الزكاة علاج قرآني لـ أمراض النفس والمجتمع .. علي الشرفاء : مشروع تربوي لا طقس موسمي
- رسائل جريئة علي صفحات مجلة كل خميس : الزكاة دواء رباني للنفس لا جباية مالية .. عبادة تُشفي القلوب وتُقيم العدل

صدر اليوم العدد رقم 81 من مجلة " كل خميس " ، متضمّناً قراءة فكرية معاصرة لفريضة الزكاة، تصدّرها مقال رئيسي للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بعنوان : " الزكاة في القرآن .. وقاية من سخط الله ودواء لأمراض القلوب " .

إذ يفتح الشرفاء الحمادي مقاله بنداء فكري يدعو إلى تحرير الزكاة من القيود الفقهية التقليدية التي حصرتها في نسب وأنواع مالية محددة، مؤكدًا أن الفريضة في أصلها ليست مجرد عبادة مالية، بل مشروع تربوي وأخلاقي يعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمال، ويُطهر النفس من الشحّ والأنانية .

ويوضح علي الشرفاء أن القرآن ربط الزكاة بالتزكية، مستشهدًا بقوله تعالى " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا " .. وقوله عز وجل : " وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .. صدق الله العظيم .. في إشارة إلى أن الزكاة تعالج أمراض القلوب، لا جيوب الفقراء فقط .

وفي نافذة " ما قلّ ودلّ " رصدت المجلة البُعد النفسي في فهم الزكاة، حيث أبرز الشرفاء كيف أن الانفاق في سبيل الله يحقق سلاماً داخلياً ، ويُهذّب السلوك، ويقضي على مشاعر التوتر الاجتماعي بين الطبقات .

كما تضمن العدد تقريراً تحليلياً بعنوان : " الزكاة بين النص القرآني والتطبيق الغائب " ، تناول فيه الكتّاب الفجوة بين المفهوم القرآني للزكاة والممارسة الواقعية لها في المجتمعات الإسلامية، مشيرين إلى معوقات مثل الجمود الفقهي، وغياب المؤسسية، وضعف نظم الحوكمة، ما حوّل الزكاة إلى طقس موسمي، لا أداة فعالة لإعادة توزيع الثروة وتحقيق التكافل.

وقد شارك في العدد عدد من الباحثين والمفكرين العرب الذين أثنوا على الطرح الجريء والدقيق للمفكر علي الشرفاء، مؤكدين الحاجة إلى تجديد النظر في الفريضة انطلاقاً من روح القرآن لا قيود الفتاوى .

الجدير بالذكر أن المجلة يرأس تحريرها الكاتب والباحث محمد الشنتناوي، وتصدر بشكل دوري حاملة قضايا الفكر والدين والمجتمع برؤية معاصرة ومهنية .