الرشيد الذي يشق الصمت ويوقظ الأرواح من غفلتها الثقيلة .. كم هي أحوج الأن إلي دعوة صادقة تحررها من قيود الخوف ..إلي نداء صادق يعيد الاعتبار للعقل .. ويستنهض الضمير من تحت ركام التزييف .. أحوج لـ صوت صارخ يرسم الطريق لا للنجاة فقط .. بل للانتصار على كل ما سُرق منها في لحظات الغفلة .
- رسالة وعي في دهاليز الخوف
.. و .. و هنا يظهر كتاب " ومضات على الطريق " بـ أجزائه الـ 7 للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .. فهو ليس مجرد كتاب عابر بل موسوعة تدخل بنا في محراب فكر مشتعل .. توقظ الضمير وتهزّ في الأعماق كل ما غاب عنها وخَفَت .. إنه رسالة وعي في دهاليز الخوف العربي .. إنه صرخة مدوية تقتلع منك جذور الوهم .. مفرداته لا تُقرأ فقط بل تُلهب .. وأفكاره لا تُروى فقط بل تُرتشف كالشرارة الأولى في معركة الوعي .
- التحرر من جدران الرهبة
هنا في موسوعة " ومضات علي الطريق " لا مكان للحياد .. ولا مسافة بين العقل والقلب .. فكل سطر فيها سهم .. وكل فكرة برق .. وكل ومضة زلزال يهز الصمت العربي الطويل .. علي الشرفاء الحمادي يغزل حروفه من واقع عربيٍّ مأزوم .. يسأل فيه العقل قبل العاطفة .. ويستنهض الضمير العربي من غفوته الثقيلة .. فالكتاب ليس مجرد قراءة بل صدمة فكرية توقظ من غفلة الخوف .. وتحثّ على التحرر من جدران الرهبة التي طوقت الإنسان العربي من الداخل .. حتى سكن الخنوع جوفه وبات أشبه بـ جلد ملتصق لا يُنتزع .
.. متى يخلع العرب لباس الخوف ؟ .. هكذا يتساءل علي الشرفاء .. وهو هنا لا يريد أن يطرح مجرد سؤال بلاغي .. بل يريد أن يكسر صمتاً مدوّياً طال أمده .. فهو يرى أن الخوف تسلّل إلينا من الخارج ليستقرّ في الأعماق .. وأن الخلاص يبدأ عندما يتيقّن الإنسان العربي بأن الحياة والموت لا يقررهما عدو ولا طاغية .. بل هي إرادة الله سبحانه وتعالي وحده لا غيره .. مستشهدا بقوله عز وجل في محكم تنزيله : " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا " .. صدق الله العظيم .. هكذا يوجّه الله عباده إلى الإيمان الشجاع لا إلي الجُبن والإذعان .
- تضافر إرادة الشعوب مع إرادة الحُكّام
الشرفاء الحمادي يُقدّم في موسوعته الفكرية معادلة واضحة ألا وهي : " الإيمان الراسخ بين إرادة الشعوب وتضافرها مع إرادة الحُكّام " .. تلك المعادلة قادرة على اقتلاع جذور الخوف من الوجدان العربي .. إذ ينظر علي الشرفاء إلي ما يحدث فوق الأرض العربية من بغي وطغيان واحتلال وانتهاك للسيادة من قِبل أعتى قوة عسكرية في العالم .. ويؤكد علي أن مواجهتها لا تُصنع بالسلاح فقط .. بل بالعقيدة وبالوعي وبالإرادة الحرة التي لا تُقهر .
- الإعلام ومسؤولية التجهيل
" الإعلام ومسؤولية التجهيل " .. إذ يُحمّل الحمادي الإعلام العربي جزءاً ثقيلاً من المسؤولية .. لأنه لم يكن في معظمه صوتاً للناس .. بل بوقاً للعدو .. إعلامٌ مُملى عليه .. تحوّل إلى أداة تعتيم بدل أن يكون وسيلة تنوير .. فأغرق الناس في التبعية .. وساهم في تكريس الخوف والتردد .. حتي سقط الإنسان العربي في متاهات الخوف وغياب الوعي .. وهنا يسلّط الحمادي في موسوعته الفكرية الضوء على حالة التوهان الجماعي التي يعيشها المواطن العربي .. حين يُقذف في دوامة إعلامية وسياسية واقتصادية تشلّ قدرته على التفكير .. وتحوّله إلى مجرد متلقٍّ لا فاعل .. عاجز عن الفهم مُنهك من التحليل .. لا يرى الواقع إلا ضباباً فيخاف ويتقهقر ويستسلم .. وحين تجتمع المتاهة مع الشلل .. ينشأ الفراغ الذي يجد فيه الطامعون ضالتهم .. فينهبون .. ويخربون .. ويقتسمون خيرات الأوطان كما تُقتسم الغنائم بين المنتصرين .
- غياب العقل وانفصاله عن الواقع
لتكون النتيجة .. فراغٌ فكريٌّ .. ونكسةٌ وجودية .. وهذا أخطر ما يشير إليه علي الشرفاء في كتابه .. وهو غياب العقل وانفصاله عن الواقع .. هذا الانفصال الذي فتح الباب واسعاً أمام القوى الطامعة .. لتنهب وتُفسد وتدوس على القيم .. فلا ثروات بقيت .. ولا سيادات حفظت .. حتى التاريخ نفسه تُرك للسرقة .. والهوية باتت سلعة تُباع وتشتري بـ أبخس الأثمان .
.. و .. و رغم سوداوية المشهد .. فإن بصيص الأمل لا يغيب عن صفحات " ومضات على الطريق " .. فالشرفاء يدرك أنّ الخوف رغم أنه شعور إنساني .. إلا أنه يمكن ترويضه .. بل تحويله إلى طاقة تحرّك لا قيدٍ يُكبّل .. فقط حين يُعاد الاعتبار للعقل وللوعي وللإيمان الذي لا يُستخدم كذريعة للهروب .. بل كدافع للبقاء والنهوض .
- معركة بين النور والظلام
إنه كتاب لا يُقرأ بعين واحدة .. بل يجب أن يُقرأ بعقلٍ وقلبٍ وروح .. ففي كل ومضة رسالة .. وفي كل سطر نبض .. والمتصفح لسلسلة تلك الموسوعة الفكرية يدرك انها تتحدث عن معركة مصير .. معركة بين النور والظلام .. بين الوعي والتضليل .. بين العقل المغيَّب والحقيقة المسجونة .. سبعة أجزاء ليست مجرد أوراق .. بل سيوف فكرية مسلطة على جبين الزيف .. كلماتها تُشعل شرارة الصحوة في زمن خمدت فيه أصوات الحق وانكسرت فيه عزائم الرجال .
نعم .. في كل جزء من هذه الموسوعة الثائرة .. يقتحم علي الشرفاء جدران العتمة .. ويفكك أصنام التقليد .. ويصهل بالحق كما يصهل الفجر في وجه الليل البهيم .. يصرخ فينا : آن الأوان لنعيد اكتشاف رسالة الإسلام .. بعيداً عن سجن الكراهية ودهاليز التسييس .. لنعود إلى القرآن الكريم ومنبعه الصافي .. ليكون دستوراً للتحرر لا أداةً للوصاية .
- رسائل تنوير تُميط الأذي عن العقول
" ومضات على الطريق " ليست دعوة للنقاش .. بل نداء للانتفاض على كل ما شوّه فكر الأمة وسرق إنسانيتها .. دعوة للتحرر من قيود الخوف و من وهم القداسة المزيفة .. ومن عتمة الخطاب الذي قتل العقول وسجن القلوب في زنزانة التبعية .
أكرر وأكرر وأكرر .. إنها ليست كتباُ تُقرأ بل رسائل تنوير تُميط الأذي عن العقول .. وترفع الإنسان من رماد التيه إلى عنفوان الوعي .. وتعيد تشكيله إنساناُ حراً .. مؤمناُ .. مسؤولاُ .. لا تجره الشعارات .. بل تحرّكه البصيرة .. ففي كل ومضة من تلك الموسوعة الفكرية قبس من اللهيب .. وفي كل سطر خنجر في قلب الجهل .. وفي كل فكرة وعد بقيام الإنسان من ركام الانكسار .. إنها زلازل فكرية تمحو الأرض تحت أقدام التزييف لتبني على أنقاضها صرحاُ من الوعي النقي .. حيث لا مكان للعبودية ولا وجود للخرافة .. فقط عقل حي وإيمان خالص .. وضمير يقظ لا ينام.
- قنابل فكرية تفجّر جدران الصمت
فإن كنت تبحث عن الخلاص من الجهل .. عن النور بعد العتمة .. عن الطريق حين تتوه بك السبل .. فهذه الومضات ليست مجرد دليل .. بل نار ونور يقودك إلى الحياة .. هكذا تمضي " ومضات على الطريق " .. لا ككلمات بل كقنابل فكرية تفجّر جدران الصمت .. وتزرع في الوجدان بذور النور بعد عصور من العتمة .. فهي ليست نهاية كتاب بل بداية ثورة .. ليست ختام رحلة بل انطلاقة نحو وعي لا يُساوم وإيمان لا يُقهَر .. وكرامة لا تُباع .. فمن يشعل عقله بهذه الومضات لا يعود كما كان بل يولد من جديد .. حرّاً واعياً .. منتفضاً على كل ما كبّل قلبه وقيّد ضميره وأخرسه عن الحق طويلاً .. فلتكن هذه الصفحات مشعلاً ولتكن أنت الشرارة .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد