الساعة أقرب مما نظن .. افتح قلبك للقرآن ولا تركع لـ أصنام البشر
علي الشرفاء : لا قداسة تعلو على كلام الله .. لا نسب ينفع ولا لقب يُنجي .. الجنة لا تُشترى والنجاة لا تُورَّث

- صوت القرآن زلزالٌ يهزّ أركان التقليد .. كلماته كالرعد في ليل الغفلة .. ونور يضئ ظُلمات الخرافة
يبدو اننا نعيش زمنٍ أختفت فيه الحقائق خلف الغيوم الداكنة .. زمن أرتفع فيه ضجيج أهل الزور فتشتت الفهم وغاب عن الناس البصر والبصيرة .. زمن تبدّلت فيه معايير العدل .. وأُختطفت العقول بـ أغلال موروثات غيبت فينا العقل والدين .. يبدو أنها أوقات صعبة تكسّرت فيها الثوابت تحت وطأة التزييف .. وصارت الأنساب تميمة نجاة .. والألقاب طوق عبور .
- صوت يعصف بالجمود
ورغم تلك الظُلمة ينبثق نورٌ يشقّ عتمة الجهل .. وصوتٌ لا يساوم ولا يجمّل الواقع المر المرير .. صوت لا يخشى الارتطام بـ أصنام الوهم.. يعيد للحق هيبته وللعقل سلطانه .. صوت تتفجّر كلماته من بين السطور كالرعد في ليل الغفلة .. صوت يعصف بالجمود ويبعث في الأرواح شرارة الوعي الحارق .. أنه صوت القرآن الذي يحاول البعض هز عرشة برويات وحكايات ما انزل الله بها من سلطان .. كلام الله المصان في اللوح المحفوظ .. سيبقي شامخا لا يركع أمام اصنام الجهل وجبروت الطغاة .
- لا حصانة لأحد عند الله
وفي ذاك الإطار التنويري يخرج علينا المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي كعادته بمقال جرئ يحمل عنوان : " لا حصانة لأحد عند الله .. والأفضلية بالعمل الصالح " .. مقالةٌ ليست كغيرها بل صفعة جديدة على وجه الروايات المدسوسة .. وصيحة ضد التقليد الأعمى .. كلماته تقتلعك من وحل المسلّمات إلى علياء الحقيقة .. وتوقظك من سبات الشعارات إلى نور القرآن .
- كلام يخترق جدران الغفلة
بدا علي الشرفاء وكأنه أراد ان يخترق جدران الغفلة .. ويكسر أصنام الفكر التي تكبّل العقول بـ كلمات عاقلة تمد يد الوعي إلى قلب الإنسان .. كي تنتشله من ظُلمات الخرافة وتعيده إلى النور الساطع .. إلى جوهر الإسلام وصحيح الدين الحنيف .. اذ يقول المولي عز وجل في محكم تزيله : " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " .. صدق الله العظيم .
- الله لم يعطِ صكوك غفران
" فلا شعارات تُنجي من الهلاك .. ولا ألقاب ترفع من وحل الظلام .. ولا أنساب تُقرّب الي الله " .. هكذا هي رسالة علي الشرفاء الروحانية من وراء سطور مقاله الجديد .. فالله عز وجل لم يمنح حصانة لأحد من الحساب.. ولم يعطِ صكوك غفران ولم يخصّ أحدًا بالجنة دون سواه .. الا بـ الأفضلية في العمل والاخلاص في العبادة .. اذ يقول المولي سبحانة وتعالي : " يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ (6) فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ (7) وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ(8).. " صدق الله العظيم .. وهذا هو الميزان الذي لا يميل .. هذا هو العدل الذي لا يحابي.
- الإسلام ليس طقوسًا خاوية
وتنطلق مسيرة علي الشرفاء الفكرية نحو الوعي العميق كي يرفع رايةً مهجورة .. آلا وهي راية " القرآن الكريم " .. الذي أُنزِل من عند الله ليُحكم به .. ويُهتدى بنوره .. ويُبنى به إنسان صالح لإعمار أرض الله الواسعة .. فالإسلام ليس طقوسًا خاوية .. ولا أناشيد محفوظة .. ولا احتفالات موسمية .. إنما هو رسالة حياة .. وثورة على الظلم وعدالة للمظلوم ونهجٌ يعيد للإنسان قيمته ومقامه حسب صدق فعله ونقاء قلبه وقربه من الله . .. لا بزيه ولا بلحيته ولا بجنسيته .
- صيحةٌ توقظ الغافلين
" فلا حصانة لأحد عند الله " .. تلك ليست مجرد عبارة وضعها علي الشرفاء بين سطور مقاله .. بل هي زلزالٌ يهزّ أركان التقليد .. وسياط يجلد تواطؤ الصمت .. وصيحةٌ توقظ الغافلين : كفاكم عبادة للأسماء .. كفاكم تقديسا للأصنام البشرية .. فالجنة لا تُشترى والنجاة لا تُورَّث .. والانحياز لن يكون إلا للحق .. والاتباع لن يكون إلا للقرآن .. أما من احتكروا تفسير كلام الله وضيّقوا أفقه فلا انحياز لهم ولا إتباع .. إذ يقول الله تعالي : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰوَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " .. صدق الله العظيم .
- لا أحد يملك مفاتيح النجاة
وهذه ليست دعوة للترف الفكري بل انتفاضة فكرية .. تبدأ من وعي الذات وتمتد لإحياء أمة لن تُبنى على الطائفة .. ولن تنهض بالولاء الأعمى لموروثات بالية .. بل تُبنى بالعلم وبالعدل وبالعمل وبالقرآن واتخاذه منهجاً للحياة .. فإن لم توقظنا هذه الكلمات من الغفلة فبأي صوتٍ سنفيق ؟ وإن لم يحرّكنا هذا النداء فبأي حقّ سننتصر ؟
فيا من تاهت بوصلتك .. قف مع نفسك لحظة صدق وافتح قلبك لكلمات لا تطلب منك تصفيقاً .. بل تدعوك لثورة داخلية تُعيدك إلى أصلك .. إلى حريتك .. إلى إنسانيتك .. فالطريق واضح .. والحق ناطق .. والحجة قائمة .. ولا عذر لك بعد اليوم .. افهمها جيداً فلا أحد فوق الحساب .. ولا أحد يملك مفاتيح النجاة .. وحده العمل الصالح يرفعك .. وحده الإخلاص يُنجيك .. وحده القرآن يهديك .. فاختر الآن قبل أن تُطوى الأعمار .. فالأقلام توشك أن تُرفع .. والصحف على وشك أن تجف .
- الساعة أقرب مما تظن
يا بن آدم ها قد قيلت الكلمة .. وانكشفت الحُجّة .. فلا عذر لمن يغمض عينه ويتعمّد الغفلة .. فهذا صوت الحق يصدح ويدعوك .. لا ليُرضيك بل ليوقظك .. فلا تُراوغ ولا تُساوم .. فالعمر يمضي والفرصة لا تتكرر .. عد إلى أصل النور إلى القرآن .. إلى كتابٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. لا تنتظر الغد فالحق لا ينتظر المتأخرين .. إما أن تكون مع الوعي .. أو تُدفن مع الزيف .
القرار لك .. والساعة أقرب مما تظن .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد .