اهم الاخبار
الثلاثاء 06 مايو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أصواتهم تُبدع وأحلامهم تُزرع : أطفال الإمارات يرسمون ملامح الغد من جناح بحر الثقافة

الاعلي للأمومة والطفولة في أبوظبي يعقد ملحمة طفولية .. تحدث فيها الأطفال واستمع إليهم الوطن

الوكالة نيوز

من جناح " بحر الثقافة " في معرض أبوظبي الدولي للكتاب .  انطلقت شرارة وعيٍ جديدة .، حملها صغار الإمارات بأصواتٍ كبيرة .. وعقولٍ حالمة .. ورؤى مبتكرة تخطف الأبصار وتُبشر بوطنٍ يقوده الجيل القادم بعزمٍ وإصرار.

تحت رعاية المجلس الأعلى للأمومة والطفولة .. بـ قيادة الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس .. عُقدت جلسة حوارية استثنائية حملت عنواناً بليغاً : " صوت الأطفال .. من التعبير إلى الإنجاز " .. وقدمتها الإعلامية عائشة البدواوي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث .. وناقشت الجلسة خلال فاعلياتها نخبة من الأطفال الموهوبين والمبدعين .. كيف يتحول الصوت الصغير إلى فعل كبير .. وكيف يُمكن للحلم أن يتحول إلى مشروع وطني يُسهم في حماية البيئة .. وبناء الاستدامة .. وابتكار حلول لمستقبل أكثر إشراقاً .

فالوعي يبدأ من كلمة وينتهي إلى حضارة .. حيث افتتحت الجلسة الشيخة روضة بنت نهيان برسالة صادقة قالت فيها :  أنا هنا لأسمع أصواتكم .. لا لأسمع صوتي .. لتضع بذلك حجر الأساس لفلسفة الجلسة .. التي دارت حول الزراعة .. والبيئة .. والاستدامة .. وقيمة أن نكون " أصدقاءً للحب والإصرار " .

ومن الغوص إلى السماء .. أطفال الإمارات يروون حكايات استثنائية لا تحدث إلا هنا في ارض الإمارات :

وها هي الطفلة مريم الغافري المتحدثة في مؤتمر COP28 .. لفتت الأنظار بوعيها العميق حول تغيّر المناخ .. مؤكدة: نحن قادرون على صناعة التغيير والبداية من الآن .. ولم تكتفِ مريم بذلك .. بل أبهرت الحضور بسجل إبداعي يشمل 18 ابتكاراً .. اثنان منها نالا براءة اختراع .. وهي أيضاً مؤلفة وكاتبة مقالات .. ورامية وحققت المركز الأول في الرماية .. لتقول بثقة :  الإنسان يُبدع حين يتعلم كيف يكتشف الحياة .

أما الغوّاص يوسف البلوشي .. فحكى عن رحلته الممتدة منذ 2020 .. بأكثر من 2000 ساعة غوص .. مؤكّداً علي أن المغامرة تُصبح قيمة حين تتحول إلى فعل تطوعي بيئي .. قائلاً : نُخرج المخلفات من البحر .. ونسلّمها لشركات تحوّلها إلى أثاث مستدام .

وتبقي سيرة زايد حاضرة في كل وقت وحين .. زايد الزرع والحضارة .. وفي مداخلة ملهمة استشهد الشيخ نهيان بن ذياب بن سيف  بمقولة المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه : أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة .. مقترحاً مبادرة جديدة لزرع  1971 شجرة .. كرمز لذكرى الاتحاد .. ودعوة لزرع الأمل في كل ركن من اركان الوطن .

أما غاية” الخضراء والأحلام التي لا تنتهي .. تتمثل في الطفلة غاية الأحبابي .. والتي أسست فريق " البراعم الخضراء " لرفع الوعي البيئي بين الأطفال .. مستلهمةً من إرث الشيخ زايد روح المبادرة .. وبفريق تجاوز 56 عضواً أطلقت حملات وورش تطوعية .. وقالت : أريد أن أؤسس مؤسسة عالمية معنية بالأطفال في الإمارات لأن لا شيء مستحيل .. والدولة لا تُقصّر معنا .

وفي تجربة فريدة في مجال الزراعة .. والتي تبدأ من الحلم وتنتهي بشركتين .. وهنا يبرز اسم سعيد الرميثي أصغر مزارع إماراتي .. بدأ مشواره من حديقة منزله بدعم من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة ومن سعادة الريم الفلاسي .. وبعد زيارة أم الإمارات له أطلق أول بيت زراعي " Greenhouse " .. ليؤسس لاحقاً شركتين ومزرعتين عضويتين .. " خمس سنوات من الشغف حولت الزراعة إلى أسلوب حياة " .. هكذا قال ويقول سعيد بثقة الأطفال الكبار .

وتعود مريم الغافري لتحكي قصص بيئية تمشي على الأرض .. فحكت عن مشروع المدينة المائلة المستدامة .. وشاركت في كافة الفعاليات البيئية .. وألفت قصتين مدعومتين من " أم الإمارات " لنشر الوعي البيئي بين الأطفال.

حقا فمن كل طفل تبدأ قصة وطن .. فهذا الحدث لم يكن مجرد جلسة حوارية .. بل كان لوحة وطنية حيّة .. تجتمع فيها براءة الطفولة مع وعي الكبار .. ورؤية قيادة تؤمن أن أصوات الأطفال ليست للعرض بل للبناء .

هنا، في جناح بحر الثقافة بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب .. قدم المجلس الاعلي للأمومة والطفولة ملحمة طفولية .. تحدث فيها الأطفال واستمع إليهم الوطن .

الجدير بالذكر ان مثل هذه الفاعليات الثقافية يتم تنفيذها بتوجيهات وتحت رعاية " أم الإمارات " سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام .. ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة .. والرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية .. وتأتي أيضاً احتفالاً بالرسالة العميقة التي تنبض بها روح الإمارات .. فلم تكن تلك الفعاليات الثقافية والأدبية التي نُظّمت من جلسات توقيع للكتب وقراءة حول رسالاتها وأهدافها او جلسات طبخ و قراءة واهتمام باللغة العربية إلى تسليط الضوء على التراث مجرد أنشطة منفصلة .. بل امتدادًا حي ليوم الطفل الإماراتي وشعاره الحي والنبيل الذي اطلقة المجلس الاعلي للأمومة والطفولة  .. " الحق في الهوية والثقافة الوطنية ".

فكل كتاب قُرئ وكل قصة رُويت .. هدفها إعادة الطفل الإماراتي إلى جذوره .. في إطار ترجمةً صادقة لمضمون هذا اليوم .. بما يؤكد حق الطفل ليس فقط في التعليم والمعرفة .. بل في أن يعرف من هو .. وإلى أي أرض ينتمي .. وبأي لغة يتحدث .. وتحت أي سماء يفتخر بثقافته.