في اجازة عيد الاضحى نرشح لكم فيلم Sommersby 1993..درساً في التضحية من أجل من نحب

في عيد الاضحى نرشح لكم - فيلم  Sommersby من بطولة  ريتشارد جير و جودي فوستر و هو من افضل الأفلام الرومانسية الدرامية التي يمكن مشاهدتها على الاطلاق، رغم أن قصة الحب تدور في اطار العلاقة المحرمة و لكن الاكيد في هذا الفيلم أنك ستستمع بمشاهدته  و ستتعاطف مع الابطال رغم ذلك.

 قصة عن كيف يمكن للحب أن يغير الانسان و يحوله من نصاب محترف إلى انسان مضحي بحياته من اجل سمعة عائلته و صورتهم أمام المجتمع.

رغم أن تقييم الفيلم على موقع IMDb العالمي ليس مرتفع و لا يتجاوز الـ 6.2، إلا انه حقاً فيلم قيم و ممتع و يتحدث عن قصة حب غير تقليدية و غير معتادة في السينما، كما يوضح بشكل غير مباشر كوارث الحرب و ما بعدها و معاناة المجتمع و  الشعب الفقير الذي يدفع الثمن.

الفيلم حصل على تقييم 100% على موقع ايجي بيست بعد التقييمات التي اعطاها زوار الموقع و هو يُعد من الأفلام القليلة التي حصلت على هذا التقييم من خلال زوار الموقع.

قصة الفيلم ( يوجد حرق كامل لأحداث الفيلم):

في القرن الـ 19 و بعد الحرب الأهلية في جنوب الولايات المتحدة، تبدأ احداث الفيلم برجل يدفن جثة و لا نعرف من هو هذا الرجل أو لمن تلك الجثة، و لكنه بعد انتهائه من الدفن يسير في طريقه حتى يصل القرية التي كان يعيش بها، يرحب به أهل القرية بعد غياب في الحرب دام لأكثر من 6 سنوات و نكتشف أن اسمه جاك، و له زوجة (لورال)  و طفل صغير، يذهب شخص لزوجته و يخبرها أن زوجها قد عاد.

لترتجف و ترتعد و كأنها تذكرت أيامها السوداء معه و قسوته عليها و ضربه الدائم لها، لتتغير كل حساباتها فبعد أن وعدت جارها الذي كان يساعدها في زراعة أرضها بالزواج العام القادم حال لم يعد زوجها، تجد زوجها جاك أمامها دون سابق انذار.

في عيد الاضحى نرشح لكم فيلم Sommersby :

ترتدي أفضل ما لديها هي و طفلهما و تقف خارج البيت تنتظره لتستقبله و هو آتياً إليها مع جموع أهل القرية فارحين بعودته و غير مصدقين أنه عاد.

و حين يرى جاك زوجته يقف مذهولاً أمامها و كأنه لا يعرفها، ثم يعبر لها عن مدى اعجابه بها، و يؤكد "لقد نسيت كم انت جميلة"، تلك الكلمة الرقيقة حركت مشاعر لورال تجاه زوجها جاك.

ثم تبدأ لورال في الابتعاد عنه و هي لا تستطيع نسيان ما فعله بها قبل سفره للحرب و غير مصدقة أن هذا الانسان اللطيف هو زوجها، لدرجة شكها أنه رجل آخر ، و لكن كم التفاصيل التي يعرفها عن حياتهم جعلتها تصدق أنه زوجها، و حاول معها جاك جاهداً بمنتهى اللطف و الرقة أن يشرح لها مدى تغيره و أن ما رآه من أهوال الحرب غيرته و جعلت منه انسان آخر.

وقعت لورال في غرام جاك و اصبحت حاملاً منه و اخبرته عن وضع الارض و البيت المرهون و إذا لم يستطيعون العثور على الأموال في أقرب وقت سيفقدون الارض و المنزل الخاص بهم.

بداية قصة الحب :

 بدأ جاك يفكر في حل و كان الحل الوحيد أنه اجتمع بالفلاحين و طلب منهم أن  يسلمون له أغلى شيء يملكون، كقطعة ذهب مثلاً أو اشياء من الكرستال، ليبيعها في السوق و بأموالها يحصل على أفضل البذور و الجرارات و أدوات الزراعة الحديثة، ثم يعطى كلاً منهم قطعة من ارضه بقدر الأموال التي اعطاها ليزرعها، ثم يجني جاك المحصول و  يبيعه ليسدد به ديونه، و تصبح الارض ملكاً لصاحبها الفلاح بعد فك الرهن عليها، لتبقى نصف ارباح المحصول له.

