اهم الاخبار
الخميس 17 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

صوت القرآن في وجه الطغيان .. دين الإسلام بريء من فوضى الدم وشعارات مسمومة بـ الزيف والزور

بهذا الوجع يكتب علي الشرفاء : آن أوان مواجهة تنظيمات الكفر والضلال .. ومن جعلوا دين الله مطية للسلطة

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

اشتدَّ ظلام الفتنة علي أمة العرب والإسلام .. تبدّلت فيها ملامح الحق تحت أقنعة شعارات الزيف والزور .. ثم .. ثم تحوّلت قدسية الرسالة الإلهية علي أيدي تنظيمات إرهابية إلى شعارات جوفاء .. تنظيمات اتخذت من آيات القرآن الكريم تصريحاً لـ إراقة الدم وإرهاق الروح البريئة .. تنظيمات تسللت علي " الدين " بـ اسم " الدين " .. حرَّفت النص المقدس وأباحت القتل والسفك .. و أهلكت الزرع والنسل في أوطاننا وأرضنا ووسط اهلنا وربوعنا .

هنا لم يعد الحياد فضيلة .. هنا تصبح أمانة الكلمة سيف يقاتل طغيان تنظيمات لبست رداء الدين .. ثم .. ثم حرّفت مقاصد رسالته النقية الطاهرة إلى ترويع وفوضى .. هنا سقطت أمة العرب والإسلام في براثن تلك التنظيمات التي تتمسح زوراً وبهتاناً في دين الله .. وعندما كتب المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي مقالة الذي يحمل عنوان : " الإسلام يحرِّم التنظيمات " انما يريد للامة أن تفيق من غفوتها .. وتنهض من تحت ركام الخطاب الديني المتشظِّي .. يكتب علي الشرفاء متمسكاً بـ نور القرآن ومحذراً من التفرّق والشرك بـ الله .

ويستدعي الحمادي في كتاباته آيات قرآنية قاطعة .. تُدين كل من حوّل الإسلام من وحدة ربانية إلى جزر طائفية متناحرة ..آيات بينات تدين كل من أقام حول كتاب الله أسوار مذهبية وطائفية ومليشيات أيديولوجية .. إذ يستشهد الحمادي  بقول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء " .. صدق الله العظيم  .. آية كريمة تعد بمثابة تأكيد إلهي علي أن الله سبحانه وتعالى برأ رسوله الكريم من أولئك الذين انحرفوا عن خط التوحيد .. وركبوا أمواج التحزّب بـ اسم الدين .. وتحركوا نحو طريق الشرك والضلال .. ثم .. ثم إستبدلوا الحق المطلق بـ ولاءات بشرية فاسدة .

جاء المقال كاشفاً لـ مأساة حقيقية .. مأساة اختُطفت فيها تعاليم الإسلام الحنيف لـ تصبح أدوات تخويف بدلًا من أن تكون مصادر طمأنينة وعدل .. فقد حوّلت التنظيمات المتطرفة مثل :  " الإخوان والقاعدة وداعش  " .. حولت المساجد من بيوت لله إلى مصانع للكراهية وثكنات لـ تجنيد الإرهابيين .. حولوا صيحة  " الله أكبر " من نداء للرحمة إلى إنذار بـ الرعب .. و شوهوا شعارات الإسلام حتي صارت أدوات للجريمة .

بـ هذا الوجع يكتب علي الشرفاء الحمادي .. لكنه لا يُحمّل التنظيمات التكفيرية وحدها مسؤولية ما حدث ويحدث .. انما يحمل أيضاً المسئولية لـ من أفتى لهم .. ومن حرّف آيات الله لـ تخدم طغيانهم .. وتسببوا في سقوط أمة بأسرها في مشروع إبليسي للخراب .

أمة سقطت في انحراف فكري علي ايدي كيانات شيطانية تنفذ مخططاً ضد مقاصد الله في الأرض .. وهنا يقول الله سبحانه وتعالي : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " .. صدق الله العظيم  .. وهذا ليس مجرد تشخيص ديني .. بل إدانة قانونية ربانية لـ هؤلاء الذين يسعون في الأرض فساداً .. يقتلون الأبرياء ويحلّون الحرام تحت مظلة الدين الذي حرّم الحرام .

وأحسب هنا ان ما يدعو إليه علي الشرفاء ليس فقط رفض التنظيمات .. بل دعوة صادقة لـ تحرير الإنسان من عبودية القيادات والطوائف والمذاهب .. دعوة للعودة إلى القرآن وحده كتاب الله الذي يجمع ولا يفرّق .. يحرر ولا يُقيد .. يبني الإنسان ولا يستغله .. نعم إنها دعوة للعودة إلى الإسلام السمح الحنيف كما أنزله الله لا كما صنعته التنظيمات .. إسلام لا يرفع سلاحاً في وجه الأبرياء .. بل يرفع قيم الرحمة والعدل والعقل .

فما كتبه ويكتبه علي الشرفاء الحمادي ليس مجرد رأياً فكرياً .. بل نداء نجاة لمن سقط في أتون الدم والفتنة والتشظّي .. ما كتبه ويكتبه دعوة صادقة ترفض أن يكون الدين وقوداً  للحروب أو سلعة في بازار السياسة .. إنه صوت العقل وصوت القرآن في زمن تكاثرت فيه أصوات الخراب .

فـ هل تصغي أمة العرب والإسلام قبل أن يستفحل فيها الطوفان ؟ .

يا أمة العرب والإسلام : لم يعد الصمت خيار .. فقد آن أوان المواجهة مع من جعلوا من دين الله مطية للسلطة .. مواجهة مع من جعلوا من الجنة وعداً مشروطاً بـ الطاعة العمياء .. آن آوان ضرب جذور الفتنة وإعادة فتح أعين أُطفئت وقلوبٍ ضلَّت عن طريق النور .

اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد .