محافظات
قصة كفاح صيدلانية داخل أحد مستشفيات العزل بمحافظة القليوبية

تحدت الظروف وقاتلت الجميع من أجل مساعدة المرضي وتأدية رسالتها، بسمة شرف دكتورة صيدلانية ، في العشرينات من عمرها، بنت مركز بيليا محافظة كفر الشيخ، قررت عند بداية ظهور فيروس كورونا بمصر وفتح مستشفيات العزل التطوع لمساعدة المرضي، وقَدمت علي التطوع بالوزارة وعند أخبرت عائلتها وأصدقائها لم يصدقها أحد، وتواصلت الوزارة معها بعد أسبوعين لإخبارها عن مكان وموعد التكليف بأحد مستشفيات الحجر الصحي بمركز قها محافظة القليوبية.
وأوضحت لـ الوكالة نيوز أن أمس كان من أصعب الأيام التي مرت عليها منذ سفرها فهي بعيد عن عائلتها، لا تستطيع أن تراهم أو تذهب إليهم وتعود مرة أخرى هم في محافظة وهي في محافظة أخرى في أول أيام رمضان، كما لا تستطيع التواصل معهم هاتفيا حتي لا يشعرون بقلق، وتطلب من الجميع الدعاء لجميع الطاقم الطبي، فهم يعملون 24 ساعة بدون راحة والمحاولة الدائمة في عدم التقصير أمر صعب.
وأضافت بسمة، أنها قررت إبلاغ عائلتها عن موعد استلام عملها وكان من المقرر 4/9، وشعرت بالسعادة الغامرة لحبها في التطوع والمشاركة في هذا العمل العظيم دون النظر إلي ما سيحدث بالمستقبل، ولكن عائلتها قابلت صعوبة في تقبل هذا القرار فهي ابنتهم الكبرى، لافتة إلي أنه وباء بيجتاز العالم،" واللي بيرحله مش بيرجع منه حتي لو رجع سليم مش بيبقي زي الاول" ، وفي نفس اليوم تواصلت معي الوزارة وتم تقديم مهمتي وأصبحت الغد للضرورة بعد ما كان هناك مهملة أسبوع، فأصيبت والدتي بحالة إغماء واجتاح القلق والدى بسبب تقديم الموعد معني ذلك أن هناك خطر وقمت بالاعتذار عن ذهابي في الموعد المحدد مؤخرا لمحاولة إقناع عائلتها وتهدئتهم لمدة 4 أيام.
وأشارت إلي أنها أبلغت الوزارة عن استعدادها لاستلام مهمها، مضيفة أن جميع من حولك يقومون بالهجوم عليك ويعتقد أن الأمور بسيطة وسهلة، لم يصدق أحد لأخر يوم سفري والجميع غير متقبل ذلك، لم يسندها إلا زميل طبيب لها فقط وعند وصولها للمستشفى تيقنت بأنها تستعد لمعركة لا تعرف عنها شئ، لم يعتريها الخوف من العدوى ولكن من المجهول، وسألها زميلها للمرة الأخيرة هل تتراجعي عن هذا وتعودي رفضت لأنها مؤمنة باختيارها ورسالتها، لافتة إلي أنها غير واعية لما يحدث فهي تدخل علي مجهول لا تدرى من يحارب، وعلي عالم جديد فهي لا تعرف المكان أو الناس، وتاركة كل حياتها ورائها لم يكن مخيف بالنسبة لها علي قدر صعوبته.

وأردفت أنها واجهت صعوبة في الثلاث أيام الأولي في التأقلم، لا تدرى أهي بخير أم لا ، هل أصيبت بالعدوى، هل غسلت يديها بطريقة صحيحة، أصابتها حالة من التوتر والخوف من المرض فهي جاءت بإرادتها، ولكن كانت تتساءل هل ستستطيع إكمال هذه المهمة، وانتهي الأسبوعين المليئين بالتعب والإرهاق وعمل 24 ساعة تحت الطلب، الصيدلانية الوحيدة بالمستشفى، بتصرفي الدواء بيدخلك مرضي في جميع الأوقات، لازم تبقي موجودة علشان يأخدوا خدمتهم متكاملة.
وأضافت أنه بعد مرور ثلاث أيام علي تواجدها بالمستشفى بدأت بالاختلاط بالمرضي وتنزل العناية المركزة للاطمئنان علي المرضي، موضحة أنه قد مر العديد من المواقف الصعبة التي لم تستطيع أحد نسيانها، المريض المصاب بكورونا بيتعامل مع نفسه كوباء ويتوتر من معاملة غيره مع أن المعاملة جيدة جدا هنا من قبل الأطباء والتمريض، فتكملة لتأدية رسالتها فكرت في عمل فريق دعم نفسي في المستشفى وتحاول تنفيذ الفكرة، وأصبحت في استقبال من أول وصول سيارة الإسعاف حتي دخولهم المستشفى، قائلة " اتكلم معهم وبحاول اطمئنهم أننا موجودين علشانك وأنكم كويسين ومش هيحصل حاجة علشان يتقبلوا الوضع نفسيا، لأن نسبة الشفاء الأكبر نفسيا، خاصة أن أكثر الاصابات الحالية من الشباب".
وأكدت أنها لم تشعر بالخوف عند التعامل مع المرضي نهائيا، مشيرة إلي أن الصيدلة في نفس دور غرف العزل، ورأت العديد من الحالات ولكن هناك من أثر بداخلها، وتحكي أنها" رأت راجل في حدود ال60 من عمره نازل من الاسانسير حاطط وشه في الارض مكسوف أنه وباء تأثرت كثيرا ودمعت عيناى، وذهبت للترحيب به، لم يستطيع الرد مكسوف يتكلم وصلتلهم فكرة أنهم وباء وعار علي المجتمع، واحنا جايين هنا علشانهم ".
وتابعت أنه "لو حصلي حاجة مش هازعل لأن في ناس هترجع لبيوتها وحياتها لو واحد فينا راح مقابل واحد بس يرجع لبيته ده هيبقي خير من عند ربنا"، ومن هنا أتت فكرة استقبال المرضي، وبلبس زيهم الماسك والجوانتي مع المحافظة علي المسافات بحاول أحسسه أنهم زينا واحنا كويسين واحنا دراسين مكافاة عدوى في الكلية، وعلي دراية كاملة بالتعامل مع هذه الحالات، وأتت أسرة بأكملها الأب والأم متقبلين الوضع وابنتهم ذات ال12 عام لم تتقبل الوضع ومنفعلة" قمت بتهدئتها وسلمت عليها، وبنيجي علي نفسنا علشان نكون سند وأمان للناس اللي داخلة المستشفى ".
ولفت إلي أنه بالأمس انتهت مدة التكليف، ولكن قررت مد الفترة 14 يوم أخرين، "لأن القادم أصعب من اللي فات، موكدة أن الدكاترة ايد واحدة حتي لما بنخلص الشغل وننزل نقعد تحت بنحاول نهون علي بعض ونتجمع ونصور لتهوين الغربة والوباء وعدى ال14 يوم، ومحدش حس بيهم"، مضيفة أن جميع المستلزمات الطبية متوفرة وبنطلبها قبل ما تخلص وتتوفر فورا، وده مصدر ثقة للطاقم الطبي سواء تمريض أو عمال أو دكاترة، وكله متاح ومتوفر جميع مصادر الحماية مما الاطمئنان لنا.
