اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

مؤلفات علي الشرفاء مسمار في نعش الاحاديث المدسوسة.. رسائل جريئة للأمة النائمة| فيديو

كتاب ومفكرون يعيدون قراءتها.. ونشطاء السوشيال ميديا يسلطون عليها دوائر الضوء

الوكالة نيوز

مواجهة التجهيل والتسطيح واختزال الدين في العبادات.. رؤي تخلص الدين من فتنة الروايات

هجر القرآن واللهث وراء الروايات وانتشار التمذهب والتزلف للسلاطين والساسة.. فرق الأمة أشلاء

بدا جلياً أن كتابات ومؤلفات المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي،.. بدأت تكسر حواجز جامدة هيمنت على عقول البشر عقود طويلة.. بدا أنها وضعت مسماراً في نعش موروثات قديمة.. كانت أشبه بمقدسات لم يجرؤ أحدا على أن يمسها.. بدا أيضا أن فصول كتبه تحدث  صدى واسع النطاق في العديد من الأوساط الفكرية والثقافية.

- رسائل فكرية مستنيرة

كتاب ومفكرون يعيدون قراءة وعرض كتبه وآراءه.. نشطاء ورواد السوشيال ميديا يسلطون  دوائر من الضوء على رسائله للأئمة النائمة .. وانبرى الكثيرون منهم في استعراض مؤلفاته وتحليل آراءه .. وإعادة عرض ما سبق وكتب .

مسلطين بقع من النور على ما تحمله كتب الحمادي من رسائل فكرية مستنيرة .. تستهدف اجلاء الحقائق واستنهاض همم نائمة .. في امة أحوج لمن يبعث فيها نور الحياة .

- مواجهة التجهيل والتسطيح

ولعل القراءات التي سبق وقدمها الدكتور محمد رباني مدير الدكتوراه في كلية الطب بجامعة نواكشوط .. والدكتور شكري الميموني، مدير الدراسات الشرقية والعربية بجامعة رين حول مؤلفات وكتب علي الشرفاء الحمادي : " المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي " .. ومضات على الطريق " .. " رسالة الإسلام رحمة وعدل وحربة وسلام " .. " الزكاة صدقة وفرض حسن " .

خير دليل على مقاصد حميدة أراد الحمادي الطرق عليها .. ليفتح باب المعرفة امام أمة .. يُمارس عليها التجهيل والتسطيح منذ عقود ودهور .

- اختزال الدين في العبادات

قدم الدكتور رباني .. والدكتور الميموني .. رؤي وقراءات عميقة الأثر حول ما تضمنته تلك الكتب من أسباب اختزال الدين في العبادات .. وكيفية حدوث ذلك ؟!

مؤكدين علي ان أمتنا الإسلامية أمة لديها كل مقومات النجاح .. فهى أمة يجمعها كتاب واحد .. ونبى واحد .. وتؤمن بإله واحد .. وتلك  مقومات كافية لتوحيد الكلمة ورص الصفوف .. والتعاضد .

متسائلين : من أين جاء الخلل ؟ .. وإلى متى يظل حالنا هكذا ؟ .. ما سبب كل ما ابتلينا فيه ؟ .. هل الخطاب الدينى سبباً أم الخطاب الإلهى أم كلاهما معا ؟ .. هل يمكن ان يأتي علينا يوما كي نستفيق ؟

ويرى المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي وفق اراء وتحليلات الكتاب والمفكرين .. أن الرواة اختزلوا الدين فى العبادات دون المعاملات .. أهملوا القيم التى ينادى بها الدين .. " كالتسامح والإيثار والخلق الحميد والتفاني فى العمل وحفظ الجار والعدل " .

- تخليص الدين من فتنة الروايات

اختلط على المسلمين الخطاب الإلهى بالخطاب الدينى .. فاعتبروا واعتقدوا أن الدين منحصر فى العبادات بالمساجد  .. وأنه لا يتجاوز ذلك إلى المجتمع والتعامل معه والحياة وفهمها .. وانعكس ذلك على الفرد والمجتمع . 

وما الفرق إذن بين الخطابين الدينى والإلهى ؟ .. على هذه الإشكالية بنى على الشرفاء الحمادي منهجه الدعوي .. الرامي إلى تخليص الدين من فتنة الروايات.

ويجيب علي الشرفاء الحمادي في كتبه علي تلك الإشكالية .. من خلال افكار واسانيد وبراهين مرصوصة ومرصوفة بطريقة محكمة ومنهجية واضحة .. أحاط فيها المفكر بمحتويات ما كتب .. مع إلحاح مبرهن يزيح فيه الستار عن زيف الروايات واكاذيب الإسرائيليات المضللة .

- الانقلاب على النص المقدس

فما السبب فيما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من واقع متردي ؟! .. ما السبب وراء النكوص الذي آلت إليه الأحوال ؟! .. لماذا تم الانقلاب على القرآن والعزوف عنه كنص قطعى مقدس ؟! .. لماذا السير لهثاً وراء الروايات والإسرائيات المضللة ؟ .. لقد اندس اليهود المجوس ومن له نوايا خبيثة فى صلب الدولة الإسلامية .. وأصبحوا يبثون سموماً داخل حقلها المعرفي الديني .. وكانت النتيجة غرق امة الاسلام في موبقات التفرقة والتشتت والتناحر .

- محاربة الاستبداد السياسي

لهذا جرد الكاتب قلمه لمحاربة تلك الوضعية الوضيعة.. وانبعثت أطروحاته الجليلة والجريئة .. وكأنها تذكرك بأطروحات الكواكبي في سعيه إلى البعث .. ومحاربة الاستبداد السياسي وتجهيل الشعوب. 

تتحدى أطروحات علي الشرفاء الحمادي أغلال التقليد الأعمى .. وسدنة الرواية .. والتشيع .. والطائفية .. والتحزب .. ساعية إلى تجديد الخطاب وتوحيد الأمة .. بالرجوع إلى معاقل الدين الأولى .. بل إلى معقل الدين الأول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الوحي .. لبناء إسلام خال من الدخلاء والمجوس .

- القرآن واحد والنبي واحد

اسلام قوامه إيمان بإله واحد، هو الله .. ورسالة واحدة، هي القرآن .. ونبي واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم، .. المبلغ المرشد .. وليس المهيمن المتغطرس .. الذي وصفه الله تبارك وتعالى بقوله: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» صدق الله العظيم.

محاربة الاستبداد والاستعباد .. تلك محامد كريمة وافكار قيمة .. تجدها مبثوثة هنا وهناك فى ثنايا كتاب " المسلمون بين الخطاب الدين والخطاب الإلهي " .. وفي بقية كتب المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي .. وكذلك في كتاباته ومقالاته  وآرائه الجريئة العاقلة .

- الاستماته في سبيل الحق

ويقول الدكتور شكري الميموني مدير الدراسات الشرقية والعربية بجامعة رين في تحليلاته العميقة لمؤلفات الحمادي : اذا  كان الكواكبي قد جرد قلمه لمحاربة الاستبداد والاستعباد في أرقى مراحله .. من خلال مواجهة وتحدي استماتة البعض فى سبيل الباطل .. وتلك أخطر مراحل الاستبداد أن يستميت المرء فى سبيل الباطل ..

فإن المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي يستميت في سبيل الحق والمعرفة .. يسخر فكره وقلمه لصقل الدين من الشوائب وإبعاد الدخيل واللصيق عن صحيح الاسلام .. يرسخ اركان متينة تبرز أهمية التعايش السلمى والانفتاح على الآخر وإشاعة الرحمة والإيثار والعدل والسعي إلى تحصيل العلم والابتكارات .. ليكون ذلك كله مسخراً لعبادة الله الواحد الاحد كما فى الآية الكريمة : « قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » صدق الله العظيم .

- التمذهب والتزلف للسلاطين

و يُرجع المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي اسباب سقوط الامة في عبث الروايات .. الي الانشغال عن الخطاب الإلهي .. الي عدم تدبر القرآن ونصوصه المقدسة .. الي عدم تحكيم العقل واعمال الفكر .. والي إشاعة الخطاب الديني المبني على التكفير بدل التفكير .. ولتلك الاسباب انتشر التمذهب والتزلف للسلاطين والساسة .. وانقسمت الأمة أشلاء متفرقة .. واتسع الخرق بالتمذهب والتحزب .. ووجد الأعداء ضالتهم فينا .. فطنوا من أين يدخلون ؟! .

يرى الشرفاء الحمادي أن الدين عبادات ومعاملات تستهدف تحقيق غاية قصوى .. غاية مبتغاها تطهير النفس وتمكين الأخلاق والقيم الفاضلة، .. فالصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات وممارسات وشعائر تعبدية .. ولكنها بالأساس تدفع الإنسان إلى الإسلام الذي هو جملة الأخلاق .. التي جاء بها القرآن .. ودعا إليها النبي صلوات الله عليه وتسليمه .

- الجهاد ليس قتل أو تدمير

وفى باب الجهاد ومفهومه .. يوضح المفكر الكبير أن الجهاد ليس القتل والتدمير .. وإنما هو جهاد النفس والتقيد بأوامر الله فى مواجهة الأعداء .. اعداء يريدون لنا الشر .. كل الشر .. جهاد يمنع البغاة من الاستيلاء على ثروات الناس واستباحة حرماتهم .. كما يقول المولي عز وجل في محكم تنزيله :  ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) صدق الله العظيم .

فكيف خرجت علينا فرق ومواليد غير شرعية تتسمى باسم الإسلام وهو منها براء ؟ .. سؤال متكرر لا يمل علي الشرفاء الحمادي في طرحة بحثاً عن مجيب .. ورغبة في اجلاء حقائق دنستها الفرق والمواليد .. فرق تدنس أرض الله الطاهرة .. فرق استباحت ارض المشرق مهبط الديانات ومهد الإشرافات السماوية .

- المنتوج واحد والماركة مسجلة

فرق تقتل وتدمر وتنهب خيرات الناس .. رافعة علم التوحيد وكلمة لا إله إلا الله .. فرق اشبه بـ الطفليات تعددت اسمائها وتيكتيكاتها .. الا ان المنتوج واحد والماركة مسجلة .. هي إرهاب البشرية .. ونشر الذعر والخوف والفتنة بين الناس .. والإسلام من كل هذا براء .. الاسلام جوهره الرحمة والتواد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة والمجادلة الحسنة .

ولن تتخلص الامة من تلك الأمراض الخبيثة .. حسب رؤية المفكر الكبير على الشرفاء .. إلا بالرجوع إلى الله .. الي القرآن كمرجع للتشريع ومنبع للاستنباط .. والي نور يخرج الناس من الظلمات إلى النور .. بعد أن تراجع المسلمون فى شتى علوم الحياة .. وتراجع التفكير فى البحث والإبداع .. وأصبح المسلمون يتلقون فوائض ما تجود به أسواق الغرب .. ويدفعون ثرواتهم ثمنا رخيصاً .. فانشغلوا بأنفسهم وغيرهم يشتغل بجد واجتهاد .. لتطوير العلوم وتنمية الأوطان وتحقيق الرفاهية لشعوبهم .

- ما أصدق قولك فينا يا حمادي

اما نحن فقد رضينا بالدماء .. تروى الأرض بغيا وظلما وتخلفاً .. وتركنا رسالة العلوم والإيمان .. لتحل مكانها دعوة القتل والطغيان .

ويكتب علي الشرفاء الحمادي ابيات ليستنهض فينا الهمم الغائبة .. قائلاً  :

إلى متى يا أخوتى تظل تشقى أمتى .. جسمها ممزق .. مسحوقة عروبتى ؟

الي متي يا أمتي : أليس بينكم رجل رشيد .. يعيد مجدنا التليد .. ويشرق فينا الفجر الجديد !!

نعم يا حمادي .. ما أحوجنا أيها المفكر الكبير والمصلح الرصين الجليل .. إلى هذا الفكر الراشد .. الي من ينفض الغبار عن أمجادنا الضائعة .. الي من يوقظ لنا طلوع فجر جديد .

وما أصدق قولك فينا يا حمادي : هل نعى ؟! .. وهل نستفيق ؟؟