اهم الاخبار
الثلاثاء 30 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. روان العراقية الجاسـوسة التي جنـدت العسكـريين بجسدها وبمساعدة زوجها عيـزرا ناجي

قصة الجاسـوسة العراقية التي باعت جسـدها للشيطـان

الوكالة نيوز

من خلال سلاح أنوثتها الفتاك استطاعت العميلة روان العراقية أن تنصب الشباك حول طبيب أعزب بالجيش العراقي يحمل رتبة نقيب.. فما كان منه إلا أن أطاع رغباته المكبوتة وأغراه سرير الأفعى.. حتى جاءت اللحظة التي يفقد فيها الرجل عقله.. تلك اللحظة التي تعرفها روان جيدا فتبدأ بمكاشفة الفريسة بحقيقتها.. لتطلب منه صراحة العمل لصالح شبكة الجواسيس التي تنسجها.. فلم يصدق النقيب حسين علي عبد الله أنه بين أحضان جاسوسة محترفة، فانتفض بين أحضانها وقام فزعاً يرتدي ملابسه ويتوعدها بمصير مظلم.. فهددته روان بتسجيلاته المثيرة معها فرد عليها بأنه رجل ولا عار عليه فهي وعلى العكس تؤكد رجولته.. فهددته مرة أخرى بأحاديثه السياسية والعسكرية وأن مستقبله بيدها.. فبصق عليها قائلاً إنهم سيكافئونه بالترقية لأنه سلمهم جاسوسة خائنة.. وهجم عليها محاولاً تكبيلها واقتيادها للسلطات، لكنه فوجئ بزوجها عيزرا يقف أمامه ويشهر مسدسه.. ولم يترك عيزرا فرصة للنقيب حتى يتعامل معه.. وانطلق الرصاص إلى رأس النقيب.. فمن هما روان وعيزرا اللذين عملا لصالح الكيان في العراق.. وكيف عاشا سويا في بئر الخيانة وماتا معا على منصة إعدام واحدة.. بعدما كشفتهم المخابرات العراقية؟ إليكم القصة
 


 باقة زهور 

تعرف عيزرا على معلمة بالمعبد اليهودي تُدعى ملاذ.. فأحبها وتزوجها عام 1952.. لكنها ماتت بعد فترة قصيرة لإصابتها بحمى التيفود.. وفي أحد الأعياد حمل باقة زهور الى قبرها واستند برأسه على جدار القبر  فتفاجأ بيد حانية تربت على كتفه.. فوجد رجلاً قارب الستين وهنا تعرف عيزرا على العجوز بوشاط الذي حكى له عن زوجته التي ماتت هي الأخرى في شبابها وهي تلد، وعاش بلا زوجة واهباً حياته لابنته الوحيدة التي أنجبها.. وأصبحا أصدقاء من بعد هذا اللقاء وكان بوشطا تاجرا معروفا في منطقته وفي أول زيارة من عيزرا لبيته تعرف على ابنته الوحيد روان التي أوقعته في حبها من النظرة الأولى.. حتى غرق عيزرا في حبها وظل يفكر بها حتى قرر أن يطلب يدها.. واستجمع جرأته وسألها هل تقبل به زوجاً، فأخبرته أن هذا الأمر بيد والدها لا بيدها، فصارح بوشاط برغبته، ولحظتها.. ضحك العجوز ساخراً، وسأله كم ديناراً يملك مهراً لها؟

الهجرة إلى أرض الميعاد

فأجابه عيزرا بأنه يدخر ألف دينار فضحك العجوز وقال له إن نهر ابنته عشرة آلاف دينار.. فذهب عيزرا واستدان ألف دينار أخرى وطلب من بوشاط أن يتزوج روان وسيكتب له وصلا بباقي المهر ففكر العجوز قليلا وأخبره أنه موافق لكن بشرط وهو مساعدته في إقناع من يعرفهم من اليهود للهجرة إلى أرض الميعاد، وأن تحديد موعد زواجهما مرهون بمدى ما يبذله من جهد في هذا المجال.. فوافق عيزرا على الفور وبذلك استطاع بوشاط اصطياد عميل جديد للموساد، يعمل مجانا عن قناعة.. واثقاً من إخلاصه للعمل، لكي يفوز بابنته الرائعة بعد ذلك..

وما هي إلا أشهر قليلة حتى كان رصيد عيزرا اثنتي عشرة أسرة يهودية، تمكن من إقناعهم بالهرب الى إيران.. ومنها الى إسرائيل.. حيث تبدأ الرحلة من الشمال الشرقي، يقوم فيها بعض العملاء من الأكراد بدور رئيسي وفعال.. إذ يقودون الهاربين عبر الجبال والسهول والممرات الوعرة الى الحدود الإيرانية.. حيث يتعهدهم حرس الحدود وضباط الموساد

 تهريب اليهود

وبالفعل كافأه بوشاط وزوجه بابنته روان.. ليموت بوشاط بعد ذلك ويصارح عيزرا زوجته بأمر أبيها ومعاونته له في تهريب اليهود.. فأخبرته أنها كانت تعلم وأنه بطلٌ في نظرها.. وبعد فترة وبطريقة ما تواصل أحد ضباط الموساد مع عيزرا ليخبره باستمرار العمل ويزوده بالمال.. بل وقام بتدريب عيزرا على تكوين الشبكات والربط بينها.. واستمر العمل على ذلك وتم منحه رتبة عسكرية في الجيش الاسرائيلي، تضمن له ولأسرته معاشاً محترماً عندما ينتهي من مهمته ويفر اليهم.. وخضع لدورة تدريبية جديدة لتعلم كيفية استعمال اللاسلكي في الإرسال بعدما سلموه جهازاً لاسلكياً متطوراً. . ولا يمكن رصده بأجهزة تتبع الذبذبات التي لم تكن موجودة أصلاً بالعراق أصلا.. كذلك نجح عيزرا في تنمية علاقاته ببعض المسؤولين، وطلب الإذن بتجنيد ما يراه مناسبا منهم
وبعد فترة بدأت روان تشعر بالملل كونها جالسة في البيت طوال اليوم بلا أي نشاط تفعله ولم ينجبوا أطفالا حتى لتنشغل بهم.. فاقترح عليها عيزرا أن تقوم بمساعدته في عمله السري.. وكانت المهمة الأولى لروان كالتالي.. 

 المهمة الأولى

كانت المهمة الأولى في غاية البساطة حيث كان المطلوب منها أن تبدي بشاشة لموظف بوزارة الخارجية لاستدراجه.. بدت المهمة في البداية صعبة على روان، فهي لم تعرف بعد حدود تلك البشاشة، إذ ترك لها عيزرا تقدير الموقف بنفسها.. وهذا يعد إذناً لها بأن تمشي في الطريق لنهايته.. فقامت روان ببساطة الأنثى المثيرة وبسهولة شديدة بإيقاع الموظف المسيحي في حبائلها.. وأوهمته بأنها تحبه حتى انزلق الموظف بين أحضانها.. ولما تأكدت من إتمام سيطرتها عليه. طلبت منه الثمن.. فتدفقت الوثائق والتقارير من أرشيف الوزارة السري.. وكلما سلمها عشرات الوثائق الخطيرة ادعت بسخرية تفاهتها لتحصل على المزيد منها.. وبمرور الوقت استلذت روان اللعبة والمغامرة، والقتل بسلاح أنوثتها، فانساقت في الطريق وقد استهواها ذلك العمل الدنيء واستغرقها.. أما عيزرا فلم يضيع وقتاً طويلاً في الثناء على شريكته الجديدة.. فكلفها باصطياد ملازم أول بمطار بغداد مغرور ببزته الرسمية وبالسيارة الحكومية التي تنقله لعمله كل يوم.. ولأنه يسكن بالمنزل المواجه لمنزل العميلين كان الأمر هيناً جداً.. فأشهرت روان أسلحتها الأنثوية في وجهه، فاستسلم وتقرب الى عيزرا الذي هيأ له المناخ فسقط الشاب الصغير بلا تفكير.. وتدفقت من خلاله المعلومات الأكثر سرية عن المطار، وطائرات الشحن المحملة بالمعدات العسكرية، التي تفرغها بداخل حظائر خاصة تخضع لإجراءات أمنية صعبة، وكذالك أعداد الخبراء السوفييت والتشيك الذين يتوافدون ويغادرون، والرحلات السرية لطائرة الرئاسة.. وقد كافأهم الكيان وتم منح روان هي الأخرى رتبة ملازم أول في جيش الدفاع.. تقديراً لتعاونها المشرف!

وخلال ثلاث سنوات. استطاعت روان بفردها تجنيد ثلاثة عشر موظفاً عاماً في مواقع مهمة.. أربعة منهم ضباط برتب مختلفة في الجيش العراقي.. وضابط بأمن المطار وستة آخرين يشغلون مناصب إدارية بالوزارات المختلفة.. جميعهم سقطوا في قبضة روان بفضل جسدها الخائن. وتدفقت بواسطتهم أسرار العراق أولاً بأول.. حتى وقعت حادثة الطبيب التي تحدثنا عنها في أول الفيديو فقاموا بدفنه في حديقة المنزل.. لكن لم يكن هذا الحادث سببا في كشفهم حيث تم اكتشاف شبكة عيزرا وروان كالآتي..
في أحد رسائل التكليف لعيزرا طُلب منه تجنيد طيار عسكري عراقي وبأي ثمن ليقبل الفرار بطائرته الحربية ميج 21 الى الكيان.. حتى يحصل الكيان على سر تصنيع تلك الطائرة السوفيتية وأجهزتها الحديثة.. وبدأ عيزرا رحلة البحث عن طيار خائن.. ومن خلال الخونة العسكريين أعضاء شبكته، تعرف عيزرا بالنقيب طيار شاكر محمود يوسف والذي سبق له أن التحق بدورات تدريبية في موسكو ولندن لزيادة كفاءته كطيار للميج 21 القتالية الاعتراضية التي ترعب العدو.. والتقى به عيزرا وزوجته في إحدى الحفلات وحاولت روان كالعادة بأسلحتها الأنثوية أن تلفت انتباهه لكنه تجاهلها فاغتاظت وشكت في كونها أنثى لا تُرد. حتى أخبرت عيزرا بقرار اعتزالها عن مهمة اصطياد عراقيين جدد.

لكنه فاجأها ذت مساء حينما جاء وبرفقته الطيار، وأسرّ لها بأن الطيار الشاب تجاهلها في الحفل لوجود زوجته معه.. 

وما كادت روان أن تسيطر على أعصاب الطيار الولهان، حتى سافر فجأة الى أمريكا للحصول على دورة في "قيادة التشكيل" في تكساس.. وهناك تولت المخابرات الأمريكية أمره فدفعت بحية أخرى في طريقه.. إنها "كروثر هلكر" فاتنة الجمال.. التي عملت كمشرفة في نادي الطيارين الشرقيين في قاعدة التدريب الجوية بتكساس ونصبت شباكها حول شاكر يوسف فوقع في حبائلها.. لكن الطيار عاد الى بغداد دون أن يحقق حلمهم فطارت كروثر خلفه ونزلت بفندق بغداد الدولي واتصلت به.. فاستأجر لها شقة مفروشة تطل على نهر دجلة.. وأخذ يتردد عليها خفية، محاولاً إقناعها بالعودة لأنه متزوج ولديه طفل فلم تنصت إليه.. وعندما حدثته عن "منظمة السلام العالمي" المهتمة بنشر السلام حول العالم، فهم الطيار اللعبة وهددها بأن تسافر فوراً خارج العراق، وإلا فهو مضطر لإبلاغ السلطات بسعيها لتجنيده لصالح جهات أجنبية.. فرأت كروثر أنه لا بد من تصفيته في أسرع وقت خشية افتضاح الأمر.. وصدرت الأوامر لعيزرا ناجي زلخا بالتخلص من النقيب الطيار شاكر يوسف.

وأثناء زيارة النقيب شاكر الأخيرة لكروثر بالشقة المفروشة حاولت تليين رأيه مرة أخرى حتى احتدم بينهما النقاش ووصل لحد التهديد وقبل أن يخرج الطيار من شقتها ليبلغ السلطات فاجأه عيزرا بطلقات مسدسه الكاتم للصوت، وسقط شاكر في الحال قبل أن يقاوم.. واكتشفت جثته في 6 يوليو 1965 بعد وقوع الجريمة باسبوع.. لكن عيزرا كان يعيش أسوأ أيام حياته إذ نشرت الصحف العراقية نبأ مقتل كروثر هلكر بأحد فنادق لندن في ظروف غامضة، بعد يومين من مغادرتها لبغداد..

 أجهزة التجسس

وما إن هلت أيام يناير 1966 الأولى، حتى انكشف أمر شبكته ضمن تسع شبكات.. وجرى البحث عنه وتعقب آثاره في أنحاء العراق.. فتوجه عيزرا وروان لمنزل الكاظمية حيث يخبئون أجهزة التجسس.. وفي الفجر اقتحمت المنزل قوات الأمن العراقي، وكانت روان بمفردها.. فلم تبد أية دهشة أو تصعق للمفاجأة.. واعترفت من تلقاء نفسها بأنها جاسوسة للكيان، استطاعت أن تجند جيش من العراقيين بالغواية. وأرشدت عن مقبرة الضابط الطبيب بالحديقة الخلفية، وقادتهم الى مخبأ سري بداخله جهاز اللاسلكي المعطل وكتاب الشفرة وعدة كاميرات سرية، وأفلام ووثائق لم تبعث بعد للموساد.. 
في ذلك التوقيت كان عيزرا خارج المنزل لقضاء بعض المهمات للتأمين فقامت قوات الأمن بإخفاء سيارتهم.. واختبأ عدة ضباط بداخل المنزل ينتظرون الثعبان الكبير.. وما أن جاء وخطا خطوات قليلة الى الداخل حتى هوجم وكبل في الحال.. واقتيد الى مكان سري للاستجواب، فاعترف اعترافات تفصيلية بنشاطه لمدة عشر سنوات لصالح الموساد، وسدت اعترافاته ثغرات عديدة كانت تحول دون الوصول لبقية الشبكات. 
وفي قفص الاتهام سمع الحكم بإعدامه وزوجته روان شنقاً مع تسع آخرين.. وبالرصاص على خمسة عسكريين.. ليشهد العراقيون وقوع عش الأفاعي الذي ظل ينخر في العراق لسنوات..