يوافق الفلاحين على هذا الحل و يبدأ الجميع في العمل و تنجب لورال طفلتها من جاك الذي اصبحت تعشقه عشقاً لا مثيل له، و تسير الأمور على ما يرام إلى أن يذهب جاك لتفصيل حذاء جديد بدل حذائه القديم الذي تمزق، ليتفاجئ صانع الأحذية أن مقياس قدم جاك تغير و اصبح اصغر نمرتين، ليخبر صانع الاحذية جار لورال العاشق لها بالامر.

في عيد الاضحى نرشح لكم فيلم Sommersby :

فيذهب إليها ، و يسألها كيف لها أن تعيش مع رجل ليس زوجها و ترفض الزواج به، و يهددها انه سيفضح أمرها في القرية، و بعد عودة جاك ليلاً تسأله لورال من هو و اين زوجها، لكنه يحاول بشتى الطرق اقناعها بأنه جاك فعلاً و ليس رجل آخر، ثم يتم القاء القبض على جاك بتهمة القتل العمد لأحد رجال الحرس في السجن الذي هرب منه.

تبدأ المحاكمات و تعرف لورال من المحامي أن جاك موقفه صعب في القضية و أنه سيحاكم بالأعدام على جريمته التي ارتكبها، فتحاول انقاذه من حبل المشنقة بأي وسيلة و تطلب الشهادة في المحكمة و تقول أن جاك ليس زوجها، ليتهمها القاضي بتهمة الزنا و كيفية عيشها مع رجل غير زوجها، لتكتشف لورال انها وقعت في فخ كبير، و هنا يتدخل جاك لانقاذ زوجته، و بعد مشهد جدال طويل في الجلسة يستطيع جاك اقناع لورال بالتراجع عن شهادتها و تؤكد في النهاية أن جاك زوجها، ليتم الحكم عليه بالاعدام.

الزوج ليس جاك :

قبل الاعدام يقضي جاك يوماً كاملاً مع زوجته في الزنزانة، ليخبرها الحقيقة أخيراً، لنعرف أنه بالفعل ليس جاك و أنه رجل آخر محتال كانت وظيفته هي الاحتيال على الآخرين و جمع الاموال منهم والهروب بها كما كانت نيته مع اهل القرية، لكنه تراجع عن تلك النية بعد أن وقع في غرام لورال، و يخبرها انه و زوجها جاك الحقيقي كانا معاً في نفس الزنزانة و كان الجميع في السجن يتعجب من كم التشابه الكبير بينهم.

لدرجة أن البعض أكد انهما توأم و فقدا بعضهما و  هما صغيران، و أن جاك روى له الكثير من التفاصيل عن حياته الشخصية والتي ساعدته في اثبات أنه جاك أمام الجميع، و أن ما لم يكن يعرفه أدعى نسيانه بسبب التعذيب الذي تعرض له في السجن، و في ليلة الحادث قررا هو و جاك الهروب من السجن و الاسر و اثناء هروبهما هاجمهما أحد العساكر فقتله جاك ثم اطلق العسكري على جاك رصاصتان و مات الاثنين و تلك هي الجثة التي كان يدفنها في بداية الفيلم.

اعدام جاك :

و حين سألته لورال لماذا اصر أن يتم اعدامه و انكر أنه ليس جاك، اخبرها انه كان خائفاً عليها من أهالي القرية، لأنه بعد توقيعه لعقود بيع الاراضي باسم جاك، إذا تبين أنه شخص آخر و أن العقود مزورة و باطلة، سيهدمون البيت فوق رأسها ليحصلون على حقوقهم، خاصة انه سيبقى في السجن بتهمة الاحتيال و انتحال شخصية الغير و لن يستطيع حمايتها،  كما أن سمعتها ستتدمر و سيطلقون عليها لقب الزانية و هذا سيضر بسمعة ابنتهما، لتتعجب من مدى تضحيته من أجلها و من أجل ابنائها، و تقول له  : "منذ اللحظة الاولى التي رأيتك فيها، علمت أنك محتال لأنك سرقت قلبي".

فيعانقها جاك عناقاً دافئاً و يهمس  في اذنها قائلاً : "أنا فخور لأنني سأموت و أنا زوجك".

و يتم اعدام جاك شنقاً، و بعد عدة اشهر تقف لورال على شاهد قبر جاك و هي تبتسم و خلفها الفلاحين يستلمون أراضيهم ثم تضع الورود على قبره و تذهب.

داليا محمد

لمزيد من التفاصيل عن اخبار أهل الفن اضغط هنا