اهم الاخبار
الجمعة 10 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفقهاء صادروا الرحمة بـ اسم الدين .. ولا إصلاح إلا بـ الرجوع للقرآن ومقاطعة أحاديث الظلام

- علي الشرفاء : في حضرة القرآن تتهاوى الأساطير وقصور الزيف .. عجبت لـ حال أمة نزل عليها الوحي فـ آمنت بـ الروايات

علي الشرفاء
علي الشرفاء

حين يعصف ضجيج البشر بـ دين رب البشر .. ثم .. ثم تتعالي الأصوات وتنادي بـ تجديد الخطاب الديني .. فإن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه وبقوة : عن أي دين يتحدثون ؟ .. أهو دين الله الذي أنزله في قرآن الرحمة .. الدين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟ .. أم هو دين روايات البشر وأساطير الرجال .. ومرويات فقهاء الزور؟

  • انحراف مسار الرسالة 

لقد انحرفت الرسالة عن مسار رب الرحمة .. ثم .. ثم استبدلت الوصايا الإلهية بـ كلام بشري ناقص .. كلام غيب العقل .. وافسد الروح .. وجر الناس الي التهلكة .. و .. و الخسران المبين .

يا أمة الإسلام .. لقد آن أوان العودة إلى نبع  النقاء .. الى القرآن الكريم ..  إلى الخطاب الإلهي الوحيد الذي أُوحي به الله إلى رسوله الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .. فكان له نور وضياء ورحمة  .. خطاب لا يقبل التبديل ولا يحتاج لـ تجديد.. فهو كلام الله المصان في اللوح المحفوظ .

  • ومضات علي الطريق

وعندما كتب المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي كتابه : " ومضات على الطريق .. المسلمون بين الآيات والروايات" .. انما كتب بـ ضمير العاقل الراشد الفاهم .. النابه لـ حال أمة أكلتها ضباع البرية  .. وغيبتها ذئاب بشرية خانت العهد .. وزورت الوعد .. وعاثت في دين الرحمة تزييف وتزوير .. و .. و دس لـ مرويات ما انزل الله بها من سلطان .

رسالة الإسلام كما يقول علي الشرفاء في كتابه : " ومضات علي الطريق " .. لم تكن رسالة للدمار أو التفريق .. انما كانت ومازالت نداء للرحمة وللعقل وللحرية وللعدل .. والعمل الصالح للناس .. كل الناس .

  • عقائد مغلوطة 

لكن عندما تكالبت عليها الروايات والإسرائيليات انحرف بها المسار .. وأثقل كاهل الرسالة بـ عقائد مغلوطة ورّطت الأجيال في كراهية وقتل ودم وسفك باسم الله والدين .

وهنا يبرز صوت العقل ونداء الحكمة .. صوت ينادي في الناس : عودوا إلى كتاب الله الواحد الاحد الفضل الصمد .. فـ فيه الهداية والنور .. إذ يقول المولي عزّ وجل في كتابه الكريم : " فذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد " .. صدق الله العظيم .

  • القرآن دستور حياة

" القرآن الكريم " الذي لم يكن أبداً مجرد كتاب سماوي تُتلى آياته دون وعي .. انما هو دستور حياة .. يحث على العلم .. ويدعو للسلامويكرم الإنسان .. ويمنح الحرية العقائدية كاملة لكل الناس .. القرآن الكريم هو نفسه الذي سوف نُسأل عنه يوم القيامة .. فلن نُسأل عن كتاب الفقيه ولا عن أقوال الرجال .. بل عن قوله الله تعالى : " فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم " صدق الله العظيم .

فـ كيف إذاً أضعنا هذا النور ؟ .. كيف أصبح الخطاب الإسلامي في بعض وجوهه أداة قمع بدل من أن يكون رسالة تحرير ؟ .. كيف صار رمز للكراهية والفرقة لا للرحمة التي بُعث بها النبي صلي الله عليه وسلم للعالمين ؟

  • خلع عباءة الروايات

إن دعوة علي الشرفاء الحمادي في كتابه ومضات علي الطريق " .. دعوة شجاعة من رجل آمن بصدق الرسالة .. دعوة الي خلع عباءة روايات الزور .. دعوة تحررنا من تقديس فقهاء الدم .. دعوة كي نعود الي ما قاله الله جل علاه .. لا ما قاله فلان .. ونقله عن علان  وتركان .

لذا فقد بات تصويب الخطاب الإسلامي ضرورة وجودية لـ أمة تنهار تحت ركام التنازع والدم والفتنة .. تصويب ينقذ للهوية من تزييف التأريخ .. وبيعث لحضارة أوشكت أن تذوب في ركام التطرف والجهل .. فالقرآن لا يدعو إلا للحق .. ولا يرضى إلا بالعدل .. ولا يوجّه إلا إلى الإحسان .. ولا يدعو إلا إلى السلام .. هو الذي يعيد بناء الوجدان على أسس الرحمة .. وينتشل الفكر من ظلام النقل الأعمى .. ليُعيد له نور العقل والتدبر .

  • أسري الرويات المدسوسة

.. و .. و يبقى في النهاية السؤال الكبير .. سؤال معلق في ضمير كل من يقرأ كتاب الله وقرآن الرحمة : هل نملك الشجاعة كي نعود إلى أصل النقاء ونتمسك بـ آياته البينات ؟ .. أم سنبقى أسرى لـ مرويات مدسوسة اختلقتها عقول بشرية ناقصة .

فـ إذا كنا نبتغي النور والهداية والنجاة .. فـ لنُعيد البوصلة إلى كتاب الله .. ونحرر عقولنا من أوهام الرواة .. فـ الهلاك كل الهلاك في البُعد عن القرآن .. كلام الله الذي لا يأتيه زيف ولا نقصان .

  • اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .