محافظات
سوق ملابس البالة في المنيا .. براندات الغلابة

مع اقتراب فصل الشتاء وبدء الدراسة فى المدارس والجامعات باتت الاسر المصرية تعانى غلاء الأسعار فى الملابس الشتوية خاصة المحلية والمستوردة مما أتاح الفرصة لملابس البالة المستعملة الواردة من المناطق الحرة أو الاسواق الشعبية هى مقصد غالبية الأسر لكساء اولادهم او اسرهم فى ظل الاسعار المرتفعة بشكل كبير للملابس المستوردة او المصنعة محليا.
الملابس البالة أو الأستوك كما يطلق عليها صار لها شعبيتها مؤخرًا من التجار الذين يفترشون الأرض لبيعها ، والمواطنين الذين يقدمون على شرائها بكل ارتياحيه.
وتشهد محافظة المنيا انتشارا مكثفا لبائعي الملابس المستعملة والتي تسمى " البالة أو الأستوك " في سوق خاص بهم ، وذلك بعدما ارتفعت أسعار الملابس الجاهزة مما دفع آلاف المواطنين إلى شراء تلك الملابس لكون أسعارها في متناول يد الجميع.
في الساعات الأولى من صباح كل يوم أثنين يقدم بائعو الملابس المستعملة - من الرجال والنساء - والمعروفة في الأوساط التجارية بــ " البالة أو الأستوك " من كل حدب وصوب بالمنيا إلى شارع شهير يعرف بشارع بين الشواني المتواجد في حي الحبشي بمدينة المنيا ، ليفترشوا الأرض من أجل عرض بضائعهم المتنوعة الأصناف من الملابس والتي تناسب كافة الأعمار السنية لأهالي المنيا الراغبين في الشراء ، في سوق شهير له عبقه التاريخي منذ سنوات عدة والمعروف بسوق " البالة أو الأستوك بالمنيا " وتجد العديد من البائعين كل له مكانه الخاص به ويعرض ما لديه من ملابس ، ومع آذان العصر قلما تجد بائعًا واحداً أو مشترى فالكل يلملم بضائعه من البائعين ويذهب من حيث أتى.
ويتردد على هذا السوق الآلاف من المواطنين بالمنيا كل يبحث عن مبتغاه في شراء ملابس خاصة به ، لا يشغلهم سوى انخفاض أسعار تلك الملابس ، حيث توفر عليهم عناء الملابس الجاهزة وما أصابها من غلو ٍ شديد بعد تعويم الجنيه المصري وارتفاع سعر الدولار في أسعار الملابس المحلية منها والمستوردة.
وتجد أن الغالبية العظمى التي تتردد على هذا السوق في شكل مزدحم للغاية ويصعب على أي إنسان السير بسيارته أو بعربة كارو ، منهم من محدودي الدخل والفقراء نظرًا لما يعانونه من جنون الأسعار الغير متواكب مع الدخول الشهرية لهم.
وتبدأ الأسعار في هذا السوق للملابس من نصف جنيه مصرية وحتى ثلاثون جنيهًا ، ولها رواجها ومفضليها منابناء المحافظة.
هشام عبد الغني شاب اربعينى السن وهو أحد بائعي البالة في هذا السوق قال إن ارتفاع الأسعار في المحلات ساهم وبشدة في زيادة الإقبال على السوق ومع الانخفاض في أسعار البالة وارتفاع جودة الملابس إزادت المبيعات إلى أن الملابس التي يتم شحنها من بلجيكا إلى ميناء بورسعيد ، وهي عبارة عن بواقي محلات الماركات العالمية، منها المستعمل ومنها الجديد ، وتشتري بعض المحلات في منطقة وسط البلد بالقاهرة الملابس الجديدة والملابس التي بحالة جيدة لبيعها على أنها جديدة ، وتلك الملابس تأتي في بالات غالبيتها مهربة من جمرك بورسعيد ، مقابل ألف جنيه على الشحنة الواحدة ، فالرسوم تبلغ ضعف ثمن البالات ، ولذلك تدخل البلاد تهريبًا.
تدخل فى الحديث عجوز يبيع منذ 20 عاما يدعى محمود الرفاعى وهو أحد بائعي البالة في هذا السوق قائلا ً : إن الملابس البالة فيها فرز 1 وفرز 2 ، وأحسن المستويات في مصر وممثلين بيشتروا منها ، كما أن المشتري الذي تعود على شراء " البالة " لن يؤثر فيه على الإطلاق ارتفاع أسعار الملابس الجديدة أو انخفاضها ، خصوصًا وأن البعض يفضل ارتداء منتجات الماركة الشهيرة ، وليست لديه القدرة على شرائها من المحال الكبيرة ، في حين أن أعلى سعر للقطعة يفوق 200 جنيه.
اما الزبائن وهم اكثرهم من الفقراء والغلابة أمثال سعاد حسني قالت إن الأسعار في المحلات مرتفعة جدًا وأقل قطعة سعرها 250 جنيهًا ، بالإضافة إلى أن المستعمل خامته جيدة وأسعاره مناسبة ومعقولة ، وأن الملابس " البالة " هي بواقي محلات " براندات " كبيرة ولا تتوافر في مصر بهذه الجودة.
فيما المحت عبير السيد ربة منزل. وام ل 5 اولاد أن سوق المنيا للبالة يتواجد فيه كافة الأشكال والأنواع المختلفة من الملابس مع العديد من البائعين وتناسب كافة الأذواق والاعمار السنية وفي متناول الجميع فالأسعار رخيصة للغاية مع جودة ليست بالمتدنية، ولهذا أقبل أنا وأفراد عائلتي للتسوق من هنا بدلا ً من الشراء من المحلات التي تفرض أسعارًا غالية للغاية.
على الجانب الاخر قال سمير محمد صاحب محل ملابس بحي الحسيني بالمنيا : ان الملابس الصيفية أرخص بكثير من الملابس الشتوية والزبون ينتظرها لرخص سعرها ؛ ولكنها تأثرت حاليًا بالأزمة العالمية ووصلت نسبة المبيعات إلى النصف أو أقل والتجار يضغطون في الأسعار لتخفيضها ، حيث أن كيلو الملابس الشتوية يزن قطعتين على الأقل ومن الصيفية أربع قطع ، مضيفًا بأن سوق البالة بالمنيا لا يشكل تهديدًا للملابس الجاهزة فإقبال المستهلك على البالة لرغبتهم في اقتناء الرخيص والأنيق في نفس الوقت لماركات عالمية بأسعار منخفضة تتناسب مع دخولهم.
هكذا يعيش الفقراء على ملابس البالة والتى اصبحت المقصد السنوى لهم مع بداية موسمى الصيف او الشتاء لمواجهة الغلاء فى شراء الملابس المستعملة كى تسد احتياجات اسرهم هاصة ملابس التلاميذ او طلبة الجامعة لرخص ثمنها.
اقرأ أيضا:
تنظيم معرض لتوزيع الملابس والأثاث والأجهزة الكهربائية بالمجان على محدودي الدخل بالبحيرة