اهم الاخبار
الجمعة 02 مايو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

من جذور التراث تنمو الأجيال .. ومن قلب الطفولة تنبض روح الإمارات | صور

أم الإمارات تزرع بذور الانتماء وترويها بثقافة الوطن .. جعلت من التراث روحًا تنبض في برامج الطفولة

من قلب الطفولة تنبض
من قلب الطفولة تنبض روح الإمارات
  • الريم الفلاسي حارسة الهوية وأمينة الطفولة : جيل يعرف تاريخه يبني مستقبله بثقة .. ومن يعرف ثقافته لا تهزّه رياح العولمة

" الهوية تراث .. والثقافة حياة " .. شعار يتردد صداه بقوه هذا العام في أرجاء دولة الإمارات .. مع إطلاق المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك " أم الإمارات " رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية .. لاحتفالية يوم الطفل الإماراتي .. والتي تتجاوز كونها مناسبة سنوية .. لتتحوّل إلى منصة وطنية تُعبّر عن جوهر الانتماء وتُكرّس جذور الهوية في وجدان الأجيال القادمة.

فالهوية لم تعد خيار بل حقٌ يولد مع الطفل .. وركيزة تُصاغ بها ملامح المستقبل .. وفي قلب هذا الإيمان .. تقف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك " أم الإمارات " حارسةً للطفولة وراعيةً للهوية .. تزرع في كل طفل إماراتي بذور الانتماء وترويها بثقافة الوطن .. لقد جعلت من التراث روحًا تنبض في برامج الطفولة .. ومن اللغة العربية جسراً يعبر به الجيل إلى غدٍ واثق تحت قيادتها .. لم تعد الهوية مسألة تربوية فحسب .. بل مشروع وطني ينحت في وجدان الأطفال معنى الوطن .. ويصوغهم ليكونوا حماة للإرث وصنّاعًا لمستقبل لا ينسى جذوره .

" الحق في الهوية والثقافة الوطنية " .. لم يكن مجرد شعار اختير عشوائياً . بل هو إعلان واضح بأن الثقافة ليست ترفاً بل حق أصيل من حقوق الطفل .. وركيزة مركزية في تكوين شخصيته .. إنها اللغة التي ينتمي بها الطفل إلى تراب الوطن .. والموروث الذي يمنحه الثقة بنفسه .. والدرع الذي يحميه من الذوبان في ثقافات الغير .

هذا العام .. يتّخذ الاحتفال بُعداً أعمق وتجلياً أوضح .. حيث سيُكرّم المجلس أفضل المشاركات التي تُجسد هذا الحق في سبع فئات متميزة .. تجمع بين الإبداع والانتماء والتفاعل المجتمعي .. من " احتفالنا بهم .. فرحة لهم .. والتي تحتفي بأجمل المبادرات الاحتفالية .. إلى " صوت الطفولة .. صدى الإعلام " .. والتي تُكرم المحتوى الإعلامي الأكثر تأثيراً .. وصولاً إلى " لطفولتهم تتزين الإمارات " .. والتي تبرز الجانب الجمالي والاحتفالي من المناسبة .

أما الفئات المرتبطة بالشعار .. فتسبر أغوار الهوية بمبادرات غنية وملهمة .. مثل " جيل يروي تاريخه " .. والتي تشجع على إنتاج تطبيقات وألعاب تروي التاريخ بأسلوب محبب للأطفال .. وهوية إماراتية فخر أجيالنا .. التي تكرم أفضل المبادرات لترسيخ الهوية الوطنية .. ولا تغيب اللغة عن المشهد .. إذ تحضر بقوة من خلال فئة " بالعربية نبدع " .. لتغرس جمال الضاد في قلوب النشء .. بينما تربط " جسور بين الأجيال " الأطفال بكبار المواطنين في حوارٍ ثقافي يُعيد للتراث نبضه الحي .

ولأن الثقافة لا تُختزل في الفعاليات فحسب .. بل في القيم والتقاليد الحية .. يؤكد المجلس أن احترام هذا الحق يُعزز ثقة الطفل بذاته .. ويدعمه نفسياً وأكاديمياً واجتماعياً .. ويمنحه أدوات الانفتاح على العالم بثبات داخلي راسخ .. مستندًا إلى تاريخه وفخورًا بهويته ومتفاعلًا بإيجابية مع الثقافات الأخرى .
وفي هذا الإطار يطلق المجلس دليلاً شاملاً عبر موقعه الإلكتروني .. يوضح فيه كيف أن الانخراط في الأنشطة الثقافية يُقوي الروابط الأسرية .. ويغذي روح الطفل بالاعتزاز .. ويُنمي لديه احترام الآخر .. ويُهيئه لمستقبل أكثر وعياً وتنوعاً وتقبلاً.

ولم تكن دعوة المجلس للمشاركة مقتصرة على المؤسسات .. بل شاملة لكل فئات المجتمع : من الوزارات إلى الحضانات  .. من وسائل الإعلام إلى الجاليات المقيمة .. الكل مدعو ليكون جزءاً من هذا الحراك الوطني النبيل .. وليساهم في غرس القيم الثقافية في تربة الطفولة الغضة .. كي تنمو عليها أجيال إماراتية أصيلة .. فخورة ومبدعة ومتمسكة بهويتها .

وإيماناً بدور الإعلام والفنون والموسيقى والحرف اليدوية .. يدعو المجلس إلى تعزيز الأنشطة اللاصفية .. وفتح المكتبات والمراكز الثقافية أمام الأطفال .. وتنظيم المهرجانات والمبادرات التي تدمج الترفيه بالمعرفة .. وتُحول التراث إلى تجربة حيّة يتفاعل معها الأطفال بشغف واعتزاز .
وتؤكد سعادة الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة .. أن الاحتفال هذا العام لا يتعلق بفعالية عابرة .. بل برسالة وطنية عميقة بان الثقافة هي قلب الهوية .. والطفل الذي يعرف ثقافته يعرف نفسه .. ويُحب وطنه .. ويصونه .. ويقوده نحو المستقبل .

إنها دعوة مفتوحة لكل الجهات لدعم هذا الحق العظيم .. أن ينشأ الطفل الإماراتي وهو يعرف من هو ؟ .. ومن أين أتى ؟ ولماذا يجب أن يفتخر بما لديه ؟ .. فبهذا الوعي نبني مجتمعات أكثر قوة .. وأطفالاً أكثر ثقة .. ووطنًا يمضي بخطى ثابتة نحو الغد .. دون أن ينسى جذوره .. أو يفرّط في أصالته .