اهم الاخبار
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

من الذي طمس نور القرآن وأغرق الناس في ظلمة الروايات ؟ .. من يريد الله فليقرأ كتابه

- علي الشرفاء الحمادي ينادي أمة الإسلام : الفقهاء صنعوا ديناً موازياً .. وأجلسوا الروايات على عرش الآيات

علي الشرفاء
علي الشرفاء

كيف انطفئ النور في قلوب ولدت على الفطرة ؟ .. وكيف طمس الضوء من كتاب أنزله الله ليكون رحمة للعالمين ؟ .. هل لأن الناس استبدلوا كلام الوحي بـ كلام البشر  .. ثم .. ثم هاجروا من كتاب الحق الي زيف الرواية ؟ .

نعم لقد ضاعت الحقيقة من الناس تحت ركام التفسير والتأويل .. و .. و سقطوا فريسة لـ أولئك الذين نصبوا انفسهم أولياء وأوصياء على الدين .

الدين يا أمة الإسلام ليس ما ورثناه من الفقهاء ولا من أفواه الرجال .. الدين هو ما جاء في القرآن .. هو ما تحدث عنه الله عز وجل في كتابه الكريم المبين .. الدين هو الحق الذي لا يورث .. والاختيار الذي لا يُفرض .. والعقيدة التي لا  تُحتكر .

الدين هو الحق والاختيار والعقيدة التي تهدي كل من يفتح قلبه الي رسالة الرحمن .

وأحسب أن هذا ما يحاول المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي أن يُعيد الناس إليه .. يعيدهم إلى " القرآن " جوهرٍ الرسالة .. الذي مازال نقي .. لم تلوثه أيادي البشر  ولا افعالهم .

إذ يأتي صوت علي الشرفاء كي يهمس في عقول الناس وقلوبهم : ارجعوا إلى الله والي الحق المبين " .. ويوقد في كتابه  " رسالة الإسلام : رحمة وعدل وحرية وسلام " مشاعل النور .. كي يبصر الناس ويفتح أعين القلوب على الفرق الجوهري بين الخطاب الإلهي والخطاب الديني .. ذلك الفرق الذي غاب عن وعي كثير من المسلمين .. حتى تاهت البوصلة واختلط الأصل بـ الزيف .

فـ الخطاب الإلهي هو الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. مصدره القرآن الكريم وحده .. نابع من رحمة الخالق .. ناطق بالعدل .. داعي إلى المحبة .. راعي لكرامة الإنسان .. دون تفريق بين لون أو دين أو جنس .. إنه خطابٌ يسمو فوق الأهواء .. ويخاطب الإنسان بما هو إنسان .. يأمر بـ الخير .. وينهى عن الظلم .. ويحث على السلام للعالمين .

أما الخطاب الديني .. فهو نتاج اجتهادات بشرية وروايات متشعبة .. كثيرٌ منها لا سند له ولا برهان .. تسللت إلى العقول والقلوب عبر القرون .. وادعت أنها تمثل الدين .. بينما هي في جوهرها تعكس مذاهب الفرق والمصالح والسلطة .. إنه خطاب غالباً ما شُيِّد على أسس الكراهية والتكفير والإقصاء .. ورفع راية " من ليس معنا فهو ضدنا " .. مما أدى إلى تشرذم الأمة وتنازعها .. وتقديم أقوال الرجال على كلام الله .. بل وتأويل آياته بما يخدم هوى الفرقاء لا هدى السماء .

وما بين هذين الخطابين .. ضاعت الحقيقة على أجيال .. فبينما أمر الله رسوله الكريم بأن يُبلّغ القرآن .. وأمر الأمة بالاعتصام بحبله المتين .. إذا بـ الناس يتفرقون شيعاً وأحزاب .. يتبعون روايات ورؤى ومقولات ما أنزل الله بها من سلطان .. ويظنون أن في ذلك نجاة .

لقد نبه علي الشرفاء إلى أن ما يحل بـ الأمة من انقسام وتناحر عبر القرون .. إنما هو نتيجة هذا الانحراف عن الخطاب الإلهي .. والاستغراق في الخطابات الدينية التي أسست لـ دين موازي .. يتكئ على أحاديث مشتبهة .. وآراء غير معصومة .. ويُشرعن بها العنف ويُبرر الظلم .

إن العودة إلى الخطاب الإلهي القرآني الصافي باتت ضرورة وجودية وحضارية .. تضع حد للفوضى الفكرية والاقتتال العقائدي .. وتعيد للدين سكينته .. وللأمة وحدتها .. وللإنسانية سلامها المفقود .

فهل آن للناس أن يحرروا عقولهم من رواسب التاريخ ؟ .

من أراد الله فـ ليذهب إلى كلامه .. ومن أراد الحق فليُصغي إلى " القرآن " .. لا إلى الذين زاحموا " القرآن "  على عرشه.

اللهم اني قد بلغت .. اللهم فاشهد .