اهم الاخبار
الثلاثاء 07 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

إغتيال الرسالة علي منابر الخوف .. الفقهاء قلبوا دين الرحمة إلى سلاح يقتل ويسفك الدم البرئ

- علي الشرفاء يكتب ومضات علي الطريق لـ يسترد النقاء .. ينادي في الناس: لا خلاص إلا بـ كتاب الله

علي الشرفاء
علي الشرفاء

لا ريب فقد تراجع فينا وبيننا صوت الرحمة امام زحام الرواياتً .. غابت الحقيقة تحت ركام فتاوى ضالة متضاربة .. حتي انقلب النور الذي أنزله الله هدى وبيان للناس .. إنقلب إلى سلاح يقتل ويسفك الدم البرئ .

نعم لقد تعب هذا الدين من تلك الصورة المشوهة التي رسمها له فقهاء الزيف والزور .. ارهقت البشرية من خطابٍ ينطق بـ اسم الله ولا يمتّ إلي الله بصلة .. خطابٍ أُريد له أن يكون تجلياً للرحمة .. فإذا به يتحول إلى أداة للقسوة .. وباب للكراهية، .. وسور منيع بين الإنسان وربه .

وها هي أمة الإسلام تقف اليوم عند مفترق الطرق .. تقف أمام منعطف مصيري : إما أن نُعيد الخطاب الإسلامي إلى نبع النور " القرآن الكريم " حيث لا حشو ولا تضليل ولا افتراء .. وإما أن نظل أسرى ماضٍ صنعته أهواء الرجال .. وأوهام القوة .. وعمى القداسة الزائفة .

.. و .. وهذا نداء محبة بأتي من المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .. نداء من القلب إلى القلب .. ومن العقل إلى الضمير .. نداء ينادي في الناس  : عودوا إلى كتاب الله .. واستفيقوا من غفلة الروايات .. فإن الله لم يتركنا تائهين .. بل أنزل إلينا وفينا كتابه المبين .. كتاب  فيه شفاء لما في الصدور .. وبيان لكل شيء .. ورحمةً لقومٍ يؤمنون .

كتب علي الشرفاء " ومضات علي الطريق " .. فيها وعي صادق وغيرةٍ محمودة على جوهر الإسلام .. ومضات تحمل دعوة صريحة إلى تصويب البوصلة .. واسترداد النقاء .. وإحياء الرسالة كما أرادها خالقها : رسالة عدل وحرية ومحبة وسلام وعلم وعقل .. و .. و أخلاق عظيمة لا تغيب .

كتب علي الشرفاء عن تصويب الخطاب الإسلامي في كتابه " ومضات على الطريق .. المسلمون بين الآيات والروايات .

وهذا نص ما كتبه الشرفاء الحمادي وقاله : إن على المفكرين المسلمين اليوم مسئولية تصويب الخطاب الإسلامي وفق قواعد كتاب الله المُحكّم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لنكون بحق الأمة الوسط التي تقود ركب الحضارة الإنسانية، تأمر بالعدل والتعاون بين جميع البشر، تحمي حق الحياة للناس، تدعو للخير والعمل الصالح، تقف مع المظلوم ليستعيد حقه، وتردع الظالم ليقف عند حده، تحرّم الفساد في الأرض، تدافع عن حرية الإنسان في اختيار عقيدته ودينه .

تقف ضد العدوان بكل أشكاله، تنشر الرحمة والتسامح والإحسان، تشجع على احترام العقل، تحثُ على العلم والبحث العلمي والمعرفة والتدبر في آيات الله ومقاصدها لكل ما ينفع الإنسان، ويحقق للناس السلام والأمان والعيش الكريم، تنشر التعاون والمحبة بين بني البشر في كل مكان، تحمي العدالة ليأخذ كل إنسان حقه غير منقوص، تحقق التكافل الاجتماعي في المجتمعات، تعرّف الناس بالمنهج الإلهي الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور، ليتحقق لهم الأمن والاستقرار، وتتنزل عليهم رحمات الله وبركاته ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

وحينما يتحدث الجميع عن تجديد الخطاب الديني، فأي دين يريدون تجديده؟!

فإذا كنا نعني الخطاب الإسلامي، فإن الله أرسل رسوله بخطاب واحد سيظل حيًا يتفاعل به الأحياء حتى تقوم الساعة، وأرسل رسوله بخطابه في قوله سبحانه: " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: ۲) ، وقوله سبحانه: " إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء:٩)  .

وقوله سبحانه مخاطباً رسوله الكريم: " نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق: ٤٥) ، وقوله سبحانه كذلك: " فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ «٤٣» وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ «٤٤») (الزخرف: ٤٣٤٤).

وعلى أساسه سيكون الامتحان النهائي يوم القيامة، وستكون الأسئلة من القرآن، وعلى الإنسان أن تكون إجابته من آياته البينات. فمن اتبع كتاب الله وتدبر آياته، والتزم بتشريعاته، وطبق عظاته، ومارس أخلاقياته، فستكون إجاباته مقبولة، ويصبح من أصحاب جنات النعيم.

وأما من اتبع ما قاله فلان من شيخ وإمام وفقيه وعلام، واعتمد على روايات الأنام، فقد ضل الطريق، وسقوطه مؤكد في الامتحان، يساق حينها إلى سقر وبئس المقر، فقد خسر الدنيا والآخرة.

ذلك هو الخطاب الوحيد: القرآن الكريم، الذي أنزله الله على رسوله ليبلغه للناس، وينذر من يهجر كتابه عذاب يوم الحساب. ورحمة بعباده، فقد بيّن لهم الطريق المستقيم الذي لا يضلون بعده.

وقد دعاهم في كتابه للعمل الصالح، والتراحم بينهم، والتعاون فيما ينفعهم، وأن يحكموا بالعدل والإنصاف، حتى لا يظلم بعضهم البعض، لتتحقق الألفة والأخوة الإنسانية بينهم، ليؤسسوا مجتمعات مستقرة تستمتع بالسلام والأمان، ويعيش الجميع حياة كريمة أساسها الرحمة والعدل والإحسان والحرية.

ومن أجل تلبية دعوات تصويب الخطاب الإسلامي، لإزالة التشويه والتحريف الذي تراكم على مبادئه السمحة بعشرات الآلاف من الروايات المزورة، والإسرائيليات، والأساطير المحرّفة التي شوهت رسالة الإسلام الإنسانية، وزيفت حرمة الاعتداء على حقوق الإنسان الذي كرّمه الله، ومنحه كل الحرية في العقيدة والسعي للرزق الحلال، وتسببت الروايات في تضليل الناس عن الإسلام وأخلاقياته السامية.

وكما وصف الله سبحانه رسوله الكريم بقوله: " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " (القلم: ٤)، كما أن التكليف الإلهي له بنشر الرحمة بين الناس جاء في قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " (الأنبياء:١٠٧).

فأين الأخلاق التي يتعامل بها المسلمون غير الكراهية والحقد والقسوة؟ ، وأين الرحمة عند المسلمين الذين يقتلون بعضهم بعضًا، ويعتدون على حقوق أشقائهم بمساعدة أعدائهم ؟

اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .