اهم الاخبار
الخميس 29 مايو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

صرخة في وجه العروش والكهوف | الإسلام لا يُختزل في عباءة كاهن .. ولا سلطان إلا للآيات

عندما يُنادي القرآن تتساقط الأقنعة .. مشروع تحرري لـ علي الشرفاء يشعل به نار الوعي في وجه كهنة الظلام

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

حين ينطفئ وهج النور في عيون الناس .. ثم .. ثم تُختطف الحقيقة تحت ركام الأساطير .. عندئذٍ لابد وأن يعم الظلام .. ويغيب النور .. ويتمكن الجهل .. ويغرق البشر في ظلام دامس لا نهار بعده .

.. أما .. أما إذا علا صوت الحق وارتفع .. وعاد الناس الي أصل الدين " القرآن الكريم " .. فلابد وأن ينبلج الفجر بعد الليل الطويل .. ولابد وأن تهتز جدران الصمت .. وتنهدم معابد الكهنوت التي أقامها تجار الدين على أنقاض الوعي والنور .. لابد وأن يأتي يوماً تهب فيه ريحاً صرصراً  تقتلع أقنعة الزيف .. وتعيد الحقيقة المصلوبة على أعمدة شيوخ الظلام .

.. و .. و هنا ينهض المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في زمن الصمت الطويل .. لـ يصدر موسوعته الفكرية " ومضات على الطريق " وبالتحديد في الجزء الثاني منها تحت عنوان : " مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي " .. موسوعة لا تُقدّم نصائح عابرة .. بل تضع مشروعاً تحررياً يعيد صياغة الوعي الإسلامي من جذوره .. وينادي بعودة الدين إلى أصله ومصدره الأول : القرآن الكريم .

هنا في موسوعة " ومضات علي الطريق " .. لابد وأن يدرك الناس أنه لا سلطان إلا سلطان الآيات .. ولا قداسة إلا لـ كلمات الرحمن .. هنا لا موضع للكهنة .. ولا مكان للمتكسبين باسم الدين .. هنا دعوة للثورة على عصور من التضليل والتجهيل .. هنا ثورة لـ إستعادة الإسلام كما أراده خالقه : عدلاً لا جوراً .. حرية لا قهراً .. رحمة لا رعباً .. إنسانية لا استعباداً .

إذ توقظ رسالة الشرفاء الحمادي الناس من الغفلة .. لتؤكد لهم أن الإسلام الذي نادى به الله لم يكن دين سوطٍ ولا خضوعٍ أعمى .. لم يكن طغيانًا مغلّفاً بلباس التقوى .. بل كان وعداً للإنسان أن يعيش كريماً .. يأكل بكرامة .. ويعبد بعقل .. ويحيا في ظل رحمة لا تعرف التمييز ولا تُطيق الظلم .. إنه العهد الذي لا يرضى أن يبيت فقير جائع .. ولا مظلوم مقهور .. ولا إنسان مهدور الكرامة .. هو دين التكافل في أسمى معانيه .. هو نور الحق حين يُطفأ كل ضوء زائف .

وفي قلب هذا النور وقف نبيّ الهدى سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .. لا مشرّعاً من عنده .. ولا متكهناً .. بل عبدٌ اصطفاه الله لـ يبلّغ الرسالة الالهية التي تهدي إلي الحق المبين .. لم يكن نبياً للروايات بل نبياً للآيات .. سلاحه الوحي الالهي .. ومصدره كلام الله وقرآنه الكريم .
فلما انحرفت البوصلة .. وتقدّمت الرواية على الآية .. وغاب النص الإلهي خلف أصوات المؤولين .. كان لا بد من الصيحة الكبرى : أن عودوا إلى القرآن .. إلى الأصل .. إلى النبع .. إلى الضياء الذي لم ولن تلوثه أيدي البشر .

وتتجلى صرخة الحق عند علي الشرفاء الحمادي .. لا لتُسمع فقط بل لتوقظ .. وتفضح .. وتحرر .. وتؤكد أن أمتنا العربية والإسلامية تقف أمام مفترق طرق بين النور والظلام .. وأن رسالة الإسلام لا تعرف المداراة .. ولا تؤمن بنصف الحقيقة .. وأن العودة للقرآن هي الدواء لكل داء .. فقد مرت علي أمة الإسلام حقبة مريرة تربّص فيها المتربصون .. وعاث المجوس والفرس واليهود فساداً وزوراً في صميم الدين .. دسّوا السمّ في العسل .. ونسجوا خيوط الخرافة وزوّروا .. وكذبوا علي الإسلام .. والبسوا الزيف عباءة العلم .. حقبة رفع فيها الكذب راية الفقه .. وحولوا الدين إلى أداة قمع وشرعية لحكم السلاطين .. حتي منابر الله حوّلوها إلى أبواق سلطوية .. وزعامات باعوا من خلالها كلام الله بثمن بخس .. ليتقربوا إلى العروش .. ويغمسوا فتاواهم في دماء المظلومين .

حتي تمكن الطغاة وصنعوا كهنةً يلبسون العباءة .. ويبيعون الجنة لمن يدفع .. ويحتكرون طريق الله في غرف مظلمة تُدار بحسابات السياسة والمال .. هؤلاء لم يعرفوا الله .. بل عرفوا كيف يتاجرون باسمه .. ويبيعون دينه على موائد الحكام.

ولكن النور لا يُطفأ أبدا .. والزيف لا يخلد .. والكلمة التي هبطت من السماء ستظل تعصف بكل صنم فكري .. وتفضح كل وهم ديني .. وسيظل القرآن مصان في اللوح المحفوظ رغم كل ما طاله .. سيظل النبع الذي لا يعكره غدر .. ولا تلوثه خرافة .. فلا قداسة إلا لـ كلماته .. ولا سلطان على العقول سوى سلطان الحق النازل من السماء .

بدت كلمات علي الشرفاء في موسوعته الفكرية .. وكأنها تحارب في ميدان الوعي كي تقتلع الأكاذيب من عقول الناس .. وتفضح من أقاموا إمبراطوريات الظلم فوق عظام الحقيقة .. موسوعة فكرية ترفع راية القرآن وتصرخ في الناس : الإسلام لا يُختزل في فتاوى طيور الظلام .. ولا يُباع في أسواق الطوائف .. الإسلام الذي نعرفه لا يخنق الإنسان بل يحرره .. لا يكبل العقول بل يوقظها .. لا يقيم الطغاة بل يهدم عروشهم باسم العدالة الإلهية .

رسالة علي الشرفاء تضرب عصب الحقيقة .. وتكشف كيف تواطأ الكهنة مع الطغاة .. فحوّلوا الدين إلى أداة تسويق سلطوي .. وخلعوا على القتل والظلم ثياب الورع الكاذب .. واستخدموا كلام الله كرصاص في صدور الناس .. فاختلط الدم بالحبر .. وضاع النور وسط دخان التقديس الكاذب.

لذا ينادي الحمادي في الناس : عودوا إلى القرآن الكريم .. فمن ضلّ عنه تاه .. ومن تمسك به نجا .. ومن استبدله هلك .. تعلقوا بكلمات ربكم التي لا يأتيها الباطل .. ولا يعلو فوقها سلطان .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد .