رحلة تحرر لا تقبل الرجوع | ثورة العقل تبدأ من هنا .. افتح قلبك واقرأ آيات القرآن
علي الشرفاء يفجر ثورة فكر ناعمة ضد طيور الظلام : كفى وصايةً باسم الدين .. فلا سلطان على فكر حرّ يقوده كتاب الله

حين تنطفئ أنوار العقول .. ثم .. ثم تتكدّس روايات الزور على موائد شيوخ الظلام .. عندئذٍ يتحوّل النور إلى سراب .. و تُختطف رسالة الحق إلى دهاليز الظلم والطغيان .. فتغيب الحقيقة وتطمس خلف حكايات مفخخة وفتاوى مضللة .. ولا ندري هنا كيف تَسرّبت الخرافة إلى نبع الطهارة ؟! .. كيف استبدل الناس الرحمة بالوصاية .. والعدل بالخوف ؟! .. كيف استبدلوا النور بظلام صنعته عقولٌ مأجورة ؟! .. كيف تاهت البوصلة في زمن أغبر يمر علي أمةً العرب والأسلام ؟! .. كيف اختلطت أنفاس السماء بروايات أهل الأرض .. وكيف غرق العقل في بحور من أكاذيب الزور ؟! .
آما آن أوان اليقظة ؟! .. آما آن للوعي أن ينهض من غفوته ؟! .. آما آن للضمير أن يتمرد على وصاية الزيف ؟! .. أحسب أن هذه ليست مجرد تساولات عابرة .. ولا حتي مجرد دعوة للقراءة .. بل هي انتفاضة فكر .. وثورة عقل .. وعودة جريئة إلى النبع الأول " القرآن الكريم " .. حيث لا صوت يعلو فوق صوت الآيات .. ولا مرجعية تعلو على كتاب الهداية .
إنها صرخات وعي .. تنبثق تفاصيلها في الجزء الثاني من الموسعة الفكرية الفريدة " ومضات على الطريق " .. والتي حملت عنوان : " مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي " لـ المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .. عند قراءتها تجد نفسك أمام نداء يوقظ الضمير وصوت يزيل عن العقل صدأ القرون .. تجد نفسك أمام مفكر مستنير حاملاً مشعل من نور في زمن خيم فيه الظلام .. مفكر يعيد للعقل اعتباره وللقرآن عرشه المقدّس .
في كل سطر .. ينسف الحمادي أوهام الروايات التي لبست لبوس الدين .. ويهدم جدران الوهم التي أقامها فقهاء السلطان حول عقل المسلم .. يصرخ في موسوعته الفكرية بصوت لا يعرف المجاملة : هذا ليس الإسلام الذي نزل به الوحي .. الإسلام الذي نعرفه لا يبرر الظلم .. ولا يُقدّس القهر .. ولا يُفرّق بين الناس طبقات .. بل هو دين تحرير الإنسان من كل وصاية إلا وصاية الله .. ومن كل عبودية إلا عبوديته سبحانه وتعالي .
الرسول الذي حمل الرسالة .. لم يكن صانع معجزات ولا أساطير .. بل كان حاملاً للأمانة ومبلّغاً للكلمة .. ومفجّراً للتفكير والتدبر في العقول .. لم يطلب من الناس أن يؤمنوا بروايات البشر .. بل دعاهم كي يتأملوا ويؤمنوا بـ آيات رب البشر .. وأن يتحرروا من التبعية العمياء لفتاوى مزيفة صاغها رجال يتحدثون باسم الله وهم عبيداً للشيطان .
علي الشرفاء يكشف ويُعري .. ثم .. ثم يفضح تلك الشبكة التي حيكت عبر العصور باسم الدين .. ويطلق صافرات إنذار في موسوعته الفكرية " ومضان علي الطريق " .. محذراً من جماعات أسست للمذهبية .. ورسخت الفكر الطائفي وفرقت الناس شيع وملل متناحرة .. حتي خنقت الدين بروايات مشبوهة أُلبستها ثياب القداسة .. روايات أُريد لها أن تهيمن على العقول .. وتُقصي القرآن حتى يصير الإسلام غريباً في دياره .. وأسيراً لكتبٍ لم ينزل الله بها من سلطان .
إنها صرخة تحرير : لا رواية تعلو على القرآن ولا اجتهاد يُقدّم على نصه .. لا مرجعية إلا كتاب الله .. ففي آياته البينات يكمن الحق .. ويتجلّى النور .. وتتحقق الرسالة التي أرادها الله لعباده .. رسالة رحمة وعدل وحرية وسلام .. و .. و يبدو هنا علي الشرفاء وكأنه يقود ثورة فكر ناعمة في موسوعته الفكرية .. ثورة تهدم أصنام الاستبداد الديني .. وتعيد الإسلام لـ موقعه الطبيعي في حياة الإنسان .. نوراً للعقل وعدلاً للمجتمع .. ورحمة للعالمين .
صوت الحمادي ينادي في الناس : يا بن آدم .. افتح قلبك .. افتح عقلك .. إقرأ فربما تبدأ من هنا أعظم رحلة تحرر في حياتك .. رحلة تحرّر العقل من أغلال الموروث .. وانعتاق القلب من سطوة الخوف .. وانبلاج البصيرة من بين ركام القرون .. فلم يكن الدين يوماً أداة استعباد بل وعداً بالحرية .. ولم تكن الرسالة أسطورة بل مشعلاً للعقل .. فقد آن أوان العودة إلى النور .. إلى الكلمة التي لم تُدنّس .. إلى الكتاب الذي لا يأتيه الباطل .. فمن أراد النجاة فليُقبل بعقله لا بعينيه وبقلبه لا بظلّ خوفه .
هنا فقط تبدأ الحرية .. هنا فقط تُبعث الحياة .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد .