اهم الاخبار
الأحد 27 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

د عبد الراضي رضوان يكتب : ما الرسالة الإسلامية ؟ .. إعادة نظر في الفهم الشائع

الوكالة نيوز

في إطار الفهم التقليدي للرسالة الإسلامية، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في جوهر هذه الرسالة بعيدًا عن الاختزال في العبادات الشكلية ، ومن خلال قراءات عميقة في كتب ومقالات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي ، والتي اتخذت من القرآن الكريم مرجعية أولى، تتكشف أبعاد أوسع تشمل الإيمان، والإحسان، والقيم الإنسانية، بوصفها مكونات متكاملة لمنهاج إلهي جامع، لا ينفصل فيه السلوك عن العقيدة .

وهنا لابد وان نطرح تساؤلات حتمية حول ماهية الرسالة الإسلامية:

  • هل الرسالة الإسلامية هي أركان العبادات الخمسة المعروفة؟

• وإذا كانت كذلك، فماذا نحن فاعلون أمام الآيات الملزمة بالإيمان وأصوله، بدءًا بالتوحيد مرورًا بالكتب السماوية والنبوات واليوم الآخر والقدر والملائكة، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).

• وإذا كان الأمر كذلك، فماذا نحن فاعلون بآيات الإحسان، الملزمة بالإحسان بدءًا من الوالدين: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ، مرورًا بالإحسان لذوي القربى والضعفاء، وانتهاءً بالإحسان إلى جميع الناس قولًا وفعلًا: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).

  • العودة إلى القرآن لفهم شامل:

وما هناك من مخرج سوى العودة إلى القرآن الكريم فيما تضمنه من بيان بذلك، هو مجموع الأوامر والنواهي التي يشتمل عليها القرآن في أقسامه الثلاثة: التوحيد، القصص، الإخبار (أمرًا ونهيًا) عمومًا، وفي قسم الإخبار خاصة.

وهذا ما لخصه القرآن الكريم في بيانه تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

  • الشرعة والمنهاج: تكامل شامل

فالشرعة والمنهاج الخاص بالرسالة الإسلامية، والمشار إليه في البيان الإلهي، يتضمن مجموع الأوامر والنواهي والقيم والمبادئ والتوجيهات والسبل التي تشمل مجالات:

• العبادات

• المعتقدات

• المعاملات

• الإدراكات

• الإحساسات الباطنية

• الإرادات والهمم والنوايا

• الأخلاقيات

  • اكتمال الالتزام: بين البر والتقوى

ولا يكتمل حد الالتزام بموجبات الرسالة الإسلامية إلا باجتماع هذه الجوانب عبادة واعتقادًا وسلوكًا ومعاملات، فيما أخبر عنه القرآن باسم البر أو الصدق أو التقوى، وذلك في قوله تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).

كاتب المقال : عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقاً .