اهم الاخبار
الأربعاء 24 ديسمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أخبار عاجلة

" رسالة السلام " واحة الفكر والإصلاح الديني .. تتربع على عرش مهرجان مدائن التراث | صور

المؤسسة تتحدى التطرف وتصنع حراك فكري في قلب التراث الموريتاني .. تخطف الأضواء علي مدار 5 أيام من الابهار

الوكالة نيوز

في سياق الحركية الثقافية والفكرية التي ميّزت النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان، برز جناح مؤسسة رسالة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية كأحد أكثر الأجنحة حضورًا وتأثيرًا في معرض وادان المصاحب للمهرجان، حيث شكّل على مدى خمسة أيام متتالية فضاءً نابضًا بالحوار والمعرفة، وعنوانًا لإقبال نوعي ومنقطع النظير من مختلف شرائح الزوار.

منذ اليوم الأول لافتتاح المعرض، استقطب جناح المؤسسة اهتمام الزوار بفضل غناه المعرفي وتنظيمه المحكم، وبما يحمله من معانى  فكرية تنسجم مع رمزية وادان التاريخية بوصفها حاضرة علمية ومركزًا للتبادل الثقافي عبر القرون. 

وقد أشرف على الجناح الأستاذ حي معاوية، ممثل المؤسسة في موريتانيا وغرب وشمال إفريقيا، بمشاركة فاعلة من عضو المؤسسة الأستاذ محمد ناجي الواثق، حيث حرصا على تقديم صورة متكاملة عن رسالة المؤسسة وأهدافها ومشروعها الإصلاحي.
 

وضم الجناح عرضًا واسعًا لعشرات العناوين الفكرية والبحثية، تتصدرها مؤلفات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، التي تعالج قضايا الإسلام المعاصر من زاوية مقاصدية إنسانية، وتؤسس لخطاب ديني إصلاحي يقوم على مركزية القيم القرآنية الجامعة، وفي مقدمتها العدل، والحرية، وكرامة الإنسان، ونبذ الغلو والتطرف، وترسيخ ثقافة السلم والتعايش والحوار.

وقد وجد هذا الطرح صدىً خاصًا لدى زوار الجناح، لما يتسم به من عمق علمي، ووضوح منهجي، وقدرة على مخاطبة أسئلة العصر وهموم الإنسان المعاصر.

وخلال أيام المهرجان الخمسة، عرف الجناح حركية دؤوبة لم تهدأ، حيث توافد عليه مسؤولون حكوميون، ودبلوماسيون، ومثقفون، وأدباء، وباحثون، وطلبة علم، إضافة إلى جمهور واسع من زوار المهرجان. ولم يقتصر الحضور على الاطلاع على المعروضات، بل تجاوزه إلى نقاشات فكرية معمقة حول قضايا تجديد الخطاب الديني، ودور الفكر في مواجهة التطرف، وأهمية إعادة الاعتبار للقيم الأخلاقية الجامعة في بناء السلم المجتمعي.

وفي هذا الإطار، بادرت مؤسسة رسالة السلام إلى توزيع مئات النسخ من الكتب على هامش المهرجان، في خطوة لقيت استحسانًا كبيرًا من النخب الثقافية المشاركة.

وقد شملت الكتب الموزعة عناوين فكرية ومعرفية تهدف إلى توسيع دائرة الاطلاع على مشروع رسالة السلام، وترسيخ الوعي بأهمية الإصلاح الديني القائم على الفهم المقاصدي للنصوص الشرعية، بعيدًا عن القراءات المنغلقة والاختزالية.


وقد عبّر عدد من المثقفين والأدباء عن إعجابهم بفكر الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، معتبرين أن مشروعه الإصلاحي يشكّل إضافة نوعية للنقاش الديني المعاصر، ويقدّم إجابات متوازنة لتحديات الواقع، من خلال قراءة واعية للنص، قريبة من روح الإسلام وجوهره الإنساني، ومنسجمة مع قيم العصر دون تفريط في الثوابت.
 

كما تحوّل جناح المؤسسة، خلال أيام المعرض، إلى منصة تواصل معرفي، حيث تعرّف الزوار على تاريخ المؤسسة، ورسالتها البحثية، وبرامجها العلمية، وإسهاماتها في نشر ثقافة السلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الدين، في انسجام تام مع البعد الحضاري لمدينة وادان، التي طالما شكّلت جسرًا بين الثقافات، وملتقى للعلماء والتجار والرحالة.
ويؤكد هذا الحضور اللافت لمؤسسة رسالة السلام في معرض وادان أن الكتاب ما يزال يحتفظ بدوره المركزي في صناعة الوعي، وأن الاستثمار في الفكر والمعرفة يظل رهانًا أساسيًا لحماية التراث الإنساني وتجديده، وربط الماضي العريق لمدن التاريخ، مثل وادان، بأسئلة الحاضر وآفاق المستقبل.
وهكذا، شكّلت مشاركة مؤسسة رسالة السلام في مهرجان مدائن التراث نموذجًا للحضور الثقافي المسؤول، وجسّدت التزام المؤسسة بالمشاركة الفاعلة في المحافل الفكرية الموريتانية، وسعيها المتواصل إلى الإسهام في إثراء المشهد الثقافي الوطني، وترسيخ خطاب ديني إصلاحي معتدل، يجعل من السلام والمعرفة ركيزتين أساسيتين لبناء الإنسان والمجتمع .